سبعة عشر عاماً متفرقة من الأسر، لم تنل من عزيمة المحرر أيمن طبيش (43 عاماً) لإنهاء دراسته الجامعية في تخصص الهندسة الميكانيكية في جامعة بوليتكنك فلسطين بالخليل.
ربع قرن، استغرقت مسيرة المحرر اطبيش الجامعية التي بدأها عام 1998 وقبل أن يتم عامه الأول اعتقله الاحتلال نحو عام، ثم عاد ليستأنف دراسته مجدداً.
واعتقل طبيش ثماني مرات تسببت في انقطاعات متكررة وطويلة عن الدراسة، إذ بلغ مجموع سنوات اعتقاله سبعة عشر عاماً.
وتخرج قبل نحو شهر من كلية الهندسة، وسط احتفاء بالغ من عائلته وزملائه وأساتذته، تقديراً لإصراره على إكمال دراسته رغم الاعتقالات المتكررة.
صعوبات قاهرة
يقول طبيش في حديثه لوكالة "صفا"، إنه واجه صعوبات وتحديات جراء انقطاعه عن الدراسة، منها تغيير الخطة الدراسية ورقمه الجامعي ثلاث مرات، إلى جانب اضطراره لمراجعة أساسيات كل ما يتعلق بالهندسة في كل مرة يعود فيها لاستكمال دراسته.
ويضيف "أنا أب لطفلين ولدي التزامات مادية تجاه أسرتي مع قلة المصادر بسبب الاعتقالات المتكررة، إلى جانب الظروف السياسية وضرورة قيامي بواجبي الوطني الذي ستكون ضريبته الاعتقال مرة أخرى".
ويوضح الأسير المحرر أن ما بين سنة التحاقه بالجامعة عام 1998 وسنة تخرجه عام 2023 فارق علمي كبير، إذ تطورت العلوم وتغيرت، إلى جانب فارق العمر بينه وبين زملائه الذي تجاوز 20 عاماً.
حجب العلم
ويشير إلى أن إدارة السجون كانت تمنع إدخال أية كتب علمية، لافتاً إلى أن الكتب المسموح إدخالها داخل السجن فقط الأدبية وكتب العلوم الإنسانية.
ويتاح للأسرى الالتحاق ببعض الجامعات الفلسطينية لدراسة العلوم الإنسانية والأدبية، ويمنع دراسة التخصصات العلمية وإدخال الكتب المتعلقة بها.
وحول أسباب إصراره على إتمام دراسته الجامعية رغم الاعتقالات المتكررة يقول طبيش: "إن الوعي والعلم يشكلان العمود الفقري للثورات، ومعركتنا مع الاحتلال هي معركة وعي".
وخاض طبيش خلال اعتقاله إضرابين عن الطعام، بلغت مدة أحدهما 105 أيام عام 2013، والآخر 122 يوماً عام 2014، حقق فيهما مطلبه بتحديد سقف لاعتقاله الإداري.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن نحو 800 أسير يدرسون تخصصات جامعية داخل السجون، وتمكن 783 أسيراً من الحصول على رجة البكالوريوس و137 أسيراً حصلوا على درجة الماجستير خلال اعتقالهم.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين نحو 4900 أسير، بينهم أكثر من ألف معتقل إداري و554 أسيراً محكومون بالسجن المؤبد، وفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني.