يشكل مرض ضغط الدم ما بين الارتفاع والانخفاض هاجسًا لدى الكثيرين، خاصة أولئك الذين لا يشعرون بأعراض ظاهرة لهذا المرض المزمن.
ويزداد خطر ارتفاع ضغط الدم كلما تقدمت في السن، حيث يرتبط بعدد من تأثيرات الشيخوخة، بما في ذلك فقدان مرونة الأوعية الدموية، وتغييرات هرمونية، مثل انقطاع الطمث وزيادة الحساسية للملح والعوامل الغذائية الأخرى.
وضغط الدم هو قوة الدفع التي يحدثها تدفق الدم على جدران الأوعية الدموية الرئيسية "الشرايين"، ويحدث ارتفاع ضغط الدم عندما يكون ضغط الدم مرتفعًا، فيما يحدث هبوط ضغط الدم عندما تنخفض قوة الدفع.
ويقاس ضغط الدم برقمين يمثل الرقم الأول "الانقباضي" وهو الضغط داخل الأوعية الدموية أثناء انقباض القلب، في حين يمثل الرقم الثاني "الانبساطي" الضغط داخل الأوعية أثناء فترة راحة القلب بين النبضات.
وتُشخَّص الإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا أظهر قياس ضغط الدم الانقباضي قياس أعلى من (140) مليمتر زئبق وضغط الدم الانبساطي تجاوز (90) مليمتر زئبق.
ويطلق على مرض ارتفاع ضغط الدم "القاتل الصامت"، ومعظم المصابين به لا يشعرون به حيث لا تظهر عليهم أي علامات تحذير أو أعراض، لذلك من الضروري أن يُقاس ضغط الدم بانتظام.
ووفق تقارير منظّمة الصحّة العالميّة لعام 2019م؛ فإنّ نحو 1.13 مليار شخص حول العالم يعانون من ضغط الدّم، ثلثاهم في البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط.
أعراض ارتفاع ضغط الدم:
تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم في حال ظهورها، الشعور بالصداع في الصباح الباكر، والرعاف، وعدم انتظام دقات القلب، وتشوش الرؤية، والطنين في الأذنين، ويمكن أن يسبب فرط ضغط الدم الوخيم التعب والغثيان والقيء والارتباك والقلق وألم الصدر ورُعاش العضلات.
مرض ارتفاع الضغط له مضاعفات خطيرة حيث يؤدي الى أمراض بالقلب وتصلّب الشرايين والذبحة الصدرية والنوبات القلبية وقصور عضلة القلب وعدم انتظام دقاته مما يؤدي إلى الموت المفاجئ.
ويمكن أن يؤدي ضغط الدم أيضا إلى انفجار أو انسداد الشرايين التي تمدّ الدماغ بالدم والأكسجين، مما يسبب السكتة الدماغية، ومن الممكن أيضا أن يسبب ضغط الدم الفشل الكلوي.
الطريقة الوحيدة للكشف عن مرض ضغط الدم هي قياس ضغط الدم، ولتجنب المضاعفات يجب الحفاظ على قياسات ضغط منتظمة والتمتع بوزن مثالي والإقلال من الملح (أقل من 5جرام في اليوم) والإكثار من تناول الفواكه والخضروات وممارسة النشاط البدني وتجنب التدخين والإقلال من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكربوهيدرات البسيطة والمعجنات، والحرص على شرب الماء و"الكركديه" وإدارة الضغوطات النفسية والتفكير بإيجابية.
انخفاض ضغط الدم:
أما انخفاض ضغط الدم فيحدث عندما تقل قراءة ضغط الدم عن (90/60) ملم زئبقي، وهذا يعني أن الدم الذي يضخه القلب لا يصل بشكلٍ كافٍ إلى الدماغ وغيره من أعضاء الجسم المهمة، وهذا الأمر يُدخل الإنسان في حالة من هبوط الضغط المفاجئ، فتظهر أعراض هبوط الضغط مثل: دوار أو دوخة خفيفة، إغماء، قلة التركيز وتشتت الانتباه، رؤية ضبابية ومشوشة، غثيان، برودة في الجلد وشحوب في لون البشرة، تنفس سريع، إرهاق جسدي، اكتئاب، عطش شديد، اضطراب في نبضات القلب.
ومن أسباب هبوط ضغط الدم:
1. الحمل، حيث يسبب التوسع المستمر في الأوعية الدموية عند المرأة الحامل طوال فترة الحمل هبوطًا في الضغط.
2. أمراض القلب، تسبب النوبات والمشاكل في صمامات القلب نقصًا في ضخ الدم لكافة أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى حدوث هبوط في الضغط.
3. مشاكل الغدد الصماء مثل مشاكل الغدة الدرقية وانخفاض سكر الدم، وقد يحفز هبوط سكر الدم حدوث هبوط في الضغط.
4. الجفاف، حيث تزيد كمية المياه التي يفقدها الجسم عن تلك التي يمتصها، ما يسبب نقصًا في كمية الدم التي يتم ضخها لكافة أعضاء الجسم.
5. فقدان الدم، إذا تعرض الجسم لإصابة جعلته يخسر الكثير من الدماء، تقل كمية الدم في الأوعية الدموية مما يسبب هبوطًا في الضغط.
