web site counter

"عدنان البرش".. طبيب ضمد جراح غزة وترك "ياسمينته" تنزف

غزة - مدلين خلة - صفا

جراح العظام الأشهر الذي استمات لعلاج جروح مئات المصابين بغزة، أحدها لياسمينته التي طال انتظارها له.

الجراح الشهيد عدنان البرش الذي حصل على الماجستير في العلوم السياسية قضى خلال اقتحام جيش الاحتلال مستشفى العودة بجباليا.

زوجته ياسمين، في أواخر دقائق حياته كانت ترقب شاشة هاتفها النقال تنتظر ردًا حين أخبرها على عجلٍ: "ياسمين.. الجيش بنادي عليّ؛ ديري بالك على حالك وعلى الأولاد... ادعيلي". ثم أقفل الخط دون أن تنطق.

تقول زوجة الطبيب الشهيد لوكالة صفا: "كانت هذه الكلمات وصية الدكتور عدنان إليّ، شعرت لحظتها أنه يودعني لكن لم أرد تصديق ذلك".

معاناة ياسمين بدأت منذ انقطع الاتصال مع الطبيب عدنان يوم ال 18 ديسمبر 2023، حين تم اعتقل وهو على رأس عمله من المستشفى العودة شمال 

أحداث تجهلها عائلة الطبيب الشهيد والتي لم تعلم بها إلا من خلال أسير خرج من مذابح الاحتلال لتعلم ياسمين بوجود عدد من الأسرى الذين خرجوا من السجون وتهرع للسؤال عن فقيد قلبها.

وتقول: "كنت بس أعرف في أسرى خرجوا من السجون أذهب بسرعة وأبدأ بسؤالهم عن أي خبرٍ يحمل بصيص أمل بنجاة عدنان من معتقلات الاحتلال، ولكن أعود دون أي بشرى".

وتضيف: بعد خبر استشهاد عدنان أخذت أبحث بين الأسرى الذين نجوا بأرواحهم عمن رافقوه في محبسه.

 وتروي زوجة الطبيب عن شاهد عيان عايش الطبيب في معتقله أنه تعرض لضربٍ مبرح وتعذيب طوال فترة تنقله بين غرف التحقيق، نكلوا به وربطوه من يديه وأقدامه بسلسلة وظهره محنيّ".

وتردف: "عمد سجان بعضلات مفتولة إلى رفع طبيبي من أصفاده ورماه، فارتطم رأسه بقوة على الأرض، فدخل في غيبوبة لم يقوَ خلالها على الوقوف ملتقطًا آخر أنفاسه".

انتهت حياة عدنان ولكن لم ينتهي حديث ياسمين عنه فهي التي عادت بذاكرتها لأيام الحرب الأولى حيث رفض الطبيب البرش مغادرة شمال القطاع وعكف على مداواة كسور الجرحى في مستشفى الشفاء الطبي.

وتقول: كان عدنان ينظر لكل طفل مصاب على أنه ابنه، يصارع الوقت لينجو به من هذه المجازر.

ومع اجتياح الاحتلال لمستشفى الشفاء، قرر الطبيب الجراح العودة لمسقط رأسه شمال القطاع قائلا لزوجته: "لا بد أن نعود لحيّنا".

في أحد أيام عمله توجه للمشفى الإندونيسي وصدم بقائمة تضم عشرات عمليات ولم يكن يوجد جراح عظام سواه فعمل على مدار الساعة لتطبيب هذه الجراح.

أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك