يخشى عدد من قادة الاحتلال الإسرائيلي من عدم تجاوز عُمر الكيان 80 عامًا، وأن يكون مصيره كمصير ممالك يهودية سابقة أصابتها "لعنة الـ80".
ويُحيي الشعب الفلسطيني في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى "النكبة" التي وقعت عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، واحتلت خلالها نحو ثلثي فلسطين، وشرّدت مليون فلسطيني وقتلت 48 ألفًا.
ومع حلول الذكرى الـ74 للنكبة هذا العام يُبدي الفلسطينيون الكثير من التفاؤل والأمل بقرب إنهاء الاحتلال عن كامل تراب الوطن، فيما يُبدي قادة الاحتلال خشيتهم من انهيار مشروعهم الاستيطاني العنصري.
وأحدثت معارك المقاومة مع الاحتلال، ولاسيما "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، تغيّرًا ملحوظًا في حالة الوعي الفلسطيني، إذ أصبح "التحرير" مصطلحًا دارجًا، وزاد المؤمنون بقرب تحقيقه.
وحذّر العديد من قادة الاحتلال السابقين والحاليين من تفكك الكيان وعدم استطاعته اجتياز عقبة العقد الثامن، بفعل عوامل داخلية وخارجية.
وأعرب رئيس وزراء الاحتلال السابق "بنيامين نتنياهو" عن خشيته من عدم اجتياز كيانه تحدي الـ80 عامًا، وبالتالي فسيكون مصيره كمصير دولة "الحشمونائيم" التي لم تعمر إلى هذا الحد.
وقال نتنياهو في تصريح نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية، وترجمته وكالة "صفا"، إنه يتوجب على "إسرائيل" أن تستعد من الآن لخطر وجودي لكي تتمكن من الاحتفال بالذكرى المئوية لإقامتها بعد أقل من 30 عامًا.
وأضاف نتنياهو، في تصريح له عام 2017 إبان شغله منصب رئاسة الحكومة، أن "مملكة الحشمونائيم اليهودية التي حكمت أرض كنعان قبل الميلاد بحوالي 140 عامًا لم تعمر لأكثر من 80 عامًا".
وأشار نتنياهو إلى أنه "يعمل لضمان نجاح دولة إسرائيل الحالية في اجتياز تحدي الـ80 عامًا وأن تصل إلى 100 عام".
وقال عدد ممن حضروا كلمة نتنياهو في ذلك اليوم إنهم لاحظوا أن قضية نجاح الكيان في اجتياز هذا التحدي تشغل نتنياهو كثيرًا، إذ مكثت مملكة "الحشمونائيم" 77 عامًا من الحكم، وبعدها انهارت بعد الاحتلال الروماني.
ونُقل عن أحد حاضري الكلمة قوله إن: "نتنياهو أقر أن استمرار الوجود اليهودي في هذه البلاد غير مضمون، وسيقوم بكل ما في وسعه لضمان عدم انهيار الدولة".
أما رئيس حكومة الاحتلال الحالي "نفتالي بينيت" فأعرب عن أمله ألا يتصارع اليهود فيما بينهم حتى يتجاوزوا تحدي الحكم لأكثر من 80 عامًا، وتجنّب الانهيار من الداخل كما حصل مع ممالك اليهود السابقة، معرباً عن خشيته من ذلك المصير.
وأضاف "بينيت" في تصريحات له بداية العام الحالي، أنه "يتوجب التركيز على عدم الانهيار من الداخل؛ لأن أشد ما يواجه إسرائيل هو خطر التفكك داخليًا، وبالتالي الاندثار كما حصل بممالك اليهود السابقة".
بدوره، رأى رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "إيهود براك" أن "المجهول ينتظر إسرائيل، وأن الاقتراب من العقد الثامن من عمر الدولة يضعها أمام تحديات وجودية".
وأشار إلى أن "العقد الثامن شكّل تحديًا كبيرًا لممالك اليهود السابقة في هذه البلاد، وبدأ تفككها قبل أن تبلغ الـ80 عامًا".
وقال "براك"، في مقالة له قبل أيام مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن تحدي العقد الثامن أوصل الممالك السابقة إلى التفكك.
وأضاف "تفككت مملكتان لليهود قبل أن تبلغ 80 عامًا بسبب الصراعات الداخلية على وجه الخصوص".
ولفت إلى أنه "يجب ألا يكون مصير سكان إسرائيل اليوم كمصير الممالك اليهودية السابقة، ويتوجب استخلاص العبر من التشرذم والانقسام الذي عصف بممالك اليهود السابقة والتي بدأت بالاندثار على أعتاب العقد الثامن".
وتابع براك: "لسنا الوحيدين الذين نعاني وعانينا من لعنة الـ80 عامًا؛ فقد تعرضت الولايات المتحدة لحرب أهلية في عقدها الثمانين، كما تحولت إيطاليا إلى فاشية في هذا العمر، وتحولت ألمانيا إلى النازية، وفي العقد الثامن تفكك الاتحاد السوفييتي".
وذكر أن "جيل التأسيس كان عبارة عن مخلوقات غير طبيعية في التضحية والفداء، أما الجيل الثاني فهم عمليين، في حين يشهد الجيل الثالث حالة من الترف، وبالتالي فهكذا جيل سيتعرض للكثير من سيل الدماء".