web site counter

سيحجب الرؤية عن الأقصى

الإعلان عن أضخم مركز تهويدي على جبل الزيتون

القدس المحتلة - خــــاص صفا

الإطلالة المرتفعة لجبل الزيتون وموقعه الاستراتيجي المهم والمطل على المسجد الأقصى المبارك، جعلت منه محلّ أطماع الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ مشاريعه التهويدية، بغية تشويه معالمه الأثرية والتاريخية ومشهده العام، وصبغه ببصمات وأبنية ومراكز يهودية.

ويعدّ الجبل الواقع شرقي القدس المحتلة من الجبال المقدسية الهامة؛ لما يمثّله من قداسة ومكانة دينية وتاريخية وسياحية، ارتبطت بتاريخ وأحداث المدينة المقدسة وشخصياتها الدينية والاعتبارية، وجذب مشهدها الساحر العديد من السياح والحجاج والمؤرخين العرب والأجانب.

ونظرًا لأهميته الاستراتيجية والإشرافية، واطلالته الجميلة والمشوقة، قرّرت بلدية الاحتلال إقامة أضخم مركز تهويدي على أجزاء من جبل الزيتون.

وبحسب بلدية الاحتلال في القدس فإنّ "الإعلان عن إنشاء مركز الزوار جاء في حفل خاص أقيم في فندق الأقواس السبعة على قمة جبل الطور، وحضره نحو 30 ممثلًا عن اللجنة الدولية لحماية جبل الزيتون، حيث تم التوقيع على اتفاقية بين رئيس البلدية موشيه ليؤون ووزير القدس والتراث زئيف إلكين، لتنفيذ إنشاء المركز".

وقال المتطرف إلكين "الارتباط بالقدس يبدأ هنا على جبل الزيتون، مهنتي هي الحفاظ على تاريخ شعب إسرائيل. منذ 100 عام أقيمت هنا المقبرة على جبل الزيتون -هذه المقبرة، أحد أهم الأماكن لشعب إسرائيل مشرفة على البلدة القديمة وفي قلب الحوض المقدس".

ومنذ بداية العام 2022 وبلدية الاحتلال لم تتوقف عن إقرار مشاريعها التهويدية في مدينة القدس، والاستيلاء على أراضٍ وقفية، بل تُسابق الزمن من أجل تكريس الوجود اليهودي، وفرض وقائع جديدة على المدينة، مستغلة الظروف الإقليمية والدولية، وحالة الصمت العربي والإسلامي.

مخطط خطير

وتعمل بلدية الاحتلال ووزارتا البناء والإسكان و"القدس والتراث" بإشراف ما تسمى "لجنة حماية جبل الزيتون" على إقامة مركز تهويدي وكنيس ومركز لأبحاث المقابر اليهودية في منطقة جبل الزيتون، كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب.

ويضيف أبو دياب لوكالة "صفا" أنّ المخطط الذي وصفه بـ"الخطير" سيتضمن إقامة أضخم مركز للمعلومات ومكتبة تضم أسماء ومعلومات عن آلاف اليهود المدفونين -حسب زعمهم- في المقبرة اليهودية الواقعة في جبل الزيتون.

والمقبرة اليهودية قائمة على أراضٍ وقفية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، تم الاستيلاء عليها، وتضم آلاف القبور الوهمية كي تأخذ "صبغة دينية يهودية".

ويُشكّل وضع الاحتلال يده على الأراضي الوقفية انتهاكًا للوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومخالفة لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين ومقدساتهم، وتمثل أيضًا نوعًا من الاستحلال الثقافي والتربوي والأمني الإسرائيلي، كما يرى أبو دياب.

وذكر أنّ المركز التهويدي سيضم صالة لعرض روايات توراتية وتلموذية عن مدينة القدس ومنطقة جبل الزيتون، بالإضافة إلى مركز لأبحاث المقابر والتاريخ اليهودي، كما سيوفر "خدمات المعلومات والمحتوى حول المكان للسياح من الخارج والزائرين الإسرائيليين الذين يأتون إلى جبل الزيتون".

ويوضح أبو دياب أنّ المركز سيضم أيضَا كنيسًا يهوديًا، ومركزًا للتدريب، ومركزًا أمنيًا ضخمًا لقوات الاحتلال وشرطته بهدف السيطرة على المنطقة، وتهيئتها لجلب المزيد من الزوار اليهود، بالمقابل الحد من الزحف الفلسطيني نحو جبل الزيتون.

كما سيحتوي على "مكتبات ومحال بيع التذكارات وصالة عرض المقبرة اليهودية، وقاعة محاضرات ورسم الخرائط ومركز المراقبة، وغيرها".

ويشير إلى أن الكنيس اليهودي سيطل على المسجد الأقصى وباب الرحمة من الناحية الشرقية؛ ما سيؤدي إلى تغيير المنظر العام وتشويه معالم المسجد المبارك، ومشاركته بمعالم يهودية مغايرة، بغية تزييف التاريخ والحضارة العربية الإسلامية.

تشويه المعالم

وتحاول سلطات الاحتلال، من خلال بناء المركز التهويدي، مشاركة الحيز والمنظر العام في القدس بإضافة أبنية ومعالم ذات صبغة يهودية، وكتابة أسماء جديدة لليهود لإثبات "أحقيتهم ووجودهم في المدينة بأنهم كانوا منذ مئات السنين"، وفق أبو دياب.

ولم تتوقف الأهداف الاحتلالية عند ذلك، بل تسعى لإغلاق الأفق في محيط الأقصى، وحجب الرؤية عنه كاملًا، حيث بات التهويد يهدد فضاءه عبر إقامة مراكز ومباني مرتفعة وضخمة، وأخرى أمنية قد تتحكم في كل كبيرة وصغيرة داخل المسجد وخارجه.

ويبيّن الباحث المقدسي أنّ كل المخططات والخرائط الهندسية لتنفيذ المشروع أصبحت جاهزة، وتمّ رصد ميزانية بقيمة 12 مليون شيكل لتنفيذه في جبل الزيتون.

ويؤكد أنّ الاحتلال عازم على حسم قضية القدس عبر السيطرة على كافة المواقع الهامة فيها، وتحويلها إلى مشاريع تهويدية واستيطانية بحتة.

ويطالب المختص في شؤون القدس الجميع باتخاذ خطوات عاجلة من أجل وقف المشاريع التهويدية في القدس، ومساعي الاحتلال لتهويد المنطقة الشرقية منها، وكذلك وقف كل التعديات على المقدسات والأراضي الوقفية.

ع و/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك