أيمن الظواهري.. من جراح إلى زعامة تنظيم "القاعدة".. أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت متأخر من مساء الإثنين، اغتيال قائد وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بغارة أميركية في أفغانستان بداية الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي بايدن :"إن أجهزة المخابرات حددت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام". منوهًا إلى عدم إصابة أي أحد من عائلة الظواهري أو مدنيين آخرين في الغارة الأمريكية.
وشدد على أن أفغانستان لن تصبح مجددا ملاذا آمنا لمن وصفهم بـ"الإرهابيين".
من هو أيمن الظواهري؟
ويعتبر أيمن محمد ربيع الظواهري من مواليد (19 يونيو 1951)، من أهم مؤسسي تنظيم "القاعدة" وثاني أمير يخلف أسامة بن لادن بعد اغتياله عام 2011 على يد القوات الأمريكية.
وأيمن الظواهري كان ثاني أكبر قائد في تنظيم القاعدة العسكري الذي تصنفه معظم دول العالم كمنظمة "إرهابية"، حيث عمل مستشارًا لبن لادن ورئيسًا لمنظمة الجهاد الإسلامي التي ممنوع في مصر.
وأيمن الظواهري هو حفيد محمد الأحمدي الظواهري شيخ الجامع الأزهر الأسبق، حيث التحق بجماعة الإخوان المسلمين عندما كان صغيرًا واعتقل في سن الخامسة عشرة بتهمة العضوية.
وعمل أيمن الظواهري كجراح (تخصص الجراحة العامة) بعد تخرجه من كلية الطب بجامعة عين شمس في مصر، وساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية.
أسرة أيمن الظواهري
وينحدر الظواهري المولود في العاصمة المصرية القاهرة في 19 يونيو/ حزيران من عام 1951، من عائلة متميزة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين.
جده، ربيع الظواهري، تقلد منصب شيخ جامع الأزهر، الذي يعد أحد أهم مراكز التعليم الإسلامية السنية الأساسية في الشرق الأوسط، في حين أن أحد أعمامه كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الظواهري ترعرع في حي المعادي جنوبي القاهرة، وتأثر في صباه بشكل كبير بكتابات سيد قطب.
وانخرط الظواهري في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة، وهو لا يزال في المدرسة، وقد اعتقل في سن الخامسة عشر، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
لكن نشاط الظواهري السياسي، لم يمنعه من دراسة الطب في في جامعة القاهرة، التي تخرج منها في عام 1974.
أيمن الظواهري وأفغانستان
وأيمن الظواهري سافر إلى أفغانستان من جدة للمشاركة في الجهاد الأفغاني عام 1985 م وعمل طبيباً في مستشفى الهلال الأحمر الكويتي في بيشاور.
وتوطدت علاقته مع بن لادن من عام 1986 واستمرت حتى أسسا بشكل مشترك تنظيم القاعدة في فبراير 1989 م، ويعتقد بعض الخبراء أن هذا هو أحد العناصر الرئيسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
حيث جاء اسم الظواهري في المرتبة الثانية بعد بن لادن في قائمة 22 "إرهابياً" مطلوبين من قبل الولايات المتحدة بعد عام 2001.
مكافئة لمن يساعد بالوصول للظواهري
وخصصت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليها.
وكان الظواهري شوهد آخر مرة في بلدة خوست شرقي أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001، حين بدأت واشنطن حملتها العسكرية للإطاحة بحكومة طالبان.
واستطاع في ذلك الحين الاختفاء في المناطق الجبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان وذلك بمساعدة رجال قبائل متعاطفين.
أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة
كما أشار بعض الخبراء إلى أن تنظيم الجهاد سيطر على تنظيم القاعدة حين تحالفا سويًا في نهاية التسعينيات.
وبرز الظواهري كأحد الناطقين البارزين باسم القاعدة، وظهر في 16 شريطا مرئيا ومسموعا في عام 2007، فيما يمثل ذلك 4 أضعاف ظهور بن لادن في العام ذاته.
ويعتقد أن الظواهري قد استهدف بضربة صاروخية أمريكية في 13 يناير/ كانون الثاني من عام 2006 بالقرب من الحدود الباكستانية مع أفغانستان.
وقتل في الهجوم آنذاك 4 من أعضاء القاعدة، ولكن الظواهري نجا وظهر على شريط فيديو بعد أسبوعين يحذر فيه الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش، أنه لا هو ولا "كل القوى على الأرض" يمكن يقتلوه إن لم يكن مقدراً له ذلك.
أيمن الظواهري يهدد أمريكا
وفي يوليو/ تموز من عام 2007، ظهر في شريط مرئي مطول يحث فيه المسلمين حول العالم الانضمام إلى الحركة الجهادية والالتفاف حول تنظيم القاعدة.
وأما على المدى الطويل فقد اعتبر الظواهري إسقاط الأنظمة في العالم مثل السعودية ومصر، الهدف الأساسي، داعياً إلى استخدام أفغانستان والعراق والصومال كمناطق لتدريب المتشددين الإسلاميين.
وفي 8 يونيو/ حزيران من عام 2011، أصدر الظواهري بيانا يحذر فيه الأمريكيين من أن بن لادن سيستمر في "ترويع" الولايات المتحدة حتى من قبره.
وفي الشريط ذاته، حدد الظواهري استراتيجية القاعدة المستقبلية، وقال إن التنظيم، على المدى القصير، يهدف إلى مهاجمة مصالح "الصليبيين واليهود"، قاصداً بذلك الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب و(إسرائيل).
ترحيب سعودي باغتيال الظواهري
في أول رد فعل رسمي عربي ودولي على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري السبت، في غارة جوية بطائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا نقلته وسائل إعلام رسمية، رحبت فيه باغتيال الظواهري.
وقال البيان إن "الظواهري.. يعد من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية".