أجمع كتاب ومحللون سياسيون، على أن مهرجان "الأقصى في خطر" الذي نظمته حركة "حماس" في قطاع غزة، قدم رسائل قوية في عدة اتجاهات داخلياً وخارجياً وللاحتلال الإسرائيلي.
ونظمت حركة حماس في غزة مهرجاناً حاشداً شهد حضور الآلاف من جماهير شعبنا، وفصائله، بمشاركة رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي.
الكاتب خالد النجار، قال في مقال له معقباً على المهرجان: "إن حماس ثبّتت اليوم معادلة مهمة ورئيسة، بأن جماهير الشعب الفلسطيني حاضرة تحت راية حماس في كل المناسبات الوطنية، وتفوضها في كل محطة نضالية من محطات الثورة ومقاومة الاحتلال".
وأضاف النجار " كتبت حماس اليوم هذا الشعار الذي يخلد في نفوس الفلسطينيين، ويرتقبون أن يظل خيارًا رئيسًا نحو بناء الوحدة وتحت لواء غرفة العمليات المشتركة التي جسدت خلال السنوات الأخيرة أيقونة ورمزية للمقاومة، ومثّلت كافة أطياف الشعب الفلسطيني".
وتابع "كشفت حماس اليوم عن رسالة أخرى ذات أهمية تتعلق بالضفة الغربية والقدس، إذ أن المهرجان عُقد للكشف عن موقف حماس وفصائل المقاومة تجاه ما يحدث في القدس والضفة، وأن مرحلة الصراع المقبلة مع الاحتلال ستشهد ارتفاعًا واضحًا في مستوى تثوير المحافظات الشمالية".
وأوضح أن "المتغيرات الجديدة باتت تدفع تجاه تثبيت هذه الحالة، وتطوير أدواتها ووسائلها للجم العدوان الصهيوني، ووقف اقتحامات المسجد الأقصى بالحد الأدنى، وهو حاجة ماسة في هذه المرحلة إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً".
ورأى الكاتب النجار أن "الرسالة الأخيرة تتعلق بالاحتلال الصهيوني، إذ إن قواعد الاشتباك التي ثبّتتها المقاومة في معركة سيف القدس لا تزال حاضرة، ولا تزال تعمل بين مركباتها التي حطمت خلالها نظريات أمن الاحتلال، وأفشلت الكثير من خططه والتي حاولت خلالها الحكومة الصهيونية فصل الساحات الفلسطينية".
وأكد أن "المقاومة تمتلك رؤية مهمة حول تماسك الساحات بوحدتها ومقاومتها على طريق التحرير، وهو ما نجحت به حركة حماس، وجعلت العدو يخشى من ردود فعل المقاومة في قطاع غزة حين ارتكابه المجازر في الضفة الغربية، وهو ما أظهره الاحتلال حين ارساله رسائل تهديد لغزة بعد تنفيذه عملية اغتيال بحق أربعة من نشطاء المقاومة في جنين قبل أيام".
وختم النجار بالتأكيد على أن "هذه الرسائل تتمسك بها المقاومة، وقد تشكل مرحلة جديدة بدءًا من اليوم، لمواجهة الاحتلال وقطع الطريق أمامه وإفشال مخططاته في الضفة والقدس".
الوحدة الوطنية
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن "حماس رسمت لوحة من فسيفساء الوطن تؤكد على أن الوحدة الوطنية عنوان المرحلة وطريق المراحل القادمة من خلال مهرجانها القدس في خطر" .
وأشار الصواف إلى أن كلمة القيادي في مكتبها السياسي المهندس روحي مشتهى اختصرت في المشهد القادم أنه لو تمادى الاحتلال في تدنيسه وتعديه على القدس والأقصى بكلمات قليلة لا تتعدى أصابع اليدين ولكنها تحمل معاني كبيرة، بأن الانفجار قادم، بل لن يكون انفجار واحد بل انفجارات عدة قد تغير وجه المنطقة وتقلب خارطة العالم رأسا على عقب".
