web site counter

مساعٍ متطرفة لإدخاله للمسجد بالأعياد"

"نفخ البوق".. خطوة على طريق تحويل الأقصى إلى "مقدس يهودي"

القدس المحتلة - خاص صفا

في خطوة تهويدية متكاملة، تسعى "جماعات الهيكل" المزعوم لـ"نفخ البوق" داخل المسجد الأقصى المبارك في "رأس السنة" العبرية، ضمن محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد وتحويله إلى "مقدس يهودي".

وتستعد الجماعات المتطرفة إلى تنفيذ سلسلة برامج تهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وإقامةِ الصلواتِ والطقوس اليهوديةِ فيه، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر الجاري، ويستمر حتى تشرين أول/ أكتوبر القادم.

وسبق أن اقتحم المتطرف يهودا غليك المسجد الأقصى من باب المغاربة، وقام بتشغيل صوت للنفخ في القرن "الشوفار" عبر هاتفه المحمول، كما نفخه في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد.

وصادقت محكمة إسرائيلية في القدس المحتلة على السماح للمستوطنين المتطرفين بالنفخ بالبوق وإقامة الطقوس اليهودية عند حائط البراق بالمسجد الأقصى.

وجات المصادقة بموافقة المحكمة العليا الإسرائيلية، وبعد اعتقال شرطة الاحتلال لمستوطنين من جماعة ما تسمى "نشطاء جبل الهيكل" بعد نفخهم البوق، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية

وعقب القرار، سحبت شرطة الاحتلال، أمس الثلاثاء، استئنافها ضد المتطرف يهودا غليك بعد اعتقاله أمس الأول أثناء نفخه البوق قرب المقبرة الإسلامية في القدس القديمة.

و"الشوفار" هو بوق مصنوع من قرن الكبش يستخدمه اليهود في طقوسهم للإعلان عن "حضور الصلاة"، وتحديدًا خلال ثلاثة أيام في العام، منها في مطلع "رأس السنة"، التي توافق نهاية الشهر الحالي، لكنه طقس ممنوع على اليهود تأديته داخل الأقصى.

ورغم المخاوف الأمنية من تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إلا أن حكومة الاحتلال قررت المضي قدمًا باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد.

"قداسة يهودية"

رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات يقول لوكالة "صفا" إن نفخ البوق يأتي في سياق تهويد القدس والمسجد الأقصى، وتحويله إلى "قداسة يهودية" جديدة.

ويشير إلى أن هناك محاولة إسرائيلية لتوزيع الأدوار بهدف اختراق المسجد الأقصى، سواءً من خلال نفخ المتطرف يهودا غليك البوق في مقبرة باب الرحمة، أو قرار محكمة الاحتلال السماح للمستوطنين بالنفخ بالبوق عند حائط البراق، أو توفير شرطة الاحتلال الحماية لهم، بالإضافة إلى أداء المقتحمين طقوسهم التلمودية داخل المسجد.

ويوضح أن هذه الأدوار جميعها تأتي ضمن خطوات تهويد المدينة والمكان المقدس، لكن "أعتقد أن نفخ البوق لن يتم داخل المسجد الأقصى في الوقت الحالي، لأن الاحتلال يُدرك أن الوقت لم يحن بعد لتنفيذ ذلك".

وبحسب بكيرات، فإن الاحتلال يتدرج في قضاياه ومخططاته بشأن الأقصى، فهو يريد ترويض الفلسطينيين والمقدسيين للقبول بمثل هذه الخطوة، لذلك جرى نفح البوق في ساحات الأقصى ومقبرة باب الرحمة، ومن الممكن أن ينفخ داخل الأقصى.

ويضيف أن" القدس ذات عروق وأصول، لن تذهب بسبب نفخة من المتطرف غليك أو غيره، ولن يُلغي التاريخ العربي العريق لهذه المدينة التي بدأت عربية منذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد".

تغيير الواقع

ويؤكد أن ما يقوم به الاحتلال يمثل محاولة لإثبات دوره في القدس، وأنه القادر على تغيير الواقع فيها، لكنه لن يُغير أي واقع.

ويتابع "لولا الضعف الإقليمي ووجود دول كبرى تُسانده، فإنه لا يجرؤ على فعل أي شيء داخل الأقصى، وسيبقى المسجد لأهله، وستنتهي كل الرموز التلمودية التي يُحاول الاحتلال على حين غفلة من أهلها والأمة إدخالها للمسجد المبارك".

ويرى أنه لولا تسهيل شرطة الاحتلال وحمايتها للمتطرف "غليك" أثناء اقتحامه مقبرة باب الرحمة من الجهة الشرقية خارج الأقصى، وقيامه بنفخ البوق، في مقابل منع دخول أي مقدسي للمكان خلال ذلك، لما تجرأ على فعل ذلك.

وتعتزم "السنهدرين الجديد" المؤسسة الحاخامية المركزية لـ"جماعات الهيكل" المتطرفة، نفخ البوق في المسجد الأقصى في "رأس السنة"، وتوجهت لمحكمة الاحتلال للمطالبة بذلك.

ومؤخرًا، أعلن البروفيسور هيلل فايس أحد قياديي "السنهدرين الجديد" الانتهاء من تصنيع بوق من قرن الكبش يطابق الشروط التوراتية، تمهيدًا للنفخ به داخل الأقصى، فيما أبدى أعضاء من السنهدرين، وعلى رأسهم الحاخام يسرائيل أريئيل، استعدادهم لتنفيذ هذه المهمة.

ووفق بكيرات، فإن "غليك" أراد إيصال رسالة مفادها "لقد قمت بنفخ البوق، وأستطيع أن أفعل ذلك"، وهذه رسالة تحريضية منه للمجتمع اليميني المتطرف كي يزيد في انتهاكاته وممارساته للمسجد الأقصى، وهي رسالة تحدٍ للأمة الإسلامية.

وحول السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، يقول بكيرات "أعتقد أن الوضع سيبقى على ما هو عليه بين مد وجذر، وبين من يرفض كل هذه الأعمال من الجانب المقدسي الفلسطيني العربي الإسلامي، وبين محاولة تحدي شرطة الاحتلال لفرض ذلك".

ويضيف "من المتوقع أن نشهد مشادات مع شرطة الاحتلال، لكنها لن تصل إلى مستوى الانفجار العام، نتيجة الظروف الإقليمية والعالمية، ولأن المجتمع المقدسي غير مهيأ لذلك".

ويوضح أن ما تطالب به محكمة الاحتلال من أجل المستقبل وليس الآن، ولا أعتقد أنه سيتم النفخ بالبوق داخل المسجد الأقصى، وإن ما يجري عملية تحريضية ترويضية، ولجس نبض المجتمع المقدسي والعالم العربي والإسلامي.

ر ش/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام