في يد كل أسير أساور ثلاث، إحداها من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، والثانية من جهاز مخابراته، وضعتها كل جهة منهما عقب مقابلة مع الأسير، أما الثالثة فهي أسورة التهديد والوعيد، وفق الأسرى المفرج عنهم ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل.
تلك الأساور التي يُلفُ معصم المولود مثلها، حين يرى نور الحياة بعد تسعة أشهرٍ من عتمة رحم أمه، وعليها اسمه، لكنها من إدارة سجون الاحتلال شيءٌ آخر، لا يشبه الحياة ولا النور.
"الشعب المختار لا ينسى، أطارد أعدائي وأمسك بهم"، تلك العبارة التي خطها ضابط الأمن الإسرائيلي في يد كل أسير أفرج عنه، من سجونٍ لا تشبه سوى القبور ليس في عتمتها فحسب، بل صنوف التعذيب التي تلقاها الأسرى على مدار سنوات، أو حتى عقود.
ويقول المحرر وائل سمارة معددًا أساور السجون بيده: "هذه بعد مقابلة المخابرات والثانية من إدارة السجون، أما هذه فوضعوها في يدي خاوة".
وقرأ ما كتب في الثالثة "الشعب الإسرائيلي لا ينسى، يلاحق أعداءه للأبد"، وهددوني بالملاحقة، كما أنهم مارسوا بحقنا إجراءات تعسفية من ضرب وتهديد وانعدام النوم، والحرمان من الطعام، والحرب النفسية 24 ساعة".
ويضيف "تعاملوا معنا بردات فعل لآخر لحظة"، ثم لم يستطع سمارة استكمال الحديث، من شدة تعبه.
وقال الأسير المفرج عنه بعد 20 عاما بشار شواهنة من جنين، قائلًا: "هذه وضعوها في أيدينا رغمًا عنا، نحن نخرج معذبين وأسراهم يخرجون بالهدايا، هذه أخلاقنا وديننا، ولا أقول غير ذلك".
ولا يمكن مقارنة حال أسرى الاحتلال الذين خرجوا من أسر المقاومة، بحال الأسرى الفلسطينيين في الدفعات الأربع، ففي الوقت الذي خرج فيه الآخرين معذبين منهكين بوضع صحي خطير، طلّ أسرى الاحتلال حاملين الهدايا ووجوههم تجري فيها الدماء من حسن وضعهم الصحي، متبسمين، غير مهانين.
وخرج عددٌ من الأسرى اليوم إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء عمليات التنكيل والتعذيب؛ ما يعكس بشاعة ما تعرضوا له قبيل الإفراج عنهم، بالإضافة لطول فترة الاعتقال.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى المحررون من سجون الاحتلال تعرضوا لضرب مبرح قبيل الإفراج عنهم، مشددا على أن الاحتلال يمارس إرهاباً منظما بحق الأسرى المحررين ويمنع عائلاتهم من تنظيم أي حفل استقبال لهم.
فيما عدّت حركة "حماس" أن "خروج عدد من الأسرى اليوم من سجون الاحتلال الفاشي إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء عمليات التنكيل والتعذيب؛ يؤكّد بشاعة ما يتعرّض له الأسرى في السجون على يد الطغمة الفاشية الصهيونية، المتجرّدة من كل قيم الإنسانية، والمتنكّرة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى".
وشددت على أن الانتهاكات المروّعة والمتواصلة بحقّ الأسرى؛ تُعَد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تستدعي تدخُّلاً فورياً من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية لوقفها، ومحاسبة مرتكبيها.
وأفرج الاحتلال يوم السبت عن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل وعددهم 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 111 أسيرًا اعتقدوا بعد السابع من أكتوبر عام 2023.
كما أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 3 أسرى إسرائيليين، وذلك ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل".