web site counter

المحرر حبيشة لـ"صفا": غيبتني السجون 23 عاما وولادتي الحقيقية يوم حريتي

نابلس - خاص صفا

اعتبر الأسير المحرر بصفقة "طوفان الأحرار" إبراهيم حبيشة أن يوم الثلاثين من يناير/ كانون الثاني الماضي هو يوم ولادته الحقيقية، حيث نال فيه حريته بعد 23 عاما من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال حبيشة وهو من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة عقب الإفراج عنه الخميس: "هذه هي الولادة الحقيقية.. أشعر أنني اليوم ولدت عندما عدت إلى اهلي وعزوتي بعد 23 سنة من الغياب".

وبالدموع استقبل أبناء المحرر حبيشة والدهم في بيتونيا برام الله بعد تأخير الاحتلال إطلاق سراح الدفعة الثالثة من المحررين.

وقال حبيشة: "الحمد لله على الحرية، لكن فرحتنا ناقصة أمام التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا في غزة".

وأشار إلى أنه تفاجأ يوم الخميس بأن أحد السجانين جاء إلى غرفته وطلب منه أن يستعد للخروج، وبعد خروجه من باب الغرفة مارسوا بحقه -كباقي المحررين- كل أشكال الضرب والتعذيب، وعبروا عن قهرهم لخروج الأسرى بالصفقة.

وقال: "كانت فرحتي بالحرية منقوصة، وسالت الدموع على خدي لأني تركت إخواني الأسرى الذين عشت معهم أصعب اللحظات".

وأضاف: "كنا إذا طلع علينا الصباح لا نتوقع أن يأتي علينا الليل، وإذا حل الليل لا نتوقع أن يطلع علينا النهار".

ولفت إلى أن الأسرى عاشوا ظروفا لا تقل قسوة عما عاشه أبناء شعبهم، بل هي أشد قسوة، إذ تعمد الاحتلال التضييق عليهم والانتقام منهم باعتبارهم في الصفوف المتقدمة بالنضال، ولكونهم أسرى مقيدين وفي الزنانين.

وأكد أن الأسرى يتعرضون للإهانة يوميا، ويحتاجون للوقوف إلى جانبهم، مبينا أن أوضاع الأسرى في السجون أظهرت الاحتلال على صورته الحقيقية.

وتحدث حبيشة عن لحظات وصوله إلى رام الله، والاستقبال الحاشد الذي كان بانتظارهم، وقال: "رغم فرحتنا إلا أننا كنا خجلانين أمام 60 ألف شهيد من شعبنا في غزة".

وأضاف أن الاستقبال الجماهيري الذي وجدوه رفع من معنوياتهم، "وأكد أن شعبنا متشبث بأرضه كشجر الزيتون ومصرّ على المضي نحو التحرير".

وعبر حبيشة عن أمله بأن تعيد الدماء التي سالت في قطاع غزة والضفة توحيد الوطن من رفح حتى جنين.

واعتقل حبيشة عام 2002 وترك خلف 3 أبناء وبنات اكبرهم بعمر 5 سنوات وطفلة رابعة ولدت بعد 8 شهور من اعتقاله.

وقال حبيشة وهو يحتضن أحفاده: "لم أتمكن من المشاركة بتربية أبنائي كباقي الآباء، واليوم أتمنى أن أعيش مرحلة الأبوة والجد بنفس الوقت مع أبنائي وأحفادي وأن أعوض أولادي بأبنائهم ما حرمهم منه الاعتقال".

وأفرجت إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلي مساء الخميس الماضي، عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين، بموجب اتفاق صفقة التبادل، التي تم التوصل إليها بين حركة "حماس" والاحتلال في الـ19 من يناير الجاري.

وشملت الدفعة الثالثة من الصفقة، تحرير 110 أسرى، من بينهم 32 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد، و48 أسيرًا يقضون أحكامًا مختلفة، و30 أسيرًا من الأطفال.

غ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك