آثار باقية رغم الإهمال والمصادرة

أملاك "باشا الخليل" بحيفا.. تاريخ عريق يلهو فيه أحفاد مجرمي "العصابات الصهيونية"

حيفا - خاص صفا

على بعد أمتار من مسجد الاستقلال في مدينة حيفا بالداخل الفلسطيني المحتل، يقع "قصر الباشا"، الذي حوّلت "إسرائيل" الطابق الأرضي فيه إلى ملهىً ليلي، بينما لا يزال الطابق الثاني شاهد على تاريخ عائلة فلسطينية عريقة، لم تمح النكبة أثاره.

وضمن ملف تسليط الضوء على ملفات ومجازر مخفية، أطلقته وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" مؤخرًا، تسلط الضوء على قصر مصطفى باشا الخليل، على حدود البلدة القديمة بحيفا.

وتستعين وكالة "صفا" بعدد من المختصين والمحاميين الناشطين في الكشف عن ملفات متعلقة بأحداث النكبة، ومجازر لم يُكشف عنها بعد، مخفية في أرشيف "إسرائيل" إلى اليوم.

ويقول المحامي جهاد أبو ريا في حديثه لوكالة "صفا"، "إن إسرائيل لم تستطع إلى اليوم محو تاريخ عائلة الباشا خليل، كما أن قصر العائلة المسمى، قصر الباشا في حيفا، ما يزال شاهدًا على النكبة".

وتُعد عائلة الخليل من العائلات الغنية في فلسطين، ومن أملاكها قصر الباشا وحمام الباشا والمنطقة القريبة، التي كان يطلق عليها اسم مجمع الباشا، كما كانت تمتلك عقارات وأراضي كثيرة في حيفا وخارجها، جزء كبير منها تقع في قرى كفر لام والصرفند وغيرها بأراضي 48.

ويضيف أبو ريا "أن قصر الباشا، أو بيت مصطفى باشا الخليل، بناه صاحبه على حدود البلدة القديمة، التي لم يبق منها إلا بعض المساجد والكنائس، بعدما هدمتها عصابات إسرائيل مباشرة بعد احتلال المدينة".

ويبين أن القصر "يقع على بعد عشرات الأمتار من مسجد الاستقلال، على يسار المارّ، وهو مبنى كبير مكون من طابقين مهمل وسقفه هابط، يدل علوه والأقواس التي تظهر منه على فخامته".

وكان الطابق الأول لقصر الباشا يشغل بيت العائلة، ويتميز بفخامته، فهو بيت واسع وسقفه عال، لا زالت بعض الرسومات واضحة على جدرانه حتى اليوم.

مقبرة العائلة والملهى الليل

ويحد المبنى من الناحية الشرقية نحو شارع الناصرة الواقع بين حي وادي الصليب وميناء حيفا، الحائط الغربي لمحطة القطار، وهو نفسه حائط مقبرة عائلية صغيرة، يقابلها من الناحية الجنوبية عامود فيصل، وهي مقبرة عائلة الخليل باشا.

وحسب أبو ريا، فإن مساحة المقبرة تبلغ حوالي دونم، وهي مغلقة بأبواب حديدية، ويتواجد بها نحو عشرين قبرًا قديمًا، هذه مقبرة عائلة الخليل، التي كانت قبل النكبة من العائلات الغنية والمتنفذة في فلسطين، "عائلة ملاكين".

ويتوسط المقبرة قبران كبيران، الأول لكبير العائلة مصطفى باشا خليل، الذي حصل على لقب باشا من السلطات العثمانية، والثاني لابنه إبراهيم باشا خليل، وكلاههما شغلا منصب رئاسة البلدية في حيفا.

ومما ورد، أن مصطفى باشا الخليل، كان رئيس بلدية حيفا الرابع وشغل منصبه ما بين الأعوام ١٨٨٥ وحتى ١٩٠٣، أما ابراهيم باشا الخليل فشغل منصب رئاسة البلدية بين الاعوام ١٩١١ وحتى ١٩١٤.

وبشأن قصر الباشا، فيقول أبو ريا: "إنه مهمل ولا سقف له، هذا فيما يتعلق بالطابق الأول، أما الطابق الأرضي الذي كانت تستعمله عائلة الخليل كمحلات تجارية، فقد تم تحويله إلى "ملهى ليلي".

باقٍ رغم المصادرة

وبالرغم من وضع يد "إسرائيل" على أملاك عائلة الخليل، عبر ما يسمى "قانون أملاك الغائبين"، إلا أن البيت لا تزال تظهر فيه قبة حمام الباشا، وما زال الاسم موجود إلى اليوم، بالرغم من ترميمه وتحويله إلى مطعم".

وفي مدخل الحمام توجد قطعة رخام منقوش عليها بالعربية أربعة أبيات شعر تمجد صاحب المبنى لا تزال منقوشة حتى اليوم، وهي:

هذا النعيم لمن بالعز مأهول.. وكل طهر سوى الحمام تعليل.

فادخل رياض الهنا والأنس مغتسلا .. تحظى كل سر فيه مثيل.

قد شاده الأكرم المرعي جانبه..في طالع السعد تحرسه الطهاطيل.

المصطفى من سرات طاب عنصرهم..آل الخليل فما في الصدق تضليل.

وبعد وفاة مصطفى باشا الخليل تم إطلاق اسمه على الشارع المجاور لبيته ولحمام الباشا، وما يزال الاسم موجود لليوم، حتى بعد قيام الكيان الإسرائيلي.

ر ب/م غ

/ تعليق عبر الفيس بوك