وأضاف أن رسالة حماس تؤكد بأن الغضب بلغ العنان وأن على الاحتلال إن لم يتوقف عن غيه وجبروته وتدنيسه واعتداءاته على المسجد الأقصى أن هدفه هدمه وإقامة هيكلة المزعوم سيكون الانفجار الكبير وعلى الاحتلال الحذر والإقليم والعالم وقد أعذر من أنذر.
وتابع "كل الكلمات التي وجهت سواء كلمة الفصائل التي ألقاها الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية والذي أكد على وحدة الساحات الفلسطينية وذكر بالخطر الذي يحيط بالأقصى واستذكر كلمات فتحي خازم ابو الشهيدين وكلمة أم إبراهيم النابلسي اللذين أكدا على الوحدة الفلسطينية" .
وأشار إلى الكلمة التي ادلى بها الشيخ عكرمة صبري الذي أكد أن القدس اليوم في عين الخطر وأن على الجميع النهوض من أجل الدفاع عنه والرباط فيه حتى يحول دون تحقيق الاحتلال لما يريد.
وقال الصواف:" إن مهرجان حماس ورسالتها اعتقد أن الاحتلال تابعها ووصلته وعليه أن يعيها ويتحمل المسؤولية الكاملة فيما لو واصل اعتداءاته ولم يتوقف".
فوة عسكرية وتحدي
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن رسالة القيادي روحي مشتهى فيها قوة عسكرية وتحدي للاحتلال، وهي رسالة لكل الثائرين في الضفة ومنهم والد رعد خازم "أبو رعد".
وأضاف أبو شمالة في مقابلة مع قنا الأقصى الفضائية، أن هذا الشهر هو شهر الغضب الفلسطيني، وعندما قال مشتهى إن غضب الأقصى سيغير وجه المنطقة، فعلاً غضب الأقصى سيخترق كل الحدود، وأنا أؤكد بأن غضب الأقصى صواريخ ونار في وجه الاحتلال".
ورأى أن "غزة اليوم دخلت في استفتاء شعبي، واليوم الشعب يقول كلمته، بأننا كفلسطينيين في غزة وفي كل أماكن تواجدنا اخترنا أن نكون مع الأقصى، وسنتصدى للاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
وحدة الساحات
وأكد الكاتب والمحلل السياسي مفيد أبو شمالة أن مهرجان "الأقصى في خطر" حمل رسائل للاحتلال والأنظمة في المنطقة والعالم، "وأعاد الترابط بين أجزاء الوطن، وفق معادلة سيف القدس".
وأشار أبو شمالة أن مهرجان حماس أكد على وحدة الصف والموقف الفلسطيني والمقاوِم من أجل القدس والأقصى، مشددًا أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير المسجد الأقصى، وطريق أوسلو أثبت فشله.
ورأى المحلل السياسي ناجي الظاظا أن القدس هي إحدى صواعق التفجير لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال، "والأقصى في خطر مستمر ومركب، ويتعرض لعملية سرقة للتاريخ والتراث".
وبيّن الظاظا أن جماهير شعبنا في غزة تعطي تفويضًا شعبيًا كاملًا للمقاومة بأن تدافع عن الأقصى، مؤكدًا غزة جاهزة لتكون ظهيرًا عسكريًا وجماهيريًا ومعنويًا، ولن يترك أهل القدس وحدهم.
أما الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن فقال إن "مهرجان حماس يؤكد على وحدة الساحات التي رسمتها معركة سيف القدس، مبينًا أن الاحتلال لا يمتلك أي سيادة على الأقصى، وهو يستخدم العنف والبطش لتمرير سياساته".
وشدد محيسن أن رسالة مهرجان حماس اليوم لأهل القدس والضفة بأن مقاومة غزة لن تتخلى عنهم، موضحًا أن المقاومة محل احتضان كبير من الجماهير، وليست منعزلة في قراراتها وخطواتها عن شعبنا.