6. العدوى الشديدة وتسمم الدم، وقد يتلوث الدم مسببًا هبوطًا خطيرًا في ضغط الدم، مما يشكل خطرًا على الحياة في حالة تُدعى بالصدمة الإنتانية.
7. الحساسية المفرطة، وتسبب هذه الحالة مشاكل في التنفس والحلق وهبوط في ضغط الدم.
8. افتقار النظام الغذائي اليومي للعناصر الغذائية، حيث يُسبب نقص في فيتامينات معينة مثل B12 والحديد نقصًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم الذي يؤدي بطبيعة الحال لهبوط الضغط.
9. بعض الأدوية قد تسبب انخفاض ضغط الدم.
10. تجاهل وجبة الفطور والبقاء لفترات طويلة دون طعام أو شراب أو تحت حرارة الشمس العالية.
ولعلاج انخفاض ضغط الدم يجب التفريق بين حالتين:
1. حالات تستدعي مراجعة الطبيب
• عندما تظهر أعراض هبوط الضغط وبشكل متكرر.
• عندما ترافق أعراض هبوط الضغط أعراض أخرى خطيرة مثل: النزيف والصداع وآلام الصدر.
• في حال احتواء تاريخ الشخص الطبي على مشاكل في الكلى وأزمة قلبية.
• إذا كان المريض شخصًا مصابًا بالسكري أو امرأة حامل.
2. إجراءات وتغييرات تساهم في علاج انخفاض الضغط دون الحاجة إلى طبيب
• زيادة كمية الملح في الطعام بحدود المعقول على ألا يتجاوز التناول اليومي من الصوديوم 2000 ملغم.
• زيادة شرب السوائل بكميات مناسبة لتعويض ما يفقده الجسم منها في حالات مثل؛ الجو الحار والإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.
• مراجعة الأدوية التي يتناولها الشخص دون وصفة طبية، واستشارة الطبيب للبحث في احتمالية تسبب إحداها بانخفاض الضغط لديه.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتعزيز وتقوية ضخ الدم في الجسم.
• تجنب القيام بتغيير سريع ومفاجئ في وضعية الجسم، مثل؛ الوقوف فجأة بعد جلوس أو استلقاء، كي لا يصاب بحالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
• تحريك القدمين واليدين حركات بسيطة أو الجلوس لدقائق معدودة تسبق وقوفه إذا كان في وضع الاستلقاء.
• تجنب التعرض لفترات طويلة للمياه الساخنة عند الاستحمام أو الجلوس في برك ساخنة.
• يفضل تناول وجبات صغيرة وعديدة بدل وجبات كبيرة وقليلة لتجنب الإصابة بالدوار بعد تناول الطعام.
• أخذ قسط من الراحة بعد الانتهاء من تناول الوجبة، مع تجنب تناول الأدوية الخافضة للضغط قبل الوجبة مباشرة، والتقليل من استهلاك الكربوهيدرات والوجبات السريعة.
يذكر أن انخفاض ضغط الدم لا يقل خطورة عن ارتفاعه ويجب الحرص على قياس ضغط الدم دوريا للمحافظة على استقراره الطبيعي دون ارتفاع أو انخفاض.
بعض المفاهيم الخاطئة بخصوص ضغط الدم وحقيقتها:
• لا يوجد أعراض يعني لا يوجد ضغط دم، والحقيقة أن ضغط الدم المرتفع قد يبقى سنوات بلا أعراض ولكن من الممكن أن تكون أولى أعراضه السكتة القلبية والجلطة الدموية.
• الضغط الانقباضي غير مهم ما دام الضغط الانبساطي أقل من 90، والحقيقة أن الضغط الانقباضي يعتبر عاملا يساعد في الكشف عن خطر الإصابة بأمراض القلب كالجلطة، فشل عضلة القلب، "السكتة القلبية".
• لا يحتاج المريض إلى أدوية الضغط ما دام يشعر بخير، والحقيقة أن مرض الضغط مرض مزمن يحتاج الدواء يوميا، ولا يمكن التوقف عن الأدوية أبدا لأن التوقف قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها.
• لا يمكن التحكم بضغط الدم إلا بالأدوية، والحقيقة أن اتباع نمط حياة صحي يساهم في استقرار ضغط الدم الى جانب الالتزام بالأدوية كالتوقف عن التدخين واتباع حمية غذائية قليلة الأملاح والدهون والكربوهيدرات والوجبات السريعة والمحافظة على الوزن الطبيعي وممارسة الرياضة بشكل مستمر.
• لا يمكن أن يصاب الشخص بضغط الدم المرتفع إذا لم يكن لديه تاريخ عائلي بالمرض، والحقيقة أن أي شخص عرضة لأن يصاب بضغط الدم المرتفع وهنالك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة كزيادة الوزن وتناول الأغذية المحتوية على الكثير من الأملاح والدهون والمعجنات والتدخين وعدم ممارسة الأنشطة البدنية والتوتر والقلق.
• قياس ضغط الدم في العيادات يعتبر كافيا، والحقيقة أن الضغط متغير باستمرار ومن المهم قياسه في المنزل مرتين يوميا وتسجيل القراءات.
• عدم تناول ملح الطعام يعتبر كافيا للتحكم بمستوى الصوديوم، والحقيقة أنه الى جانب ملح الطعام فإن المأكولات المعلبة والوجبات السريعة تحتوي على نسب مرتفعة جدا من الصوديوم لذلك يجب قراءة البطاقة الغذائية.