web site counter

أمنيات أهالي غزة في 2025.. حياة عادية تحولت لحلم مستحيل

معاناة غزة
غزة - مدلين خلة - صفا

دقت عقارب الساعة وأعلنت نهاية أكثر عام دموية على قطاع غزة، عامُ ودع فيه الغزيون أحباءهم وأقرباءهم تذوقوا خلاله مرارة الفقد والتهجير والنزوح وصنوف العذاب والتنكيل والتعذيب.

بدأت 2025، وتعالت أماني الغزيين تصدح، تقرع أبواب مقفولة علها تجد أذنًا مصغية تسمع آهاتهم وأناتهم على مدار عامٍ ويزيد.

لم تمر ساعات العام الأولى كما دول العالم، لقد استيقظت عيونهم التي لم تغفو بعد على أصوات الانفجارات التي اختطفت أرواح أناس باتوا ليلتهم يتمنون الاستيقاظ على صباحٍ يحمل البشرى لهم بانتهاء هذه الكارثة.

"بتمنى 2025 تكون تحمل البشرى لأهل غزة، ويكون فيها نهاية هذه المذبحة التي نتعرض لها"، يقول النازح محمود الدهدار.

ويضيف الدهدار في حديثه لوكالة "صفا"، "بلشت السنة الجديدة بالقصف وأصوات الانفجارات بكل مكان، شكلها من أولها حتكون مثل 2024".

ويتابع، "كانت أمنياتنا بالسنوات السابقة قبل الحرب مثل أمنيات العالم كله، لكن اليوم بنتمنى العودة لحياتنا الي قبل الحرب بيوم، رجعوني ساعة وحدة لقبل الحرب".

ويشير الدهدار إلى أنه يعيش ظروفا صعبة في ظل نزوحه من منزله الذي هدمه جيش الاحتلال وسط شارع الجلاء بمدينة غزة.

ويردف، "والله احنا مش عايشين، ما بدنا منهم شي بس يخلصوا الحرب ويتركونا نعيش مثل كل الناس".

حالٌ يفطر القلب ويندى له الجبين، فالعيش في خيام بدلا من تلك البيوت المزينة بكل مظاهر الحياة، واقع لا يستطيع عقلٌ استيعابه أو تخيله.

الحنين إلى البيت

النازحة رواء الحداد تقول: "الكل بسألنا شو بتتمنوا في 2025، وما بيعرفوا أن أمنياتنا نرجع لوراء مش نسير لقدام".

وتضيف "أمنيتي أرجع التقي بكل شخص فقدته وما قدرت أودعه، أشبع من كل حدا راح بدون ما أشوفه من أكثر من سنة".

وتتابع في حديثها لوكالة "صفا"، "بتمنى أرجع على غزة، أشوف ركام دارنا وأتحسس المكان الي استشهد فيه أخوتي، ترجع الأيام لقبل الحرب ونرجع لحياتنا الي كانت أجمل ما نملك".

وترى الحداد أن "الحرب درس قاسٍ علمنا قيمة الأيام الي كنا عايشين فيها، قيمة الناس الي كانت موجودة معنا، درس صعب خرجنا منه بفقد بيقطع القلوب وبيبكي الحجر".

وتتمنى "أن يحمل العام الجديد  الخير لأهل غزة بعد كل التعب والضنك الي عاشوه، لأنهم فعلا الشعب الوحيد الذي يستحق الحياة".

ألم الغربة

الحال لا يختلف كثيرا والأمنيات ذاتها تخرج من قلوب اكتوت بنيران الغربة والنزوح، قبل أفواههم، النازح يوسف مهنا يكتفى بالقول: "رجعوني على غزة".

ويضيف في حديثه لوكالة "صفا"، "أمنيتي الوحيدة بالسنة الجديدة أروح على غزة".

ويتابع مهنا "تخلص (تنتهي) الحرب والناس ترجع على بيوتها أو على ركامها، ويرجع الهدوء وراحة البال وتكون سنة غير عن الي قبلها".

وكان الدفاع المدني أعلن عن المجزرة الأولى في عام 2025، مشيرا إلى استشهاد 15 مواطنًا وأكثر من 20 مصابًا جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا يؤوي نازحين من عائلات بدرة وأبو وردة وطروش في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.

وتواصل "إسرائيل" حملة التطهير العرقي ضد البشر والحجر في قطاع غزة، إذ قتلت أكثر من 45 ألف فلسطيني وما يزيد عن 105ألف جريح، وعشرات آلاف المفقودين.

م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك