يتجهز الشاب خالد أبو حصيرة في الصباح الباكر، لبدء يومه بممارسة هوايته المفضلة والغوص في بحر غزة، لاستكشاف الجمال المخبأ في أعماقه والعثور على ما يحوي من أسرار ونفائس.
عشق أبو حصيرة (35 عامًا) الغوص منذ صغره، وساعده قرب منزل عائلته من شاطئ البحر، لكنه انتقل مؤخرًا من الغوص كهواية إلى العمل في مجال جديد وهو استخراج اللؤلؤ من المحار المتواجد في أعماق بحر غزة.
واكتسب الشاب خبرة في جمع "الحجر الكريم" من خلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما منصات أصدقائه في دول الخليج العربي، إذ يعتبر الخليج واحدًا من أفضل البحار الذي يستخرج منها اللؤلؤ الثمين.
واجتهد الشاب أبو حصيرة خلال غوصه في بحر غزة من أجل البحث عن نوع معيّن من المحار يتواجد فيه اللؤلؤ؛ وهو ما وجده مؤخرًا، وبدأ بجمعه بـ"مشقة كبيرة"، وفق تعبيره.
"أجري البحث في عمق البحر بتمعن شديد لجلب كميات من المحار على مسافة مئات الأمتار من الشاطئ، ومن ثم أقوم بفتحها واحدة تلو الأخرى للحصول على لآلئ حرة طبيعية"، يقول خالد أبو حصيرة لوكالة "صفا".
ويحتاج المحار لسنوات عديدة ليكتمل نموه، عدا عن انتقاله من صخرة لأخرى في عمق البحر، واختبائه عن الأخطبوط الذي يعتبر طعامه المفضل.
وتشير إلى أن "نسبة اللؤلؤ في بحر غزة منخفضة جدًا كمًا وحجمًا مقارنة ببحر الخليج العربي، الذي يحتوي على محار اللؤلؤ بشكل كبير".
ويضيف أبو حصيرة "من بين 20 محارة أستخرجها أحصل على لؤلؤة واحدة فقط. إنها نادرة وتتواجد في أعماق البحر وتلتصق بالصخور".
ويتكون اللؤلؤ من إفرازات تنتجها المحارة نتيجة وجود جسم غريب أو طفيل بداخلها، فيما تتحول هذه الإفرازات الكيميائية إلى تحوصل حول الطفيل ثم إلى مادة صلبة.
وتنتج المحارة اللؤلؤ حسب قدرتها على الإفراز فبعضها لا يتمكن من الإنتاج، والبعض الآخر ينتج أكثر من 10 لآلئ في كيس صغير يطلق عليه اسم (بطن).
ويعتبر اللؤلؤ الحر من أثمن أنواع اللآلئ في العالم مقارنة باللؤلؤ المستزرع أو الصناعي، ويعرف عنها أن لها مسمياتها الخاصة وفقًا لأشكالها وأحجامها وألوانها.
أما عن اللؤلؤ في قطاع غزة، فإن رواجه قليل وتداوله لدى الصاغة ضعيف، مقارنة بالتداول الكبير للحجر الكريم في دول الخليج العربي.
ووفقًا لمتابعة الشاب أبو حصيرة، فإن اللآلئ في الخارج تعرض على معامل مختصة لفحصها، "ويستخرج لها شهادات رسمية توضح وصفها الدقيق والمعلومات الكاملة عنها والتي تعطي المصداقية ويعطيها سعرًا ثمينًا عند بيعها".
ويتطلع الغواص خالد أبو حصيرة لزيارة دولة البحرين مستقبلًا، للتعرف عن قرب على أنواع المحار واللؤلؤ المستخرج هناك، واكتساب خبرة أكبر من أصدقائه هناك.