تعيش أندية دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم في قطاع غزة "صراع بقاء" بسبب تراكم الديون عليها، في وقت لم تفِ عديد الجهات بما عليها من التزامات تجاه الأندية.
وأكدت تلك الأندية مؤخرًا عدم قدرتها على استكمال البطولة بسبب الأزمة المالية غير المسبوقة التي تعصف بها.
وطالبت الأندية في بيان لها رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب بصرف منحة المجلس الأعلى للشباب والرياضة عن الموسم الرياضي السابق، والتي لم تصرف حتى اللحظة، مشيرة إلى أن تأخر صرف المنحة تسبب في تراكم الديون المستحقة للاعبين، والمصاريف التشغيلية للأندية.
وباتت الأزمة متجذرة، حيث تتراكم الديون على الأندية وتزداد عامًا بعد آخر، مما يتسبب في هجرة لاعبيها المميزين، حيث يتجه البعض منهم إلى أعمال أخرى من أجل توفير احتياجات أسرهم، وبالتالي ضياع أحلام تلك الأندية، والرياضة الفلسطينية بالتطور.
ويقول رئيس نادي بيت حانون الرياضي شادي شبات لوكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) إن عددًا كبيرًا من اللاعبين في دوري الدرجة الممتازة والأجهزة الفنية لهم مستحقات مالية لدى الأندية من المواسم السابقة لم يحصلوا عليها، مشيرًا إلى أن عدم دفع مستحقات اللاعبين ينعكس سلبًا على الأداء الفني لهم.
ويشير إلى أن ذلك يتسبب بفقدان اللاعب الروح العالية للعطاء في الملعب، مما يؤثر على مستوى الفريق، ويؤدي الى تراجع نتائجه.
وتحتاج معظم الأندية في دوري الدرجة الممتازة من 75 إلى 95 ألف دولار سنويًا، بحسب شبات.
ووفق كثير من الرياضيين الفلسطينيين فإن الأزمة المالية تطال كل الأندية من الدرجة الممتازة وحتى الثالثة، لكن الممتازة هي الأكثر تأثرًا.
وتتراوح رواتب المديرين الفنيين بين 500 و700 دولار شهريًا، ويقول مدرب شباب جباليا أحمد عبد الهادي: "معظمنا كمديرين فنيين لم نتلق كامل مستحقاتنا المالية عن المواسم السابقة من الأندية التي عملنا معها نتيجة تأخر صرف المنحة".
ويضيف "الموسم الماضي كان أسوأ من المواسم التي سبقته لعدم صرف منحة الرئيس المقدرة بـ 25 ألف دولار سنويًا، والموسم الحالي أكثر سوءًا من السابق، لأن الدعم تراجع أكثر، والمديونيات تزداد أكثر".
ويوضح أن تأخر صرف المنحة يؤثر نفسيًا على اللاعبين؛ وبالتالي على مردودهم في الملعب، والمستوى الفني لهم.
الأسباب
ويلفت شبات إلى وجود عديد العوامل التي تسبب الأزمة المالية للأندية، أبرزها الاحتراف المبطن، إذ يوجد عدد كبير من اللاعبين الذين يتلقون مكافآت مالية كبيرة في الدرجة الممتازة مقارنة بمبلغ المنحة، وعدم وجود موارد ثابتة واستثمار في الأندية.
ويضيف "الموارد إن وجدت فإنها توفر القليل من الموازنة، وتكون معظمها من خلال رجال أعمال وتصنف كديون على النادي".
كما تبرز مشكلة تأخر المنح التي تقدم من الرئيس محمود عباس إلى الأندية للموسم الثاني على التوالي، في وقت تفاقمت الأزمة المالية بعد انتشار جائحة "كورونا".
ويقول شبات: "معظم أندية الدرجة الممتازة محملة بديون تصل إلى حوالي 30 ألف دولار، وتصل تكلفة اللاعبين لكل ناد في الموسم الرياضي إلى حدود 60 ألف دولار، وهي غير متوفرة لدى الأندية، والمتوفر من المستحيل أن يغطي مصاريف اللاعبين، والجهاز الفني".
وتقدر أعداد اللاعبين وأفراد الأجهزة الفنية للأندية في القطاع بحوالي 2000 شخص، يحتاجون لمكافآت متفاوتة.
ويشير شبات إلى أن بعض لاعبي الدرجة الممتازة تصل عقودهم إلى 10 آلاف دولار، لكن معظمهم لا يحصلوا عليها كاملة بسبب الأزمة المالية.
الحلول
وتتمثل حلول الأزمة في توفير الأندية لموارد دائمة، وصرف منحة الرئيس بشكل فوري، وصرف مبالغ الرعاية كاملة من الشركة الراعية لبطولة الدوري، وتوجه رجال الأعمال والتجار لتبني اللاعبين، عدا عن الاستثمار في الأندية للمساهمة في إنقاذها، وتخفيض عقود اللاعبين المبالغ فيها، مع توقيع وثيقة شرف بين الأندية بوضع سقف أعلى للصفقات، رغم صعوبة تطبيق الأمر، وفق مختصين.
ومن المقرر أن تستأنف الأندية بطولة الدوري الممتاز بعد نهاية شهر رمضان المبارك، في ظل منافسة ثلاثية على اللقب بين اتحاد خانيونس، والشجاعية، وشباب رفح.
ويبقى السؤال، متى يتم تحديد موعد ثابت لصرف منحة الرئيس للأندية؟، أم يبقى أمر الصرف معلقًا بمزاج من يصدره؟.