web site counter

مع استمرار الاقتحامات وتصاعد العدوان.. أين تتجه الأوضاع في الضفة؟

رام الله - خاص صفا

مع استمرار العدوان على قطاع غزة، يواصل الاحتلال اقتحاماته اليومية لجميع محافظات الضفة الغربية المحتلة، ويصعّد من حالة القتل والاعتقالات والتخريب.

ومنذ السابع من أكتوبر، يشن الاحتلال حملة واسعة في الضفة من اقتحامات يومية ليلًا ونهارًا للمدن والقرى والمخيمات، إلى جانب هجمات المستوطنين المسلحين على القرى والبلدات والشوارع والتجمعات البدوية.

ويقول الكاتب في الشأن السياسي محمد القيق إنّ "الاحتلال حاليًا في مرحلة ومنعطف خطير يتعلق بالردع والهيبة، فقد ظنّ بذهابه إلى غزة أنه سيرمم الردع الذي يتلاشى يومًا بعد يوم، فكانت الضربة القاضية أنه بعد هزيمة السابع من أكتوبر، هزم مرة أخرى في داخل غزة، ولم يجلب الردع، بل فقد الأمن أكثر وتلاشى نهائيًا بعد هذا المشهد".

ويضيف القيق، لوكالة "صفا"، أنّ السبيل الوحيد بالنسبة للاحتلال لمواجهة هذا المنعطف هو التوجه للضفة، بحثًا عن ردع مفقود، من خلال العربدة اليومية على يد جيش الاحتلال والمستوطنين في آن واحد، وهذا "ستشهده الضفة بوتيرة متصاعدة في الأيام القادمة"، كما يتوقع.

ويشير القيق إلى أنّ مشهد اقتحام الجنود للمنازل واعتقال الناس وتعذيبهم وسحل جثث الشهداء بالجرافات والاغتيالات من خلال الوحدات الخاصة، هي مشاهد للبحث عن ردع، في إطار ترميم المشهد الداخلي الإسرائيلي واستباق أمني لمنع أي تشكيل للتنظيمات الفلسطينية، وإشباع حالة التطرف لدى المستوطنين.

ويرى الكاتب أنّ الاحتلال في مسعى لتغطية فشله في غزة، يجعل مشهد الحرب قائمًا وتحديدًا في الضفة، بحملات الجيش الواسعة التي يريد من خلالها إعطاء المستوطنين نوعًا من الأمل بأنّ الردع موجود وأن الضفة بين أيديكم، وكذلك رغبة في التهجير الطوعي من القرى والتجمعات البدوية، من خلال طرد مئات العائلات البدوية.

 ويلفت القيق إلى وجود قرار سياسي إسرائيلي بتدمير السيادة الفلسطينية، وذلك من خلال إعلان نتنياهو بأنه لن يكون هناك دولة فلسطينية، وهذا يترتب عليه تدمير السيادة في الضفة، ويقود إلى إبقائها تجمعات سكانية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية في ظل تدمير غزة.

ويفسر الكاتب بأن ما يجري اليوم في الضفة سببه فشل جيش الاحتلال في غزة، ومحاولات فرض الأمر الواقع وإعطاء صورة أنّ "إسرائيل" مسيطرة في الضفة في ظل عدم  وجود تمثيل سياسي فلسطيني.

وتوقع الكاتب أن تشهد الأيام القادمة في الضفة الكثير من التصعيد، والعنف والمخططات الاستيطانية، وعلى رأسها خطة الضم.

ويتطرق إلى أنّ الاحتلال أمام هذا المشهد سيعمد إلى إبقاء الشارع الإسرائيلي تحت حالة الحرب، وإبقاء الضفة تحت نار الاستيطان وهجمات المستوطنين، وإشعار أهلها بفقدان الأمن والضغط عليهم اقتصاديًا، بالتزامن مع مشهد تصعيدي سيكون في خارج فلسطين، ما يشي "بأن القادم ليس سهلًا"، مبينًا أنّ ما سيوقف هذه المخططات حتى اللحظة هي المقاومة .

إجراءات غير مسبوقة

بدوره، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس لـ"صفا" إنّ ما يحدث في الضفة من تصاعد لحالة النضال، في ظل مخطط كيان الاحتلال بجعل الضفة منطقة معزولة، يوحي بأن "معركة قادمة ستدور في الضفة".

ويضيف أبو العدس أنّ الاحتلال يجهز لحالة من التهجير والسيطرة في الضفة بعد حرب غزة، ولذلك يجب أن تكون الضفة خالية من العناصر المسلحة، بحسب خطة الاحتلال.

ويقدر المختص أنّ الاحتلال يعمل حاليًا على محاولة اجتثاث لكل فكر مسلح أو بندقية موجهة له في الضفة، ولديه تقدير موقف أن المعركة القادمة ستكون معركة السيطرة على الضفة، ومعركة حسم لصالح المستوطنين.

ويبرهن أبو العدس محاولة السيطرة من خلال عدة مسارات، أبرزها  تسليح المستوطنين الذين يفوق عددهم 180 ألف مسلح، من أصل 800 ألف مستوطن، إلى جانب التخطيط  لتسليح المستوطنين بقذائف مضادة للدبابات ومضادة للدروع، بحسب تقارير في الإعلام العبري.

ويفسّر المختص خطوة التسلح بالقذائف بأنها تلافيًا لحادث اقتحام جماعي للمستوطنات بواسطة مركبات، على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر لمستوطنات ومدن في غلاف غزة، لافتًا إلى خطة دفاعية يعدها الجيش بأن يحول كل مستوطنة إلى مربع قتالي، يكون لها سلاحها وإمدادها وذخيرتها وقدرتها على الصمود لفترة طويلة في وجه حصار مسلح أو قوات معادية.

وفي محور آخر، يقول أبو العدس إن: "سياسة جز العشب التي عمد إليها الاحتلال في السابق لإضعاف المقاومة، ستأخذ شكلًا آخر في الخطة الجديدة للقضاء على بؤر المقاومة واستئصالها بشكل كامل، مما يؤكد أنّ الضفة ذاهبة إلى مزيد من التصعيد ومزيد من الشهداء، وأن المعركة القادمة ستكون معركة السيطرة على الضفة ومحاولة حسمها ديمغرافيا، مهما كانت نتائج المعركة في غزة.

ع ع

/ تعليق عبر الفيس بوك