القاهرة- مدلين خلة - صفا
روى الأسير المحرر المبعد إلى خارج فلسطين محمود شريتح تفاصيل رحلة التعذيب التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شريتح في تصريح خاص لوكالة "صفا"، يوم الأحد: إن "الاحتلال أظهر بعد 7 أكتوير صورته الحقيقية والحقد الدفين ضد الأسرى، إذ كان التعامل منذ اليوم الأول وحتى لحظة الإفراج عنا خشن وقذر أظهر مدى وحشيته وعنجهيته الحقيقية".
وأضاف "حتى اللحظة الأخيرة قبيل للإفراج عنا وهو ينكل بنا، وتكاد تلك القيود التي كانت تلتف حول معاصمنا تخترق عظامنا".
ووصف أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، وخاصة "شطة"، "جلبوع"، و"مجدو" بأنها كارثية ومأساوية لا يتحملها عقل بشري، مؤكدًا أن الضرب والتنكيل والتعذيب رحلة لا تنتهي حتى بخروج الأسير من السجون.
وبين أن الاحتلال يتعمد بشكل كبير إيذاء الأسرى في شعائرهم الدينية، فلا يعلمون مواقيت الصلاة بشكل محدد ويأتي تأديتها على التقديرات والتكهنات، فضلًا عن شبه انعدام لوسائل الطهارة اللازمة، لأداء فريضة الصلاة.
وشدد على أن الوضع في سجون الاحتلال الواقعة شمالي فلسطين المحتلة سيء جدًا، قائلًا: "مع دخول الأسير تبدأ حفلة استقباله بالضرب والشتم والإهانات، ولا تنتهي إلا بخروجه وجميع الأسرى تحت تصوير الكاميرات كجزء من التوثيق".
وأضاف "وتأتي بعد ذلك رحلة المعاناة مع النقل داخل الغرف، التي لا يوجد فيها ما يسمى استقرار أو حياة طبيعية، حيث يعيش الأسير هناك أيامًا ثقال يتعرض خلالها للضرب المبرح والتنكيل والتعذيب والتحقيق دون رحمة".
وأشار شريتح إلى أن الأسرى في هذه السجون، لم يكن لديهم أي معلومات عن الصفقة وما يحدث خارج الأسوار.
ولفت إلى أن أخبار الهدنة وصلت الأسرى عن طريق بعض المحامين، وأنه سيتم الإفراج عن الأسرى على دفعات تبدأ بالسيدات والأشبال.
وتابع شريتح "لم نكن نعلم بإدراج أسمائنا ضمن صفقة التبادل، إلا يوم النقل إلى سجن عوفر، حينها تأكدنا من أن الفرج بات قاب قوسين أو أدنى".
والمحرر شريتح من بلدة يطا في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات متراكمة، وأفرج عنه بعد اعتقاله 22 عامًا، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة"طوفان الأقصى"، بشرط إبعاده للخارح.
وضمت تلك الدفعة الإفراج عن 200 معتقل، من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، منهم 121 أسيرًا من المؤبدات، و79 من أصحاب الأحكام العالية، مع إبعاد 70 منهم إلى الخارج.
ر ش