قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم السبت، إن "يوم الأرض" شكّل حدثاً نوعياً تراكمياً في سياق المعركة الشاملة المستمرة التي يخوضها الفلسطينيون ضد مشروع الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني العنصري.
ولفتت الجبهة، في تصريح وصل وكالة "صفا"، إلى أن ما حققته ملحمة طوفان الأقصى من إنجازات ميدانية هامة، هزيمةٌ استراتيجية للاحتلال ومنظومته العسكرية والأمنية، مشددة على أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وليس بالاستجداء والتسوية والمفاوضات التي سببت كارثة حقيقية للفلسطينيين.
وأشارت الجبهة إلى تمسك الفلسطينيين بأرضهم كاملة من نهرها إلى بحرها، وحقوقهم المشروعة الثابتة بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً.
وأكدت أن الحفاظ على الهوية والدفاع عن الوجود الفلسطيني، يتطلّب المقاومة الشاملة والاشتباك الميداني الشعبي الواسع، على مبدأ أنّ الحقوق تنتزع ولا تُستجدى.
وشددت على أن ما يجري من حرب إبادة جماعية غير مسبوقة على قطاع غزة كشفت وجه الإدارة الأمريكية والغرب والاحتلال الذي يقف لأول مرة في تاريخه في قفص الاتهام ككيان إرهابي مجرم ومنبوذ أمام محكمة العدل الدولية.
وتابعت إن "ما يحدث هي حقائق تحمل في طياتها تحولات تاريخية هامة، تعود من خلالها القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث في العالم وتتصدر الأجندة الدولية، وتضع الاحتلال أمام أزمة وجودية حقيقية لن يستطيع الإفاقة منها، وستعزز من حالة الشرخ والتشظي والتناقضات والتفجير الذاتي داخله".
وأشارت الجبهة إلى فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهداف عدوانه على غزة، رغم القتل والتدمير والمجازر وحرب التجويع والحصار، وأن المقاومة ما زالت تتصدى له بثبات وتخوض ضده معركة استنزاف طويلة.
وأضافت أن "الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاحتلال، وقدرة المقاومة على توجيه ضربات حتى في المناطق التي تم اجتياحها وتدميرها، تشير إلى أن الاحتلال يغرق في مستنقع غزة، وأنه بعيد غير قادر على تحقيق أي من أهدافه".
وأكدت الجبهة أن "كل مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية لما يُسمى اليوم التالي من الحرب على القطاع أو الوصاية أو جلب قوات سلام دولية أو فرض إدارة على القطاع أو التدخل في الشؤون الفلسطينية تحت مبررات إنسانية أو إغاثية، هي محاولات مشبوهة محكومة حتماً بالفشل، وأن الشعب الفلسطيني هو من سيحدد مستقبل قطاع غزة ونظامه السياسي، وسيقاوم ويتصدى لهذه المخططات".
ودعت الجبهة جماهير الدخل المحتل عام 48 للتوّحد ومواجهة السياسات والقوانين العنصرية الإسرائيلية، وضرورة مغادرة أيّ أوهام في المشاركة السياسيّة والانتخابيّة والبرلمانيّة في مؤسّسات الاحتلال، ورفض كل التبريرات التي نسفتها الطبيعة العدوانية للاحتلال ونظرته العنصريّة للجماهير العربيّة كأقليات وخطرٍ ديمغرافي واستراتيجي على مستقبله.
وقالت إن الجماهير العربيّة في الداخل المحتل أثبتت في هذا اليوم إصرارها على التمسك بأرضها وعدم التفريط بها، وبوحدة الأرض والهويّة والمصير.
وطالبت الجبهة بإعادة الاعتبار للبُعْدين العربي والدولي وحشد كل طاقات الشعوب والأحزاب والحركات العالمية الصديقة لابتكار وتصعيد الأشكال النضالية، والاستمرار بمحاصرة سفارات الاحتلال والغرب ومقرات المؤسسات الدولية انتصاراً للشعب الفلسطيني وقضيته.
وأوضحت الجبهة أنها ترى في التظاهرات الحاشدة والغاضبة في ميادين بعض البلدان العربية، خاصة التي لديها علاقات مع الاحتلال، بارقة أمل في استعادة الشعوب العربية زمام المبادرة، والانتفاض من أجل فلسطين، ولفظ التطبيع، وكنس الاحتلال من الأراضي العربية.
وجددت الجبهة العهد على الاستمرار بالانتفاضة والمقاومة وتصعيد المواجهة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال على امتداد الأرض الفلسطينية، حتى نيل الحقوق في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية من نهرها إلى بحرها وعاصمتها القدس.
ويوافق اليوم، الذكرى الـ48 ليوم الأرض الذي جاء بعد هبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد سياسات الاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
وتعود أحداث يوم الأرض، الذي يحييه الفلسطينيون بسلسلة فعاليات، إلى 30 آذار/ مارس عام 1976، عندما هب فلسطينيو الداخل، ضد استيلاء الاحتلال على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، عرب السواعد، وغيرها، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات، في إطار خطة "تهويد الجليل".
وأعلن الفلسطينيون في ذلك اليوم الإضراب العام، فحاول الاحتلال كسره بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.