ضمن كشف "ملفات مخفية"

فيلا "CS".. هكذا انتزعتها "إسرائيل" ونازعت قنصلاً أوروبيًا فيها بـ"الكذب"

الداخل المحتل - خاص صفا

منذ عام النكبة 1948 وحتى اليوم، ما يزال الصراع على فيلا "CS" الفلسطينية التي بناها المقدسي "قسطنطين سلامة" قائمًا، سيما وأن الأخير استعان آنذاك بمهندس فرنسي لجعلها أجمل مبنى في البلاد.

وضمن ملف كشف ملفات ومجازر مخفية، الذي أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" مؤخرًا، تسلط الضوء على ما يُعرف بفيلا "CS".

وتستعين الوكالة بعدد من الناشطين والمحامين الذين انبروا في الكشف عن ملفات لمجازر وقضايا منذ عام النكبة، عدد كبير منها مخفي في أرشيف "إسرائيل"، ولم يسبق الكشف عنها سابقًا.

الأفخم هندسيًا بفلسطين

ويقول المحامي الناشط بالكشف عن هذه الملفات جهاد أبو ريا: "إن المبنى مكون من 3 طوابق من تخطيط المهندس الفرنسي "مارسيل فابييه"، على طراز "آرت ديكو" القائم على البساطة في صياغة الترف، لتكون البناية الأكثر فخامة في فلسطين".

وتحيط بفيلا CS حديقة واسعة، وكان فيها قبل النكبة حديقة حيوانات صغيرة.

وجاء أن الأخوين قسطنطين وكاترين سلامة اللذان ولدا في بيروت، عاشا في تافيلا CS مع أولادهما، إلا أن الأول كان يملك بنايات وأراضٍ كثيرة في فلسطين منها ثلاث بنايات تقع بالقرب من "فيلا CS"، وأن هذه هي جزء بسيط من هذه الأملاك.

محاولات العودة إليها

ولكن وفي عام النكبة، داهمت عصابات "إسرائيل" الفيلا، وتم السيطرة عليها بكل ما فيها من ممتلكات، ضمن ما يسمى "أملاك غائبين".

وعقب السيطرة عليها، حاول قسطنطين مرارًا، العودة إلى فلسطين بعد النكبة لكنه أخفق بذلك- يقول أبو ريا.

وبقي قسطنطين الذي ولد قبل أكثر من 130 عامًا يحلم بالعودة إلى فيلته حتى توفي في بيروت عام 1990، عن عمر تجاوز المئة.

نزاع إسرائيلي بلجيكي عليها

ولكن قصة الفيلا لم تنته بموته؛ فبعد النكبة قام قسطنطين سلامة بتأجيرها، إلى القنصل البلجيكي في القدس آنذاك، ومنذ ذلك الحين يشكل المبنى مقر قنصلية بروكسيل.

ووفق أبو ريا، فإنه وبعد النكبة طالبت "إسرائيل" القنصل بدفع الإيجار إلى الحارس على "أملاك الغائبين"، إلا أنه رفض ذلك بادعاء أنه تم استئجار البيت من صاحبه، وأنه يتم دفع الإيجار مباشرة إليه.

كما أكد القنصل في رفضه "بأنه لا يعترف بالسيطرة الإسرائيلية على القدس".

وفي صراعها على المبنى، تزعم "إسرائيل" أنها توصلت عام 1983 إلى اتفاق مع قسطنطين وأبنائه، وأنه مثلها في المفاوضات رجل أعمال إسرائيلي يُدعى "دافيد سوفير بأن دفعت إسرائيل للعائلة 700 ألف دولار مقابل تنازلها عن جميع أملاكها".

وجاء في المزاعم كذلك أن دافيد سوفير التقى قسطنطين سلامة في القاهرة وهناك أجرى معه مفاوضات، وأقنعه بالتنازل عن أملاكه لإسرائيل مقابل الحصول على تعويض بمبلغ 700 ألف دولار"، وهو رقم غير منطقي، سيما وأن الفيلا تساوي ملايين الدولارات أصلاً".

ويشير أبو ريا إلى "أنه وبعد أن استولى دافيد سوفير على الفيلا، قام بتقديم دعوى ضد الحكومة البلجيكية، يدعي فيها، نيابة عن إسرائيل، أنه تم الاتفاق مع الحكومة البلجيكية على أن تدفع الإيجار إلى رجل الأعمال سوفير".

وما تزال قضية فيلا CS شائكة حتى اليوم، بانتظار ورثه قسطنطين لتأكيد ملكيتهم لأملاكه، في ظل تلاعب "إسرائيل" بأملاك الفلسطينيين ضمن ما يسمى بقانون "أملاك الغائبين"، بادعاءات ومزاعم واهية، تستكمل فيها جريمتها الأولى، وهي احتلال فلسطين.

يُذكر أن الناشطين يهدفون من وراء كشف ملفات مخفية عن أحداث النكبة الفلسطينية، لتقديمها لإدانة "إسرائيل" في منصات ومحاكم دولية.

ر ب/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

الثاني من رمضان.. بث مباشر للتراويح من المسجد الأقصى