قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات يشكل اعتداءً استفزازيًا، ومحاولة لفرض وقائع جديدة في المسجد، من خلال استغلال قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين أعيادهم لتحقيق ذلك.
وأوضح أبو دياب في تصريح خاص لوكالة "صفا" أن قوات الاحتلال حولت مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، ونشرت الآلاف من عناصرها وقواتها الخاصة في شوارعها وطرقاتها وأزقة البلدة القديمة، ومحيط المسجد المبارك.
وأضاف أن أعداد القوات الإسرائيلية المنتشرة في القدس والأقصى ومحيطه يفوق أعداد القوات التي احتلت المدينة عام 1967، وأن حالة التأهب القصوى لدى الاحتلال أشبه بـ"حالة حرب".
وتابع "من الواضح أن هناك نية لدى الاحتلال وجماعاته المتطرفة لتجسيد فكرة بناء الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى، واسترداد ما يسمى "جبل الهيكل"، وأيضًا محاولة لفرض واقع جديد على الأرض عبر الاقتحامات والاعتداءات ومنع المصلين والمرابطين من دخول المسجد.
ورأى أبو دياب أن هناك تصميمًا إسرائيليًا على حسم قضية القدس والأقصى مع اقتراب انتخابات الكنيست المقررة في تشرين الثاني/ فبراير المقبل، حيث أصبح الأقصى مسرحًا للتجاذبات السياسية في حكومة الاحتلال، ولكسب مزيد من أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف.
ووصف اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال بأنها استفزازية، تهدف لتجسيد ربط الأعياد اليهودية بالمسجد الأقصى، لإثبات أحقية اليهود فيه.
وأوضح أن "سلطات الاحتلال تحاول رغم توتر الأوضاع، الحفاظ على مستوي معين من الاستفزازات والاقتحامات للأقصى، خشيةً من ردة فعل الفصائل الفلسطينية والشارع المقدسي والفلسطيني".
وحذر الباحث المقدسي من خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى، ومحاولات الاحتلال لبناء "الهيكل" فيه، مؤكدًا على ضرورة إنقاذ المسجد من إجراءات ومخططات الاحتلال بصورة عاجلة وقبل فوات الأوان.
وصباح الاثنين، اقتحمت قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بمناسبة ما يسمى "رأس السنة العبرية"، وقمعت المرابطين واعتداء عليهم بالدفع والضرب، واعتقلت عددًا من الشبان، تزامنًا مع اقتحامات اليهود.
وتأتي هذه الاقتحامات والاستفزازات، تلبيةً لدعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحام المسجد الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية، إذ تخطط برعاية حكومة الاحتلال إلى نفخ البوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية، وزيادة أعداد المقتحمين للمسجد.
وتصاعد الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد الدائم في المسجد الأقصى، وحمايته والدفاع عنه من اقتحامات المستوطنين المتطرفين ومخططاتهم خلال موسم الأعياد اليهودية المقبلة، الذي يبدأ اليوم.