لاقى الاجتماع القيادي الكبير والمهم الذي عقد الإثنين، بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، ارتياحًا وترحيبًا في الأوساط الفلسطينية.
وعبر كتاب ومحللون ونشطاء عن أهمية الاجتماع ومخرجاته، خاصة توقيته الذي يأتي بالتزامن مع محاولات إسرائيلية للوقيعة بين الحركتين، بعد جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة التي بدأت باغتيال الاحتلال أحد أبرز قادة سرايا القدس تيسير الجعبري.
واعتبر هؤلاء في تغريدات ومقالات، أن الاجتماع ضرب كل محاولات الوقيعة بين الحركتين، وأكد وحدة المقاومة وتوحدها حول هدفها وهو مجابهة الاحتلال حتى تحرير فلسطين.
وأكّدت الحركتان في ختام اجتماعهما الذي شارك فيه قادة سياسيون وعسكريون وأمنيون من الحركتين، عبر بيان مشترك، أنّ المقاومة خيار استراتيجي "لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عال ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة، وفي المقدمة منها كتائب القســـــام وسرايا القدس"، محذّرتين الاحتلال الإسرائيلي من أي غدر تجاه شعبنا ومقاومته، ومشدّدتين على أنّ الرد عليه سيكون "حازمًا وحاسمًا وموحدًا".
وقالتا إنّ الاجتماع القيادي تخلّله "نقاش مركّز ومعمّق حول سبل تطوير مشروع المقاومة الذي تتبناه وتتصدره الحركتان إضافة إلى كل فصائلنا الوطنية، وآليات تعزيز حاضنته الشعبية والوطنية بما يمهد الطريق نحو ثورة شعبية شاملة تخوض المواجهة مع الاحتلال في كل شبر من أرض فلسطين".
وذكرتا أنّ المجتمعين ناقشوا العلاقات الثنائية بين الحركتين في المستويات كافة، واتفقوا على تعزيز أوجه العمل المشترك، وتفعيل اللجان المشتركة بين الحركتين في المـــستويات السياسية والعسكرية والأمنية.
رسائل الاجتماع
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف رأى أن "اللقاء الذي جمع حماس والجهاد الإسلامي كان ضروريًا وردًا على أكاذيب الاحتلال".
وقال الصواف في لقاء إذاعي: "اللقاء يؤكد أن هناك وحدة تامة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي".
وعدد الكاتب عزات جمال في تغريدة له عنونها بـ"حماس والجهاد.. رسائل يجب أن تصل" أهداف الاجتماع بين الحركتين.
وأشار إلى أن الحركتين "قطعتا الطريق على كل أبواق الفتنة التي حاولت الإساءة لهما ولوحدة المقاومة ومشروعها، وأكدتا أن الوحدة بينهما استراتيجية وعميقة، تشمل كافة الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، وأنها شكلت لضمان ذلك لجانًا متخصصة".
ولفت إلى أن الحركتين أكدتا باجتماعهما أن "غرفة العمليات المشتركة إنجاز وطني، ومصدر فخر لجميع قوى شعبنا، كما الأجهزة الحكومية في غزة التي تحمي ظهر المقاومة.
وذكر أن الاجتماع أرسل "رسالة قوة للعدو مفادها بأن المقاومة موحدة، والرهان على محاولة عزلها وتجزأتها فاشلة، لن يكتب لها النجاح".
وقال إن من مخرجات الاجتماع التأكيد أن "القدس محور الصراع وسيف القدس لن يغمد، والمقاومة الشاملة بكافة أشكالها هي خيار شعبنا، للتصدي بشكل موحد لعدوان الاحتلال".
ورأى أن الاجتماع وجّه "رسالة رفض لسلوك السلطة، المتمثل باعتقال المقاومين وتعذيبهم في سجونها، ودعوة لها للتوقف عن السلوك المرفوض وطنيا وشعبيا".
وأكّدت الحركتان في بيانهما أنّ "غرفة العمليات المشتركة منجزٌ وطني يضمّ فصائل المقاومة كافة في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال وفي المقدمة منها كتائب القسام وسرايا القدس، وسنعمل جميعًا على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة".
ودعتا السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الكفّ عن ملاحقة المقاومين والإفراج عن المعتقلين السياسيين "وخاصة في سجن أريحا سيء الصيت، وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال والتحرر من مسار أوسلو الكارثي وإلى إطلاق المقاومة الشاملة حقيقةً لا كلامًا".
فشل محاولات الوقيعة
من جهته، قال الإعلامي عماد زقوت في مقالة له إنه: "في الأيام الماضية عملت الماكنة الإعلامية الصهيونية بكامل قدرتها لإحداث شرخ بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، واستهدفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بالعديد من الأخبار والتصريحات المفبركة والكاذبة التي ادعت فيها أن سرايا القدس انسحبت منها".
وأضاف "كان من المؤسف أن وسائل الإعلام التابعة للسلطة تساوقت مع الإعلام الصهيوني وأفردت مساحات واسعة لذلك بل وأطلقت بعض كتابها من أجل تعزيز الرواية الصهيونية الكاذبة، لكن حركة حماس بما تملك من وسائل إعلام ساهمت في توحيد الصف الفلسطيني والحفاظ على مشروع المقاومة وكانت على تواصل دائم وتنسيق متكامل مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي من أجل إفشال المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تفتيت المقاومة وتشتيتها".
وتابع زقوت "كانت حركة الجهاد وبكل مسؤولية تنكر وتُكذّب الرواية الصهيونية منذ اليوم الأول على لسان قادتها وفي مقدمتهم أمينها العام الأخ أبو طارق النخالة الذي أكد أن مستوى التنسيق بين قيادتي حماس والجهاد في أعلى مستوياته".
ورأى زقوت أن البيان يؤكد أن "الحركتين تحملان مشروعا متكاملا ليس مجردا من السياسة وليس مقتصرا على المقاومة العسكرية، وهذا ما تتخوف منه دولة الاحتلال ومن يدور في فلكها".
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشقاقي فقال لقناة الأقصى، إن: "قوى المقاومة سجلت وحدة كبيرة في اللقاء بين حماس والجهاد، وإن الاجتماع أكد أن أي عدوان من الاحتلال سيقابل بالرد الموحد من المقاومة".
وأضاف أن "حماس والجهاد أكدتا أنهما متوافقان في الميدان وكذلك في السياسة، وأن قوى المقاومة استطاعت أن تنجح في اختبار وحدة الصف والرد الموحد".
وأكد أن ️"معركة سيف القدس رسخت قناعة وحدة المقاومة والغرفة المشتركة".