القدس المحتلة - خـــــاص صفا
"كله فدا الأقصى" بهذه العبارة ودع حارس المسجد الأقصى لؤي أبو السعد الحريّة، بعدما سلّم نفسه لإدارة "سجن الرملة" الإسرائيلي لقضاء مدة محكوميته البالغة 6 أشهر.
واعتقلت شرطة الاحتلال الحارس أبو السعد أثناء عمله داخل المسجد الأقصى بتاريخ 26 ديسمبر الماضي، وأطلقت سراحه بعد توقيفه لمدة 10 أيام في مركز "المسكوبية"، ووجّهت ضده تهمتي الاعتداء على عناصرها وعمل إزعاج للمستوطنين.
ولإخلاء سبيله اشترطت محكمة الاحتلال خضوعه لحبس منزلي مفتوح حتى انتهاء الإجراءات القانونية، والإبعاد عن مخيم شعفاط إلى العيسوية، ودفع كفالة مالية قيمتها 5 آلاف شيكل، والتوقيع على كفالة بقيمة 50 ألف شيكل.
وفي تاريخ 27 فبراير المنصرم، قضت محكمة الاحتلال بسحن حارس الأقصى البالغ من العمر 29 عامًا ويقطن في مخيم شعفاط لمدّة 6 أشهر، بعدما أمضى نحو شهرين في الحبس المنزلي، وطالبته بتسليم نفسه إلى سجن الرملة لقضاء محكوميته.
ورغم صعوبة القرار إلّا أنّ حارس الأقصى لم يكترث، بل كانت معنوياته عالية وهو يبتسم قائلًا "هذا أقل ما نقدمه للمسجد الأقصى"، ثم مضى للسجن بكل ثقة وإيمان.
اعتقالات وإبعادات
وبتسليمه نفسه لسجن الرملة، فإنّ أبو السعد يصبح الحارس الثاني للمسجد الأقصى الذي يقبع في سجون الاحتلال.
ويقبع حاليًا الحارس فادي علي عليان في سجن ريمون، وقضت محكمة إسرائيلية في العاشر من مارس الجاري تمديد توقيفه إلى تاريخ 27 أبريل المقبل، وهو المعتقل منذ 21 ديسمبر الماضي، ولم يصدر حكم بحقه بعد، وبقيت تفاصيل محاكمته "سرية"، علمًا بأنّه يعمل حارسًا للمسجد الأقصى منذ عام 2015.
ولا يقتصر استهداف شرطة الاحتلال للحارس أبو السعد على الاعتقال الأخير، بل أن اُعتقل وأبعد عن الأقصى خمس مرات، وفي كل مرة لمدة 6 أشهر، خلال عمله بالحراسة منذ 8 سنوات.
كما تعرض خلال عمله داخل المسجد المبارك لدهس متعمّد من سيارة شرطة إسرائيلية قبل 4 سنوات.
الحراس مستهدفون
ويؤكّد أبو السعد أنّ حراس المسجد الأقصى مستهدفون من قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتقال والاعتداء والإبعاد، علاوة على ملاحقتهم حتى في بيوتهم.
ويبيّن أنّ الاحتلال يحاول تحجيم عمل الحراس وإنهاء وجودهم داخل المسجد الأقصى؛ كونهم خط الدفاع الأول في التصدي للمستوطنين خلال اقتحامهم لفرض سيطرتهم بالقوة على باحات المسجد المبارك.
ويقول: "وظيفتنا كحراس الحفاظ على الأمن والأمان داخل المسجد الأقصى، والمستوطنون يحاولون استباحة حرمة المسجد من خلال استفزاز مشاعر المسلمين وتدنيس ساحاته، ومحاولة إدخال الخمور والصعود إلى صحن قبة الصخرة وتأدية طقوس تلمودية".
ويوضح أنّ كل الانتهاكات التي ينفذها المستوطنون بحق المسجد الأقصى تتم بحماية شرطة الاحتلال وقواته الخاصة.
70 حارسًا وحارسة
ويعمل في الفترة الصباحية نحو 70 حارسًا وحارسة داخل المسجد الأقصى، وتستهدفهم شرطة الاحتلال بشكل واضح خلال عملهم تزامنًا مع اقتحام المستوطنين لساحاته.
وينوه الحارس أبو السعد إلى أنّ وتيرة الضغوطات والتشديدات ازدادت على حراس المسجد الأقصى بعد فشل الاحتلال في وضع البوابات الإلكترونية في محيط المسجد.
ويشير إلى أنّ الحراس على معرفة بهجمة الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى، ومحاولته استخدام كل الوسائل لبسط السيطرة عليه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
ويضيف "الاحتلال لا يستهدفنا لوحدنا بل يستهدف كل الوجود الفلسطيني بالقدس وخاصة الحراس"، مؤكّدًا أنّهم صامدون ولن يتركوا العمل داخل المسجد الأقصى المبارك برغم كل الممارسات التي تستهدفهم والضغوطات عليهم.
ويتابع أبو السعد "ربنا اختارنا من بين الأمة الاسلامية لنكون حراسًا في المسجد الأقصى، ونتحمّل أمانة حراسته والحفاظ عليه، وهذه وظيفة يتمناها الجميع".
التواجد الدائم بالأقصى
ويوصي حارس الأقصى المسلمين بالتواجد اليومي في المسجد المبارك، وعدم تركه وحيدًا في ظل استباحته من قطعان المستوطنين، وخاصة خلال فترة الأعياد اليهودية.
كما دعا إلى الوقوف بجانب حراس المسجد الأقصى ومساندتهم في وجه الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال.
م ق/ع و