كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP خططه التطويرية الشاملة لمشروع "وادي غزة"، بتكلفة إجمالية تصل إلى 50 مليون دولار.
جاء ذلك خلال حوار خاص أجرته وكالة "صفا" مع مديرة البرامج في البرنامج الأممي هالة عثمان.
وقالت إنه في عام 2018 تم وضع خطة تطوير رئيسية شاملة لوادي غزة؛ تشتمل على تنظيف الوادي وإعادة تأهيله وإعادة إحياء المواطن البيئية فيه إلى سابق عهدها وحمايته من مصادر التلوث المختلفة.
وتشمل الخطة حماية المجتمعات المحلية من مخاطر السيول المتكررة في الوادي، كما أنه من المخطط أن يتم إعادة تأهيل وتطوير الطرق والجسور المؤدية على طول الجزأين الغربي والشرقي من الوادي وإعادة تأهيلها أو تشييدها.
ووفقًا للمخطط، فإن مدة البرنامج يمكن تقسيمها حتى 10 أعوام؛ للوصول للرؤية الشاملة التطويرية لحماية وتطوير وتنمية المنطقة المذكورة.
أهمية الوادي
ويعتبر وادي غزة أحد أكبر الأراضي الرطبة الساحلية في الأراضي الفلسطينية، وأحد أهمها في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، ويتمتع ببيئة بيولوجية نابضة بالحياة.
وبحسب UNDP فإن الوادي يعتبر بمثابة محطة للعديد من الطيور المهاجرة، كما يمكن تأهيله ليكون منطقة ترفيهية.
ولفتت مديرة البرامج في UNDP إلى أن انخفاض تدفقات المياه العذبة إلى الوادي منذ عقود، والتطور الحضري الزاحف، والتلوث البيئي، والاستخدام المكثف لمبيدات الأعشاب؛ أدى إلى شل هذه البيئة الهشة وتغييرها.
من الجدير ذكره أن محمية وادي غزة الطبيعية هي موطن لما لا يقل عن 150 نوعًا من الفقاريات، كالطيور؛ كما أنها تدعم نباتات متنوعة تضم 70 نوعًا.
ولفتت عثمان إلى أنه تم تنفيذ حملة دعم ومناصرة للتوعية بأهمية المحافظة على الدور الحيوي للوادي وتنوعه البيئي.
تمويل المشروع
وتشمل المرحلة الأولى من تنفيذ المشروع، تنظيف الوادي من المخلفات والنفايات الصلبة وزراعة جوانبه، وذلك بدعم من الحكومة البلجيكية بمبلغ 1.3 مليون دولار.
وذكرت عثمان أنه تم التخلص من 22 ألف طن من النفايات الصلبة في المرحلة الأولى، ويجري العمل في المرحلة الثانية للتخلص من 40 ألف طن في الوادي ومجراه.
وأكدت أن الوكالة الأممية تعمل على حشد المصادر اللازمة من أجل الوصول للرؤية الشاملة لتطوير الوادي.
مراحل المشروع
وقالت مدير البرامج في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هالة عثمان إن خطة إعادة إحياء الوادي تركز على إعادة جريان المياه إلى مسارها التي مصدرها الأمطار والمياه المعالجة التي تنتجها محطة المعالجة.
ومن بين تلك الأهداف التي يسعى البرنامج لتحقيقها فتح وتنظيف المسار الطبيعي المائي للوادي، وخلق بيئة ترفيهية للسكان، وتعزيز سبل معيشة السكان حول الوادي من خلال خلق فرص عمل دائمة ومستدامة، ومن خلال تعزيز صمود المواطن وحماية أرواح وممتلكات السكان من أي فيضان محتمل، إضافة للحفاظ على الأماكن الأثرية المحيطة.
وتمر أعمال التطوير بمشروع "وادي غزة" إلى مرحلة "حماية الوادي من الفيضانات"، حيث سيتم بناء جدران استنادية على طول 4 كيلومترات لحماية الأراضي والمجتمعات المحلية من خطر الفيضانات.
كما أن تطوير وادي غزة سيشمل مرحلة بناء مرافق الوادي المختلفة، حيث سيتم إنشاء مرافق على طول الوادي ومنها الترفيهية والتعليمية، وسيقام على طول الوادي ممر للمشاة ولاستخدامات أخرى.
وذكرت عثمان أنه سيتم بناء مرافق صحية في أكثر من منطقة ومقاعد للزوار وبعض المناطق الترفيهية ومواقف للسيارات والملاعب، ومن المخطط أيضًا أن يتم تزويد هذه المرافق بالطاقة الخضراء لتشغيلها وإنارتها.
ويشمل المشروع دعم "مجلس الخدمات المشترك" لتخطيط وتطوير وادي غزة-وهو مجلس مكون من 5 بلديات محيطة بالوادي.
وقالت عثمان: "سيتم تطوير وبناء قدرات موظفي المجلس لتمكينهم من إدارة مرافق وادي غزة، وسيتم في هذه المرحلة أيضًا بناء مقر دائم للمجلس ليكون مقرًّا للفعاليات الاجتماعية.
وعن تسوية أوضاع أراضي المواطنين التي تقع ضمن نطاق مشروع تطوير الوادي، أكدت عثمان أن البرنامج يقوم بالتنسيق الدائم مع "مجلس الخدمات المشترك لتطوير وتخطيط وادي غزة"، حيث يقع على عاتق المجلس التواصل مع الجهات المعنية، وتذليل العقبات التي قد تواجه أعمال التطوير.