أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار والجاهزية لتنفيذ بنوده، والالتزام بشروطه من حيث وقف القتال والالتزام بالجدول الزمني للتبادل وتأمين أسرى الاحتلال الإسرائيلي وصولاً إلى تسليمهم مقابل أسرى شعبنا الأبطال الأحرار، وذلك في كافة مراحل الصفقة المتفق عليها، مع تأكيدنا على أن كل ذلك مرهون بالتزام الاحتلال.
وأضاف أبو عبيدة في كلمة متلفزة في اليوم الأول لوقف إطلاق النار ، "471 يوماً منذ بدء معركة طوفان الأقصى التاريخية التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش هذا الاحتلال الزائل لا محالة، معركة بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة، بل أبعد من ذلك، وأدخلت معادلات جديدة للصراع مع هذا الكيان المحتل".
وتابع أبو عبيدة: "التوصل لاتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على شعبنا كان هدفا لنا منذ شهور طويلة، بل منذ بدء هذا العدوان، وما تم التوصل إليه من اتفاق كان ممكنا منذ أكثر من عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو وحكومته الفاشية التي أصرت على استمرار الإبادة وهدفت لتهجير شعبنا وتدمير أكبر قدر ممكن".
وشدد أبو عبيدة: "كنا على مدار هذه الحرب الأحرص على سرعة إيقافها، لحقن دماء أبناء شعبنا وأهلنا ووقف هذه الإبادة الجماعية، وإننا ومع كل إخواننا في فصائل المقاومة الفلسطينية".
وأردف أبو عبيدة: "نضع الجميع أمام مسؤولياته بشأن الانتهاكات من قبل الاحتلال للاتفاق، والتي يمكن أن تعرض العملية للمخاطر، من حيث التزامنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل، ومن حيث تأثيرها المباشر على سلامة وحياة أسرى العدو في كافة مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتها".
وأكد أبو عبيدة، حرصهم على إنجاح كافة بنود الاتفاق ومراحله حقنا لدماء شعبنا وتطلعا لتحقيق أهدافه وآماله، داعيًا كافة الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بذلك.
وتابع: "مقاومتنا في غزة وشعبها الأبي أقامت الحجة على كل العالم، وقدمت نموذجاً فريداً مذهلاً في قدرة أصحاب الأرض والحق على الفعل الكبير المؤثر والصمود وصناعة التاريخ وقهر المحتلين، وإسقاط أوهامهم".
وأشار أبو عبيدة إلى أن الهزة التي تعرض لها الكيان الإسرائيلي في هذه المعركة أضعفت أسس نظريته الأمنية ووجهت له ضربة كبيرة، وأسقطت نظرية الردع، وتسببت بقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة.
وبيّن أبو عبيدة: "أصبنا أسس ما يسمى بأمن العدو القومي، وتم فرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة، وفتح جبهات قتال متعددة، في مؤشرات على زواله الحتمي".
ولفت أبو عبيدة إلى أن الحصار بحراً، واضطرار العدو للتستر والاختباء والاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، كلها دلائل على ضعفه وانكساره، وهذه الحرب ستظل عنوانًا للعزة والكرامة، وستكون منارة لكل الأحرار.
وتابع أبو عبيدة: "كل هذا مرورا بفضح الاحتلال وإظهاره ككيان وحشي مجرم، وتشويه وجهه، وفضح من يقف وراءه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولًا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة، وكل ذلك وغيره الكثير جعل شعوب العالم تدرك حجم جريمة هذا الاحتلال".
وأكد أبو عبيدة، أن "السواد الأعظم من شعوب العالم بات على قناعة بأن هذا الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار اغتصابه لأرضنا سيؤثر على المنطقة والعالم، وأن صمت وتواطؤ قوى الظلم فيما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائمه في غزة ستكون له عواقب وخيمة على الجميع، وليس فقط على غزة".
وتابع أبو عبيدة: "قدمنا قافلة عظيمة من الشهداء في أعظم موكب بين الأرض والسماء على مدار أكثر من 15 شهراً"، مؤكدًا أن "هذه التضحيات والدماء العظيمه لها ما بعدها ولن تذهب سدى ومحال أن تضيع هدراً".
وشدد أبو عبيدة على أن "هذه الملحمة ستسجل محطة فارقة وعلامة مضيئة في تاريخ شعبنا وقضيتنا، وكنموذج ملهم لكل أحرار العالم".
وقال أبو عبيدة: "يا أبناء غزة لقد فتحتم في كل بيت لأمتنا وللعالم كتابًا مشاهدًا في العظمة والفداء، في البطولات الأسطورية، يغني هذا الكتاب عن ملايين الكتب، وتصغر أمامه كل النياشين والمفاخر والأمجاد".
