web site counter

اليوم السابع لوقف إطلاق النار

شوق وحنين لعودة النازحين إلى شمال غزة ولقاء الأحبة

غزة- مدلين خلة - صفا
بفارغ الصبر، ينتظر النازحون جنوبي قطاع غزة العودة إلى شماله، ولقاء ذويهم وعائلاتهم، بعد رحلة نزوح قسرية محفوفة بالألم والفقد والوجع، سببتها حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرًا.
رحلةٌ حطت رحالها في بابها الأخير وأعلنت عودة العائلات النازحة إلى شمالي القطاع، ليُنهي فصلًا من فصول النزوح القسري الذي فرضه جيش الاحتلال على الغزيين، منذ الشهر الأول للحرب.
حلمٌ أرق ليل الغزيين وسيطر هاجسه على عقولهم، ففكرة عدم لم شمل العائلات النازحة قهرًا وقسرًا تأكل قلوبهم وتنخر صدورهم، فهم يرقبون الأفق البعيد عله يحمل صورة للقاء الأحبة.
شكل إعلان وقف إطلاق النار في القطاع، وعودة النازحين في اليوم السابع من بدء سريان الاتفاق، بشرى أمل باجتماع عائلات تقطعت أوصالها وأذاب الشوق قلوبها منذ عامٍ وأربعةِ أشهر من البعد والحرمان.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، يُسمح بعودة النازحين جنوبي القطاع إلى شماله سيرًا على الأقدام عبر شارع الرشيد (البحر) بدون تفتيش في اليوم السابع، كما يُسمح في نفس اليوم بالعودة بالمركبات عبر شارع صلاح الدين مع تفتيش تحت إشراف مصري قطري.
انتظار وترقب
الزميل الصحفي يوسف فارس، الذي تقطعت أوصاله بعائلته النازحة إلى جنوبي القطاع منذ أول شهور الحرب، يقول لوكالة "صفا": "نحن نترقب بشوق وبفارغ الصبر عودة أهلنا النازحين في جنوبي القطاع إلى شماله".
ويضيف "هذا أكبر حلم، حلم الليالي والهاجس الذي يسيطر علينا في كل لحظة، نحن مشتاقون لديارنا وأهلنا".
ويتابع "أعيش نزوح مركب، الأول نزوحي من بيتي في مخيم جباليا منذ ثلاثة أشهر إلى مدينة غزة، والآخر هو نزوح عائلتي جنوبًا".
ويوضح أن عائلته اضطرت بسبب ظروف عمله إلى النزوح بقرار إجباري إلى مدينة رفح ومن ثم خان يونس.
حربٌ أخرى يعيشها الصحفي فارس، لأن البعد عن عائلته نارٌ تأكل قلبه ينتظر بشوق انطفائها بلقائه بهم، يقول: "من سنة وأربعة أشهر لم أرى فيها زوجتي وأولادي، وهذه هي الحرب الثانية التي أعيدهابكل لحظة".
"تنتهي الحرب عندي ليس بوقف الابادة على القطاع وإنما برؤيتي لعائلتي أمام عيني أشم رائحتهم التي حُرمت منها منذ نزوحهم جنوبًا".
ويضيف فارس، الأب لثلاثة أطفال توأم هم (محمد ونور وشام) "هؤلاء نقطة ضعفي بالحياة والحرب، خوفي عليهم من أي شيء كان سببًا لإصراري على نزوحهم جنوبًا، يوميًا تصلني ردود فعلهم وهم يعدون الدقائق والثواني حتى نجتمع من جديد".
ويصف حالة أطفاله قبيل عودتهم، قائلًا: "أطفالي لا ينامون أبدًا ينتظرون ليلة العيد التي ستجمعني بهم، ليرتدوا ملابسهم بأبهى حلة، وبكل صراحة أنا أيضًا أعيش ذات الشعور".
ويردف "منذ توقيع اتفاق التهدئة، وكل ليلة لا أستطيع النوم سوى ساعة أو ساعتين، وأشعر بأن الوقت ثقيل حدًا والساعات لا تمر أبدًا".
ويكمل حديثه "بما أني أعمل صحفيًا ناقلًا للحدث ومُعايشه، فأنا مقبل على كثافة عمل تحتم عليا نقل صورة ما جرى في شمالي القطاع بكل تفاصيلها للعالم، ومن ثم العودة إلى مخيم جباليا والاطمئنان على بيتي وماذا جرى له وتأمين سكن للعائلة القادمة من الجنوب، ومن ثم الاستعداد لاستقبالهم، وبنفس الوقت التجهيز لتغطية هذا الحدث".
مشاعر فرح ممزوجة بالحزن على أشخاص رحلوا، وترتبط بشعاع نور، وسط ظلمة أيام غيبت فيها أحبة فصل بينهم حاجز أنشأه جيش الاحتلال، بهدف تحطيم صمود الغزيين شمالي القطاع بلوعة فراق عائلاتهم النازحة جنوبًا.
"لن أنتظر المزيد من الوقت، لقد اتفقت مع زوجتي وأبنائي على العودة في اليوم السابع للهدنة، مشيًا على الأقدام، لأنني سأكون بانتظارهم في الجانب الآخر من حاجز نتساريم"، يقول الزميل يوسف فارس.
شوق وانتظار
وأما المواطن محمد أبو وردة، الذي ينتظر عودة عائلته وزوجته وأحفاده بفارغ الصبر، فيقول: "لا يوجد صبر لانتظار أيام أخرى دون وجودهم مهما كانت الظروف، لقد تشاورنا فيما بيننا على العودة منذ اليوم الأول مشيًا على الأقدام".
ويضيف أبو وردة لوكالة "صفا"، "كان إعلان عودة النازحين بلسم يُداوي جرح ألم في جسدي تركني مبتورًا وحيدًا دون أولادي وأحفادي".
ويتابع "لا توجد خطة للقاء الأحبة، كل ما أحتاجه رؤية بعضنا البعض، وباقي الأمور تبقى شكلية تسير بمركبها كما هو مدبر من عند الله".
ويشير إلى أنه وعائلته ينتظرون اليوم السابع لوقف إطلاق النار على أحر من الجمر، حتى تبرد فيه نار الفراق ويذوب جليد الشوق باحتضانهم.
ويؤكد قائلًا: "عودة أهلي وأحفادي سالمين دون أن يُصيبهم أي مكروه أو ضرر يعد هدية عظمى في نهاية حرب الإبادة".
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك