كشف الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا"، عن نفق وحفريات جديدة تُجريها جمعية "إلعاد" الاستيطانية بسرية تامة، على بعد 130 مترًا من السور الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
وما يدلل على إقامة النفق بشكل سري، إدخال عمال وطواقم الاحتلال والجمعية الاستيطانية معدات وآليات إلى داخل فتحة النفق، الملاصق تمامًا لمجمع مياه "عين العذراء" التي حفرها الكنعانيون، وصولًا لمجمع عين سلوان تحت الأرض بطول 533 مترًا.
واستولت جمعية "إلعاد" على تلك العين منذ سنوات، وأغلقتها ومنعت الدخول إليها، وأقامت عليها مركزًا ضخمًا محكم الإغلاق، تحت حراسة ورقابة أمنية مشددة، رُغم أنها وقف إسلامي تابع لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
أعمال سرية
ويقول أبو دياب: "لاحظنا قبل عدة أيام وفي ساعات الليل، قيام طواقم إسرائيلية بإدخال معدات وآليات إلى فتحة نفق تعمل الجمعية الاستيطانية على إقامته في المنطقة المستهدفة والقريبة من القصور الأموية والمصلى المرواني".
ويضيف "بالبحث والتحري، تمكنا من اكتشاف نفق جديد وأعمال حفريات تُجريها جمعية (إلعاد) في تلك المنطقة، علمًا أنها منطقة عسكرية مغلقة لا يستطيع أحد الدخول إليها، رغم أنها الطريق الرئيس الذي يوصل أهالي سلوان لباب العامود والمسجد الأقصى والبلدة القديمة".
وبحسب أبو دياب، فإن الحفريات تُجرى تحت الأرض بعمق 40 مترًا، في حين تبلغ فتحة النفق من مترين إلى 3 أمتار.
ويشير إلى أن العمل يجري بشكل سري وفي جنح الليل، وتحت رقابة أمنية مشددة، بحيث يتم دخول طواقم الجمعية الاستيطانية للعمل في تلك المنطقة وسط حراسة من شرطة الاحتلال، وهذا ما يثير المخاوف.
وتضم المنطقة المستهدفة "متحفًا توراتيًا" ومركزًا للتحكم في الأنفاق والحفريات، وآخر لحفظ الموجودات الأثرية التي يتم استخراجها من الأنفاق أثناء عمليات الحفر التي تنفذها "سلطة الآثار الإسرائيلية" والجمعية الاستيطانية.
ويبين أن تلك المنطقة ملاصقة لـ"المقبرة اليهودية" والمشروع التهويدي في جبل الزيتون الذي يضم أضخم مركز للمعلومات، ما يدلل على أن إقامة النفق الجديد يأتي استكمالًا للمخططات الاستيطانية التي تستهدف الأقصى.
ويحذر الباحث المقدسي من خطورة ما يجري أسفل السور الجنوبي الشرقي للأقصى، في ظل إغلاق تلك المنطقة، ومحاولة الاحتلال محاصرة المسجد المبارك.
ويؤكد أن الاحتلال لديه استراتيجية وبرنامج مدروس وواضح يسعى لتحقيقه في المسجد الأقصى، سواء تحت الأرض أو فوقها.
محاصرة الأقصى
وحول مخاطر النفق الجديد، يقول أبو دياب في حديثه لوكالة "صفا" إن الاحتلال يسعى للانقضاض على المسجد الأقصى، وخنقه بالمشاريع التهويدية والاستيطانية، وطمس معالمه، لذلك يعمل ليلًا وبالخفاء من أجل تحقيق أحلامه وأطماعه فيه، باعتباره هدفًا استراتيجيًا له.
ويضيف "من الواضح أن هناك أمرًا خطيرًا يُحاك ضد الأقصى، وقد تؤثر تلك الحفريات والنفق الجديد على المصلى المرواني والسور الجنوبي الشرقي للمسجد وباب الرحمة بشكل كبير، وقد تنذر بحدوث تشققات في جدران المسجد وأساساته".
ويلفت إلى أن الاحتلال بدأ يضع عينه على منطقة باب الرحمة، وقد يعمل على فتح أنفاق وطرق جديدة تحت الأرض للوصول لتلك المنطقة، واقتطاع جزء من المسجد الأقصى، وفق ما يخطط له.
ويؤكد أن الاحتلال وجمعياته الاستيطانية يستغلون الظروف المحلية والدولية من أجل الانقضاض على الأقصى وتنفيذ مخططاتهم فيه.
ويطالب الباحث المقدسي الوصاية الأردنية الهاشمية والأوقاف الإسلامية، وكافة المؤسسات الدولية والمحلية بالتدخل العاجل ومراقبة كل ما يجري من حفريات وأنفاق تطال الأقصى، والضغط على سلطات الاحتلال لوقفها قبل فوات الأوان.