عاشت عائلة المواطن أحمد هندي لحظات عصيبة فجر يوم الاثنين بعد مهاجمة المستوطنين لمنزلها ببلدة بورين جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة ومحاولة إحراقه بمن فيه من سكانه.
وشنت مجموعة من المستوطنين هجومًا بحلول الساعة 12 ليلًا، بشكل مباغت، وفق الهندي.
وقال "سمعنا أصوات تحركات للمستوطنين في محيط المنزل، وخلال دقائق معدودة بدأ الهجوم على المنزل".
وأوضح هندي أن المستوطنين انقسموا إلى قسمين، الأول تولى إلقاء الحجارة على المنزل وتحطيم نوافذه، فيما تولى القسم الاخر تحطيم حافلة ومركبة وإشعال النيران في الحافلة.
وأضاف "كان كل اهتمامي هو كيف أحمي عائلتي المكونة من سبعة أفراد، وقد حاول المستوطنون إحراق المنزل بإلقاء مواد سريعة الاشتعال من نوافذه تمهيدا لإحراقه".
بالنسبة للهندي، لم يستبعد أن يقدم المستوطنون على ارتكاب جريمة كجريمة إحراق عائلة دوابشة في دوما قبل سبع سنوات.
لكن توافد أهالي البلدة وتصديهم للمستوطنين منع وقوع كارثة كان يخطط لها المستوطنون الذين اضطروا للفرار مخلفين وراءهم أضرارا بالغة بالحافلة وبمركبتين أخريين.
وبات منزل الهندي على أطراف بلدة بورين أحد المنازل المستهدفة بالاعتداءات المتكررة من مستوطني مستوطنة "يتسهار" الجاثمة على أراضي بلدات جنوب نابلس.
وفي يوليو/ تموز هاجم المستوطنون منزله وحطموا ثلاث مركبات يملكها، وفي أغسطس/ أب اعتدوا على منزله وحطموا نوافذه، وهاجموا المنزل مرة ثالثة في سبتمبر/ أيلول وألحقوا به بعض الأضرار.
وليس بعيدًا عن بورين، كانت بلدة عوريف مسرحًا لاعتداء مشابه ارتكبه المستوطنون.
فقد هاجمت مجموعة من المستوطنين بعد منتصف الليل منازل المواطن محفوظ محمود شحادة ونجليه محمود وأحمد في المنطقة الشمالية الشرقية بالبلدة.
وقال محفوظ شحادة لوكالة "صفا" إنهم أفاقوا على صوت تحركات حول المنزل، وعندما أطل من نافذة المنزل رأى النيران تشتعل بمركبته الخاصة.
وأضاف "بدأت بالنداء على ابني الذي يسكن في منزل مجاور، فأخبرني أن المستوطنين اعتدوا كذلك على منزله ومنزل شقيقه وحطموا نوافذهم".
وأوضح محفوظ أنهم اعتادوا على اعتداءات المستوطنين الذين يشنون هجمات خاطفة وينسحبون قبل أن يتنبه لهم المواطنون.
وفي السنوات والشهور الأخيرة تصاعدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية عموما ومحيط مدينة نابلس بشكل خاص.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس لوكالة "صفا"، "إن اعتداءات المستوطنين يشترك فيها أعداد كبيرة من المستوطنين".
ويتابع "فبعد أن كان الاعتداء تقوم به عصابة من 3-5 مستوطنين، يصل عدد المشاركين الآن إلى 40 أو أكثر كما حدث في الاعتداء الأخير على قرى جنوب نابلس هذه الليلة".
ويضيف دغلس أن المستوطنين باتوا جزءا من تنفيذ مخطط إسرائيلي للسيطرة على مناطق (ج) فمن ناحيته يقوم جيش الاحتلال بمصادرة الأرض وهدم المباني والمنشآت وعمليات القتل والاعتقال، ويتولى المستوطنون عمليات تخريب وتدمير وإحراق الممتلكات.
ويتوقع دغلس ازدياد اعتداءات المستوطنين وتصاعدها في الفترة المقبلة بغطاء حكومي بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو والتي ستضم المتطرف ايتمار بن غفير.
وقال "لا فرق بين حكومة لبيد وحكومة نتنياهو، لكن المستوطنين سيشعرون بمزيد من الدعم لهم خاصة وأن صاحب القرار لن يكتفي بإعطاء الضوء الأخضر لارتكاب جرائمهم، بل سيكون محرضا لهم".
وختم دغلس قائلا "نحن مقبلون على مرحلة صعبة يراد فيها إخلاء شوارع الضفة من الفلسطينيين وعزل المدن والقرى عن بعضها البعض".