قالت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني إن الإبعاد لمرج الزهور شكّل أعلى منبر إعلامي ودولي في تاريخ القضية الفلسطينية.
من ناحية أخرى، نعى رئيس المجلس بالإنابة أحمد بحر شهيد نابلس أحمد دراغمة، مؤكداً أن دماء الشهداء لعنة تطارد الاحتلال حتى التحرير والعودة، مبيناً أن الإبعاد محطة من محطات فلسطين التاريخية والحركة الإسلامية.
جاء ذلك خلال مشاركة رئاسة المجلس التشريعي في الندوة التاريخية بعنوان "مرج الزهور..ذكريات ودروس"، التي نظمتها هيئة الثوابت الفلسطينية ومركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني.
واستعرض بحر المسيرات والفعاليات التي نفذوها خلال فترة الإبعاد في مرج الزهور منها مسيرة العودة التي جاءت بعد مرور ثلاثة أيام فقط على وصولهم، وفعالية هدم الخيام ومسيرة نحو الوطن التي كانت في 17/1/1993م في الذكرى الشهرية للإبعاد، ومسيرة مرج الزهور في 22/1/1993م، ومسيرة البلالين وغيرها الكثير من الفعالية الرافضة والمستنكرة لطريقة التعامل معهم والظلم الواقع ضدهم.
وتحدث حول مسيرة الأكفان والتي كانت بتاريخ 16/4/ 1993، التي أعادت قضية المبعدين إلى الواجهة على المستوى المحلي والعربي والدولي، حيث قرَّر المبعدون إحياء قضيتهم بالتوجه بمسيرة نحو الوطن، ولبس كل مبعد كفناً وكتب أغلبيتهم وصيته وبعضهم أرسلها إلى أهله، وودعوا بعضهم بعضاً.
وبين أن تلك المسيرة جاءت بعد قرار مجلس الأمن رقم 799 القاضي بعودة المبعدين جميعاً إلى بيوتهم آمنين، بعد أن تخلى الوفد الفلسطيني عن تعهداته التي قطعها على نفسه بعدم الذهاب إلى المفاوضات إلا بعودة المبعدين، وتناست الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب دورهم في دعم قضية المبعدين.
من جانبه استذكر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، مراحل وتاريخ الأبعاد والتحديات والمعاناة والليالي الصعبة التي عاشوها خلال سنوات الإبعاد في مرج الزهر، مشيراً إلى أن هذه المحنة تحولت إلى منحة بميلاد حقيقي لدعوة جديدة، وأصبح الإبعاد أعلى منبر إعلامي في تاريخ القضية الفلسطينية.
وبين أن الإبعاد والألم والجوع والعطش وغيرها من المعاناة كان لصناعة تاريخ عظيم وحول قضية الحركة الوطنية إلى حركة عالمية، وكان لتلك الأيام لما بعدها على طريق النصر والتحرير.
بدوره، أكد النائب محمود الزهار أن ما قدمه الفلسطينيون قبل وأثناء وبعد الإبعاد وحتى هذه اللحظة هو مقدمة حقيقية لمعركة وعد الآخرة، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت قبل الإبعاد أن تلحق ضرراً كبيراً بالاحتلال وكان يهدد وجوده في فلسطين.
ولفت إلى أن المبعدين كانوا من نخبة المجتمع الفلسطيني التي دفعت المواطنين في وقتها لمقاومة الاحتلال، مستعرضاً تاريخ الإبعاد وأصعب لحظاته، واللجان المختلفة التي شكلوها في مخيمات مرج الزهور لتسهيل الحياة فيها، منها اللجنة الإعلامية واللجنة الصحية ولجنة حفظ الوثائق والتصريحات.
ودعا إلى الإعلان عن أوسع حملة دولية لإدانة جريمة الإبعاد التي تستوجب المساءلة لمنع تكرارها بحق الفلسطينيين، مطالباً السلطة الفلسطينية في رام الله بالعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.
وطالب بتكثيف التواصل مع المحكمة الجنائية الدولية واحالة ملف الإبعاد لها لملاحقة ومساءلة الاحتلال على جرائمه ضد الإنسانية والمخالفة لكل القوانين الدولية.