غزة- مدلين خلة - صفا
يواجه المواطنون المتبقين في شمالي قطاع غزة خطر الموت المحقق، في ظل غياب أي رعاية طبية وخدمة صحية للمرضى والجرحى، مع خروج المستشفيات عن الخدمة، وتواصل الاجتياح الإسرائيلي والحصار المطبق على المحافظة منذ 99 يومًا.
ومنذ بدء عمليته العسكرية شمالي القطاع في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعمد جيش الاحتلال استهداف كل ما هو متحرك بشتى الوسائل.
وعمل الاحتلال على استهداف مصادر المياه والطعام وسبل الحياة، بما فيها الطواقم الطبية والمشافي العاملة في محافظة الشمال، بشكل متعمد، ما أخرج ثلاثة مستشفيات وهي "كمال عدوان، بيت حانون، والإندونيسي" عن الخدمة، ومنع أي وسيلة لتطبيب جراح المرضى والمصابين الذين ما زالوا هناك يواجهون خطر الموت المحدق.
عملية ممنهجة
ويمارس جيش الاحتلال عملية ممنهجة لإبادة السكان الصامدين المتبقين في شمالي القطاع، عبر تدمير المنظومة الصحية واخراجها بالكامل عن الخدمة. يقول مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص
ويضيف الهمص في حديث لوكالة "صفا"، أن "الاحتلال عمد خلال عمليته العسكرية المستمرة منذ ما يزيد عن 93 يومًا، إلى تدمير المنظومة الصحية، وتحديدًا في مستشفى كمال عدوان، بعدما عمل على إجلاء كافة الطواقم والفرق الطبية إلى مدينة غزة".
وعن مستشفى الإندونيسي، يوضح أنه بات مدمرًا ولا يقدم الرعاية الصحية الأولية، لأن الاحتلال تعمد إحراقه وقصفه وتدمير أجزاء منه، قبل بدء عمليته في مستشفى كمال عدوان،
ويشكل نقل الاحتلال للمرضى والمصابين الذين كانوا يتواجدون في مشفى كمال عدوان إلى الإندونيسي محاولة يائسة لإخبار العالم أن شمال غزة يوجد به رعاية صحية، وهذا غير صحيح قطعيًا. كما يقول الهمص
ويؤكد أنه لا يوجد أي نوع من الخدمة الطبية في مستشفيي الإندونيسي وكمال عدوان، وهما مدمران بالكامل ولا يوجد بهما حتى خدمات الإسعاف الأولي.
خطر الموت
وبين أن مستشفى العودة بتل الزعتر لا يقل وضعه خطورة عن سابقيه، مشيرًا إلى أن الاحتلال قصف محيطه وهدمه، ولا يمكن الوصول إلى داخل المشفى أو خارجه، بسبب الحصار المطبق الذي يشنه الجيش عليه وعلى المتواجدين فيه.
ولا يقتصر الأمر على استهداف المستشفى بالطيران الحربي، بل أيضًا، بالطائرات المسيّرة "كواد كوبتر"، والقذائف المدفعية والقناصة التي تصطاد كل متحرك في محيطه. وفق الهمص
ويتابع أن "شمالي قطاع غزة الذي يضم جباليا البلد والنزلة ومخيم جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، ما زال يُباد بشكل منهجي على مرأى ومسمع العالم، عبر استهداف المواطنين المتبقين داخل هذه المناطق، إضافة إلى قتلهم بمنع العلاج والتداوي وإخراج المنظومة الصحية كاملًا عن العمل".
ويحذر مدير عام المستشفيات من استمرار بقاء شمالي القطاع دون خدمة طبية، في ظل تواصل العملية العسكرية للاحتلال، والتي تهدف إلى حصد أرواح الغزيين هناك بشتى الوسائل.
ورغم الاستهداف المتواصل والدمار الهائل، تُصر الطواقم الطبية على استمرار عملها في مستشفى العودة، رافضه النزوح إلى مدينة غزة، وترك المرضى يواجهون خطر الموت في كل لحظة.
ويُقدم المستشفى خدماته للمرضى، تحت ظروف قاسية وخطيرة للغاية، وحصار مطبق، ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
ر ش