في الذكرى الـ75 للنكبة

سياسيون وكتاب: الاتفاق على مشروع نضالي جامع ضرورة وطنية ملحّة

غزة - متابعة صفا

أجمع سياسيون وكتاب من قطاع غزة اليوم الخميس على أهمية الاتفاق على مشروع نضالي جامع كضرورة وطنية ملحّة، وذلك في ظل فشل خيار التسوية التي تقوده السلطة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال "صالون سياسي" نظّمته الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بحركة حماس بمقرها في مدينة غزة في ذكرى 75 للنكبة، تحت عنوان "المشروع الوطني الفلسطيني.. إلى أين؟ وسط حضور نخبةٍ من الكتاب والمحللين وقيادات سياسية.

وقال رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة باسم نعيم "آثرنا في الذكرى 75 لشعبنا أن نناقش هذه القضية"، لافتًا إلى أن ما سيرد في هذا اللقاء من أفكار ونجاحات واخفاقات ستكون عناوين فاتحة للقاءات سيتم تنظمها لاحقًا.

وقال نعيم "للأسف خلال 30 سنة ماضية انقسمنا لمشروعين، فريق يرى بالعمل المقاوم جزءًا للتحرير، والآخر يرى بالمفاوضات طريقًا للوصول إلى دولة؛ بعد ما كنا قضية مركزية لأمتنا تراجعنا بشكل كبير جراء الانقسام".

استراتيجية نضالية

وأكد المحلل السياسي إبراهيم حبيب أهمية الاتفاق على استراتيجية نضالية موحّدة، موضحًا أهمية أن تكون بوصلتنا واضحة نحو مقاومة هذا الاحتلال.

وقال حبيب إن مشروعنا لاستراتيجية وطنية لقيادة مشروع التحرير، خاصة وأن المتغيرات الدولية والإقليمية تأتي بشكل متسارع، يجب أن ننتهز ذلك لصالح قضيتنا.

من جهته، أوضح مدير مركز حيدر عبد الشافي محسن أبو رمضان أهمية التمسك بالرواية التاريخية لشعبنا، في ظل توجه الوسط الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف.

وقال أبو رمضان "نحن بحاجة لوحدة مكونات جغرافية لشعبنا عبر جبهة عريضة عنوانها منظمة التحرير يشارك بها الجميع؛ لتعزيز الرواية الفلسطينية وتفكيك المشروع الصهيوني".

أما الكاتب والباحث السياسي حسن عبدو أكد أهمية الاعتراف بفشل مشروع أوسلو، والتسوية مع الاحتلال، مشددًا على أهمية بناء وطني جديد للنهوض بالواقع الفلسطيني.

وذكر عبدو هذا البناء يجب أن يقوم على 3 ركائز أساسية، وحدة الشعب كما في معركة سيف القدس، ووحدة الأرض، وحدة المعركة؛ وكلما انخرطنا باستراتيجية نضالية موحّدة نستطيع أن نصل بهذا المشروع.

غياب الوعي

وأكد الكاتب السياسي عماد أبو رحمة أن الحالة الفلسطينية تفتقد إلى الوعي المطلوب للنهوض بالواقع الفلسطيني، من المهم العمل على استعادة الوعي.

وشدد أبو رحمة على أهمية أن يكون مضمون المشروع الوطني قائم على التحرر الوطني، قائلاً: "نحن شعب محتل مشروعنا تحرر وطني، التجربة قالت إننا لم ننجح لا بالنضال أو سلطة أو سلطتين.

وأكد أن الانقسام الفلسطيني هو معضلة أساسية أمام مشروعنا الوطني، داعيًا للتفكير على أساس مراجعة استراتيجية نضالية، نبني عليها رؤية استراتيجية للمستقبل.

من جهته، أوضح الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي أن شعبنا بعد 75 عام نجح في إبقاء قضيتنا حية وبقيت المقاومة رغم اختلال كل عوامل القوى المختلة لصالح الاحتلال.

وأوضح عبد العاطي أن غياب المؤسسة الوطنية الجامعة لشعبنا سببًا رئيسيًا في تردي الحالة الوطنية القائمة، مؤكدًا أنه لا خيار أمام شعبنا إلاّ بمقاومة متدرجة تنتهي لانتفاضة ثالثة على قاعدة توحيد الساحات، والتأكيد على وحدة الشعب والأرض والقضية.

مشروع التحرير

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أنه يوجد لدى شعبنا مشروع وطني قائم على التحرير، في ذات الوقت يتراجع فيه مشروع التسوية؛ لأن شعبنا بات أكثر وعيًا مما كان عليه منذ عشرات السنين.

وقال الصواف "المستقبل واضح، والخلافات في الكيان قائمة، ماذا نفعل نحن ونرى الكيان أمامنا يتراجع؟ علينا تعزيز مشروعنا الوطني المقاوم؛ لأنه دونما قوة لا يمكن أن نحرر أرضنا.

وأضاف "علينا أن نؤمن أن فلسطين هي للفلسطينيين، وأن هؤلاء غزاة ونهايتهم إلى زوال؛ نحن بحاجة لتحقيق وحدة حقيقة فلسطينية قائمة على مشروع تحرير فلسطين، لأن ذلك أساس للوصول إلى الهدف المنشود.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر رأى أهمية تعزيز المشروع الوطني القائم على الأرض والإنسان والهوية؛ قائلاً إن "إسرائيل" تحافظ على وجودها من خلال تعزيز علاقاتها مع الغرب.

وقال أبو عامر إن "إسرائيل" استطاعت أن تبقى دولة وظيفية في المنطقة، وتحاول أن تمد علاقات خارجية لما بعد أمريكا؛ نحن للأسف بعد 75 عام وضعنا لا يصر كثيرًا، لذا شعبنا بحاجة لتظافر الجهود لتحقيق الهدف المنشود.

م ت/ف م

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة