web site counter

"الياسين الدولية".. مؤسسة تحفظ إرث الشيخ الراحل وتخلد ذكراه

غزة - محمود البزم – خاص صفا

على مدار سنوات، تسعى "مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية" إلى صون إرث الشيخ الراحل الذي يحتل مكانة واسعة في قلوب الفلسطينيين والمسلمين، وتعمل جاهدة على تخليده ذكراه للأجيال القادمة.

وتأسست "الياسين الدولية" عام 2018؛ بقصد المحافظة على تُراث الشيخ الراحل وإحياء ذكراه، وبهدف القيام بنشاطاتٍ لخدمة الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم.

ومن أبرز أهدافها، إحياء ذكرى الشيخ والمحافظةُ على تراثه، والإسهام في الوصول إلى حقوق الفلسطينيين، وتنمية القدرات والمهارات المساندةِ للتوجه الحقوقي والإنساني، ونشر مفاهيم الحرية وممارستها واقعًا، كقيمة نذر الشيخ نفسه لها، إضافة لتشجيع البحث العلمي، وفق القائمين عليها.

ووُلد الشيخ أحمد ياسين في قرية الجورة التابعة لقضاء المجدل شمال قطاع غزة عام 1936م، ثم لجأ مع أسرته إلى غزة بعد حرب العام 1948، وتعرض لشلل تام عندما كان يمارس ألعابًا رياضية على شاطئ بحر غزة صيف 1952.

وأسس الشيخ، المجمع الإسلامي في غزة عام 1973، قبل أن يعلن بيان تأسيس "حماس" في 14 ديسمبر/ كانون الأول، وظل زعيمًا للحركة حتى اغتياله عقب أدائه صلاة الفجر في 22 مارس/ آذار 2004.

ظروف نشأة المؤسسة

وحول ظروف النشأة، قالت مديرة الإعلام في المؤسسة سميرة نصار: إن الفكرة بدأت بجائزة سميت "جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية".

وأوضحت نصار في حوار مع وكالة "صفا" أننا "كنا نحاول قدر الإمكان أن نراعي حافة التنافس بين الباحثين، وسنويًا كنّا نفتح الباب أمام أبحاث علمية ومُحكّمة في مواضيع معينة".

وأضافت "بدأنا بوضع خطة من أجل توسعة المؤسسة وجرت نقاشات مع عدة مستويات، ومن هنا انطلقت هذه المؤسسة رسميا عام 2018".

وضاعفت المؤسسة مؤخرًا نشاطاتها الخيرية والمجتمعية والثقافية، ثم فتحت المجال أمام جائزة أدبية جديدة وهي جائزة "شاعر الياسين"، إلى جانب الجائزة العلمية، حسب نصار.

وأشارت إلى أن معظم المشاركين في الجائزتين العلمية والأدبية شعراء من الخارج، موضحة أن المؤسسة تستقطب أبحاثًا وقصائدَ من بلدان المغرب العربي ومصر والبحرين والإمارات والعراق وسوريا ولبنان.

وتضم المؤسسة، وفق نصار، مجموعة من الوحدات والأقسام داخلها، من أهمها "وقفية الياسين" والتي لها رؤية تسعى من خلالها لتنفيذ أعمال خيرية لصالح الفئات المحتاجة.

وتابعت "تضم المؤسسة وحدة العلاقات العامة، ووحدة الدراسات والأبحاث، إلى جانب وحدة الحريات وحقوق الإنسان، التي تهتم بالجانب القانوني وتتابع القضايا التي تحتاج إلى معالجة".

"حفاظ على الإرث"

وبخصوص الأنشطة والفعاليات، قالت مديرة الإعلام في مؤسسة الياسين: "كنا على مدار السنوات الماضية نحاول قدر الإمكان إحياء سيرة الشيخ لدى كل شريحة من شرائح المجتمع".

وبينت أن المؤسسة تنظم بين فترة وأخرى زيارة لدار المسنين مع تقديم بعض الهدايا، فضلا عن زيارة فصول محو الأمية.

وأشارت نصار إلى الدور البارز للمؤسسة في "التصدي للتشويه الذي تعرضت له قضية النطف المهربة الخاصة بالأسرى في سجون الاحتلال"، موضحة أننا "نفذنا زيارات لأطفال النطف وأكدنا أهمية هذه الظاهرة الإنسانية والوطنية".

وأضافت أن المؤسسة تقدم مساعدات للأسر المحتاجة بشكل مستمر، فضلاً عن تقديم المساعدة لمدارس المكفوفين ودعم أنشطتهم ومبادراتهم، إضافة لتنفيذها مشاريع خيرية أخرى بالمجتمع.

وأكدت نصار أننا "نحاول قدر الإمكان التواصل مع أبناء الأسرى والشهداء، ولهذا نظمنا مخيم معايشة لهم تضمن زيارتهم لمنزل الشيخ أحمد ياسين والمجمع الإسلامي لتعريفهم على سيرته".

فعاليات الذكرى الـ18

وحول إحياء الذكرى الـ18 لاستشهاد الشيخ ياسين، أشارت نصار إلى أن المؤسسة أعلنت عن بداية الفعاليات لهذا العام عبر مؤتمر صحفي عقدته في بداية شهر مارس/ آذار الجاري.

وأوضحت أن من ضمن فعاليات هذا العام، حفل ثقافي نظم قبل أيام، "أشهرنا فيه ديوان الياسين، وهو عبارة عن كتاب لجميع القصائد التي قدمت في جائزة شاعر الياسين".

وأضافت نصار "نظمنا أيضا يوماً دراسياً بعنوان (الياسين إدارة وإرادة) جرى الحديث فيه عن الناحية القانونية والإدارية في حياة الشيخ أحمد ياسين".

وشمت فعاليات الذكرى 18، بحسبها، تنظيم مباريات رياضية لذوي الهمم، "ولاسيما أن الشيخ كان عنوانًا لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة".

وتابعت نصار "أطلقنا مساء الإثنين (21 مارس) حملة تغريد من بيت الشيخ أحمد ياسين، وجرى الإعلان فيها عن انطلاق موقع للمؤسسة بحلة جديدة تليق بالمؤسسة واسم الشيخ".

ونظمت المؤسسة يوم الثلاثاء 22 مارس فعالية وطنية مركزية بالذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الشيخ ياسين، أعلنت خلالها أسماء الفائزين بالجوائز السنوية وصاحب لقب شخصية الموسم.

ونُظم على هامش الحفل السنوي، معرض صور استعرض حياة الشيخ أحمد ياسين، وهو جزء من "مشروع استراتيجي" ستقوده المؤسسة يسمى "متحف الياسين"، وسيقام في مبنى يضم بكل ما تركه الشيخ الراحل.

وأوضحت نصار أن المتحف سيضم مقتنيات خاصة بالشيخ ياسين ومنها أشياء عينية وفكرية وإعلامية ورسائل ومراسلات للداخل والخارج وصور رسمت للشيخ بريشات فنانين.

وذكرت مدير الإعلام أن مؤسسة الشيخ ياسين تسعى لتوسيع أنشطتها في الدول العربية والإسلامية بشكل أكبر؛ إحياءً لذكراه وتخليدًا لسيرته.

م ز/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك