بعد غياب 16 سنة متواصلة عن مجلس اتحاد الطلبة بجامعة النجاح الوطنية، تعود الكتلة الإسلامية لقيادة المجلس للعام الأكاديمي 2023-2024 بعد فوزها بالانتخابات الطلابية التي جرت منتصف الشهر الجاري.
وأعلن الأحد عن تشكيل سكرتاريا مجلس اتحاد الطلبة من الكتلة الثلاث الفائزة بالانتخابات، وهي الكتلة الإسلامية وحركة الشبيبة الطلابية وجبهة العمل الطلابي التقدمية، برئاسة الطالب عمر ساري.
وينحدر ساري (24 عامًا) من بلدة عنبتا بطولكرم، وهو طالب في قسم المحاسبة.
ورغم أنه التحق بالجامعة عام 2016 إلا أنه لا يزال على مقاعد الدراسة بمستوى سنة ثالثة، وذلك جراء اعتقالاته التي استنزفت نصف سنوات دراسته الجامعية.
فقد اعتقل 3 مرات في الأعوام 2017، 2019، 2021 على خلفية نشاطه الطلابي، وأمضى في سجون الاحتلال 3 سنوات ونصف.
وأجرت وكالة "صفا" لقاءً خاصًا مع ساري بعد توليه مهام منصبه الذي يعد أول تجربة له في العمل الطلابي من داخل مجلس اتحاد الطلبة، وهو أول رئيس للمجلس من الكتلة الإسلامية.
مجلس وحدة وطنية
وأكد ساري أن المجلس المنتخب سيكون مجلس وحدة وطنية وشراكة حقيقية، نقابية ووطنية.
وأضاف: "نطاق نشاط المجلس سيكون في أكثر من جانب، ولن يقتصر على الجانب الأكاديمي، والأنشطة اللامنهجية سيكون لها نصيب كبير من الأنشطة، وسنعمل على تطوير مواهب الطلاب الفنية والأدبية وغيرها".
كما سيولي اهتماما بتطوير الخدمات المقدمة للطلاب وتطوير الوسائل التعليمية وإضافة أجهزة لقاعات المحاضرات.
وقد بادر المجلس الجديد لعقد لقاء مع بعض رؤساء الأقسام وعمداء الكليات ودار خلاله النقاش حول احتياجات الجامعة من الأجهزة كشاشات العرض وغيرها من أجل توفيرها بالشراكة مع الإدارة.
وأضاف أن المجلس سيجتمع مع الكتل الطلابية المكونة للمجلس للتشاور وتقاسم المهام ومناقشة القضايا والمشاكل العالقة إن وجدت ومتابعة الملفات القديمة والسعي لإيجاد الحلول لها.
الهم الوطني
وأكد أن الهمّ الوطني سيكون له أهمية قصوى في نشاط المجلس دون إغفال الجانب الأكاديمي.
وقال: "الطالب يأتي للجامعة ليحصل على التعليم، لكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكتسبه من الجامعة، فهو بحاجة أيضا لبناء شخصيته وتكوين ذاته وتنمية ثقافته الوطنية، لأننا شعب تحت الاحتلال".
وأضاف أن المجلس سيعمل على تجسيد القضايا الوطنية بالأنشطة الوطنية والتفاعل مع الأحداث على المستوى الوطني وكل ما يتعلق بالأسرى والمسرى، وتفعيل جميع أشكال المقاومة وحملات المقاطعة.
وسيكون ذلك من خلال المواد الفنية المختلفة من مسرحيات ومعارض وفيديوهات تعريفية بقضية الأسرى والحالة الوطنية التي تعيشها الضفة خاصة نابلس وجنين وأريحا وطولكرم.
انسجام المجلس
وحول فرص المجلس الجديد للعمل بانسجام رغم اختلاف التوجهات السياسية لأعضائه، قال ساري أن التنوع ظاهرة صحية داخل المؤسسات، معربا عن أمله بأن ينجح المجلس بالعمل بانسجام تام بين جميع الأطراف، وأن يصب هذا التنوع في مصلحة الطالب والبلد.
وفيما يتصل بالعلاقة مع إدارة الجامعة، قال أن المجلس اجتمع مع الإدارة والتي كانت متجاوبة جدا.
وأضاف: "أكدنا من طرفنا أن العلاقة ستكون ودية لأبعد الحدود بما يحقق الفائدة للطالب ويحافظ على مصلحة الجامعة، وأننا لا نسعى لأن تكون العلاقة بيننا تصادمية، لكن بالوقت نفسه سندافع عن حقوق الطلاب، وإذا كان للطالب أي حق فسنحصله له".
وعن تغيير الكتلة الإسلامية لمرشحها لرئاسة مجلس الطلبة، أوضح ساري أن المرشح السابق مروان عيسى تقدم بشكل قانوني للترشح خلال المدة المحددة ولم تكن هناك أي مشكلة بترشحه.
لكن بعد انتهاء فترة الترشح، ظهرت علامات بعض امتحاناته وكانت "غير مكتمل" وهو ما أثر على معدله التراكمي بما يمنعه من الترشح، لأن هناك محددات لقبول الترشح للمؤتمر العام.
وأكد أن الجامعة تأخرت في الطعن بترشح عيسى إلى ما بعد الانتخابات، وليس خلال المدة المنصوص عليها للطعن.
وقال: "آثرنا من جانبنا التعامل بإيجابية وتقديم مرشح آخر من أعضاء المؤتمر، سعيا منا لتمكين المجلس من تولي مهامه ومباشرة أعماله بفاعلية".
طالبات الكتلة
وحول تولي طالبات الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح مقاعد بسكرتاريا مجلس الطلبة لأول مرة في تاريخها، أوضح ساري أن طالبات الكتلة الإسلامية كان لهن دائما دور أساسي في الأنشطة الطلابية، وهذا ليس بجديد.
وفي هذا العام فإن طالبات الكتلة الإسلامية موجودات وبقوة في المجلس والمؤتمر العام، وهناك 13 طالبة عضو مؤتمر من الكتلة الإسلامية بمن فيهن رئيسة المؤتمر، وهناك عضوتين بسكرتاريا المجلس إلى جانب عضوتين من حركة الشبيبة.
واعتبر أن هذا التمثيل للطالبات في مجلس الطلبة يجسد حضورهن خاصة وأن أكثر من 50% من طلبة الجامعة هم من الإناث.
ورأى أن البيئة والظروف مواتية في الجامعة لنشاطهن وممارسة دورهن النقابي، لافتا إلى أن الطالبة تفضل أحيانا التعامل مع طالبة مثلها لمعالجة مشاكلها وطرح همومها لكون الطالبة أقدر على فهم همومها أكثر من الطلاب.
وقال: "هذا التنوع يثري الأفكار والخبرات داخل المجلس بما يمكننا من تقديم خدمات تتوافق مع احتياجات الطلبة من كلا الجنسين".
ووجه ساري كلمة لطلبة الجامعة في ختام اللقاء، أكد فيها أن المجلس سيعمل على إشراك جميع الطلبة في أنشطته، سواء منهم المؤطرين بكتل طلابية أو غير المؤطرين.
وقال: "وظيفتنا خدمة جميع الطلبة وإشراكهم في أنشطة المجلس المنهجية وغير المنهجية".
وأضاف: "ندعو الطلبة للانضمام لنا ومشاركتنا أنشطتنا، وسنكون قريبين منهم ولن ننتظر أن يأتوننا، بل سنبادر نحن للوصول إليهم".