لاقى توفر عدد من الأصناف الغذائية في أسواق قطاع غزة مع وقف إطلاق النار، فرحة بين الناجين من حرب الإبادة كبارًا كانوا أو صغارًا، ولاسيما أنواع السكاكر والعصائر والمشروبات الغازية وما شابهها، والتي حُرم أهالي غزة منها طوال 15 شهرًا، بفعل استمرار احتلال "إسرائيل" للمعابر.
ودخل لغزة منذ يوم الأحد الماضي مئات الشاحنات، احتوى عدد منها على أصناف منوعة من الشوكولاتة والحلوى والشيبس والعصائر والمكسرات وغيرها من المواد المممنوعة منذ أكثر من عام.
وانتشرت الأصناف القديمة الجديدة بكل أسواق المحافظات في القطاع، ولاقت إقبالًا بين المواطنين مع فارق قدرتهم المادية على شراء بعض من أصنافها، لكون الانخفاض بسعرها كان "نسبياً".
"تشرح القلب ولكن"
وتقول الفتاة ملك أبو ظريفة لوكالة "صفا": "شعرت للمرة الأولى حينما شاهدت الشوكولاتة واللبان وأشياء أخرى حرمنا منها، بحالة صدمة، وكأن أحد فاجأنا بهدية".
وتضيف "هذه الأصناف لم نرها منذ عام، اختفت بعد الشهر الأول للحرب، واليوم توفرت من جديد، ولكن أسعارها لا هي مرتفعة ولا منخفضة".
وتحمد الله أن في جيبها ما يمكنها من شراء بعض هذه الأصناف، وتطالب الجهات المختصة بغزة بضبط الأسعار بكافة المناطق والعمل على تخفيضها.
الشاب محمد دقة يحمل كيسًا وقد اشترى فيه العديد من الأصناف الجديدة المتوفرة في متجر وسط محافظة خانيونس، وهو يقول مبتسمًا: "هذا الطرد لأكثر من فرد، عندنا في البيت بعض النازحين من أقاربنا، وجمعت مالا من الكل لشرائه".
وعن الأسعار يستطرد "منها المعقول ومنها الغالي إلى حد ما، وبحاجة لمتابعة الجهات المختصة، حتى يستطيع كل الناس شراءها، خاصة أن الوضع المادي للجميع متدني"
ويطالب الأهالي بضبط الأسعار بكافة أنواع المواد الغذائية وغيرها.
المطالبة بخفض المزيد
ورغم إقباله على البائعين، إلا أن المواطن رامي أبو شاب لم يشتر من الأصناف التي أحبها، وهو يقول: "المناظر شرحت قلبي، لكنها غالية، هناك انخفاض بسيط في السعر، لكن تبقى أعلى مما في جيوب الناس".
ويتساءل "إذا أراد شخص يعيل عددا من الأفراد، لا بأس بهم، فسيدفع ما لا يقل عن 100 شيقل، ليفرح قلوبهم بهذه الأنواع، من أين لنا هذا؟".
وبلغ عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ وقف إطلاق النار، ما يقارب 2500 شاحنة، حيث دخل يوم الأحد 630 شاحنة ويوم الاثنين 925 شاحنة ويوم أمس الثلاثاء 897 شاحنة، حسب مراسل "صفا".
وتحملت غزة النصيب الأكبر من انكماش الاقتصاد الفلسطيني خلال عام 2024، بسبب حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" لعام وثلاثة أشهر، حسب الخبير بالمجال الاقتصادي ماهر الطباع.
ويشير إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 80% وهو الأعلى عالمياً، فيما ارتفع مؤشر غلاء المعيشة فيه بنسبة 522%، ووصلت نسبة الفقر 100%.
وبدعم أمريكي شنت "إسرائيل" حرب إبادة على غزة منذ اكتوبر عام 2023 ولمدة عام و3 أشهر، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 46 ألف مواطن وجرح الآلاف، بالإضافة لما يزيد عن 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.