وذكر أبو عبيدة: "حق لكل حجر في المسجد الأقصى أن يحمل اسم شهيد أو شهيدة من غزة، وهذه الدماء وهذه التضحيات، يا أبناء شعبنا ومجاهدينا، هي أغلى وأقدس عند الله مما يظنه العباد، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
وأكمل: "لقد قاتلنا مع إخواننا في كافة فصائل المقاومة صفًا واحدًا بكل صلابة منذ أكثر من 15 شهراً في كل مكان من قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، واستمر مجاهدونا في توجيه الضربات القاتلة للعدو حتى آخر يوم من القتال في كل بقعة من القطاع".
ولفت أبو عبيدة إلى أن "العالم كله شاهد ما يشبه الأساطير في معارك شمال قطاع غزة في بيت حانون ومخيم جباليا وجباليا البلد وبيت لاهيا وفي رفح، حيث قاتل مجاهدونا باستبسال عظيم وبأس شديد حتى آخر اللحظات وكبدوا الاحتلال الخسائر فادحة حتى آخر أيام وساعات المواجهة غير آبهين بطول المعركة ولا الحصار ولا التدمير والعقاب الجماعي الإجرامي".
ونوه إلى أن "مقاتلينا قدموا نماذج وبطولات فريدة وإننا نقاتل منذ بداية هذه المعركة في ظروف تبدو مستحيلة في الحسابات العسكرية وفي ظل اختلال هائل في موازين القوى وأمام جيش عصابات مجرمة قاتلة لا تعترف بأخلاقيات ولا قوانين للحرب ولا تعبوا بحقوق إنسان ولا مبادئ وقوانين".
وأضاف أبو عبيدة: "كنا أمام مواجهة غير متكافئة لا من حيث القدرات العسكرية ولا من حيث أخلاقيات القتال بينما واجهنا عدونا بالإيمان وبالحق الأصيل في أرضنا مع القليل من السلاح المبارك استعان عدونا المجرم بأقوى قوى العالم المتجبرة الظالمة التي أمدته بجسور جوية من القنابل وفتحت له مخازن الذخيرة".
وتابع أبو عبيدة: "بينما نوجه ضرباتنا منذ السابع من أكتوبر لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلا أن العدو واجهنا بقتل عوائلنا وأطفالنا وتدمير البيوت والأحياء والمرافق المدنية عشوائيًا وارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والتنكيل والانتقام من الأبرياء شاهدها كل العالم يومًا بيوم وساعة بساعة".
وأكد أبو عبيدة "بينما ابتدعنا كل الوسائل والأساليب وبذلنا كل الجهود للحفاظ على أسرى العدو عملًا بأدبياتنا وحفاظًا على أهدافنا النبيلة، استمات العدو في محاولة قتلهم على مدار الساعة ونجح في قتل الكثير منهم كما بات معلومًا".
وشدد أبو عبيدة على أنه "أمام هذه المعادلات المختلة تتضح عظمة هذه المعركة وكيف أنها ستصبح ملحمة تاريخية ملهمة للأجيال والأحرار، وستشكل مدرسة عسكرية جديدة ونموذجا مبتدعا في فنون القتال البطولي والجهاد المقدس من أجل الحرية وطرد المحتلين".
وأشار أبو عبيدة، إلى أنه "سبق طوفان الأقصى مسببات ومفجرات من عدوان خطير محدق بالمسجد الأقصى واتباعه للضفة المحتلة وتنكيلاً بالأسرى وحصار لغزة ومخططات للحرب على شعبنا وتهجيره من قبل الحكومة الإسرائيلية الفاشية كل هذا وما يجري اليوم في الضفة من عدوان متواصل، وما يهدد به الاحتلال من تصعيد أيضا لهذا العدوان ومتى تعرض له دول جوار فلسطين من عدوان على أراضيها وانتهاك لسيادتها وما يصرح به العدو علنا وينشره من خرائط ومخططات لا ترى وجوداً لشعوب وأمم ودول كبيرة وذات تاريخ متجذر في هذه الأرض".
وقال أبو عبيدة: "كل هذا يضع الحقيقة عيانا وأمام العالم لأن هذا العدو المجرم هو أساس البلاء في هذه المنطقة وأن كل الجهود والاستراتيجيات والخطط ينبغي أن تنصب على كيفية تحجيمه ومواجهة غطرسته وكف عدوانه وإنهاء احتلاله لأرضنا".
ولفت أبو عبيدة: "أمام هذا الواقع، تتعاظم اليوم المسؤولية على أهلنا ومقاومتنا في الضفة المحتلة التي نوجه لها كل تحية والإكبار، ونقدر وقوف أبطال الضفة وقفة عز وشرف رغم كل محاولات الاستهداف والتصفية، وتحية خاصة لجنين، شقيقة الروح لغزة في البطولة والعنفوان".
ودعا أبو عبيدة لنبذ كل محاولات الفتنة في الضفة الغربية وتجميل التعاون مع الاحتلال، وهذا عهدنا بشباب الضفة ورجالها المقاومين الأبطال من كل الفصائل الفلسطينية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد، لينهي 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.