مزيج من اللوحات الفنية الجميلة تزين جدران منزل الفنان الفلسطيني عبد الوهاب أبو حرب (65 عامًا) في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مُجسِدّة رحلة حياته على مدار خمسة عقود.
وعلى مدار هذه السنين لم يبرح المسن أبو حرب ريشته التي امتزجت بمختلف الألوان، فأنتجت مئات اللوحات من مختلف أنواع الفنون؛ أقدمها منذ منتصف القرن الماضي، وأحدثها ما زالت قيد التجهيز.
لكن لكل واحدٍة من هذه اللوحات لها معان كثيرة، لا يعرفها سوى ذاك المسن، الذي لن يتوقف عن الرسم للحظة ولم تجف ريشته، أو طلاب التربية الفنية والمختصين في مجال الفن.
وتحول منزل المسن أبو حرب الواقع في مخيم الشابورة وسط رفح، لأشبه بمعرضٍ فني؛ فكل لوحة حجزت لنفسها مساحةً على جدار ممرٍ أو غرفٍ من غرف منزله، بشكلٍ مُنسق مُنمق يبين جمال تلك اللوحة ولمسات الفنان الفنية.
وأنهى أبو حرب رسالتي ماجستير وثالثة دكتوراه في الجامعة الأمريكية وجامعة عين شمس بمصر، في مجال التربية الفنية.
وكان قد عمل مدرسًا ثم عميدًا لكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى بغزة، حتى أحيل للتقاعد منذ سنوات.
لكنه أصر ألا ينقطع عن التدريس ومواصلة تخريج أفواج من الطلبة، فقرر أن يدرس عبر نظام الساعة في الجامعة.
ويقول أبو حرب لمراسل "صفا": إن "فن الرسم هواية لديه منذ الطفولة، عمل على تنميتها خلال سنوات الدراسة".
ويبين أنه عمل على تنميتها عند دراسته "دبلوم معلمين" تخصص تربية فنية عام 1974.
ثم انتقل بعدها للعمل في المملكة العربية السعودية، لكنه عاد إلى قاع غزة عام 1994، والتحق في مجال التدريس بالتعليم العالي عام 2000 للتدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى.
ويوضح أنه واصل منح ما لديه من علوم ومعارف لطلابه، حيث أصبح رئيسا للقسم ثم عميدًا للكلية عام 2017.
ويضيف أبو حرب "تزامنت رحلتي هذه مع رحلة علمية أنهيت خلالها درجتي الدكتوراه والماجستير".
ويشير إلى أنه "شارك بمعارض فنية فردية وجماعية محليًا وخارجيًا، وما زال يشارك في مسابقات ومعارض عربية عبر منتديات الفن التشكيلي وغيرها".
ويلفت أبو حرب إلى أنه يحتفظ بأكثر من 200 لوحة زيتية وأكريليك على لوحات الكانفس ولوحات توليف بخامات مختلفة بجانب الحرق على الخشب.
وعمل عميد كلية الفنون الجميلة سابقا إلى تحويل بعض من تلك الأعمال لمعرض فني في منزله.
في حين، لم تجد أخرى لها مكانًا في منزله لكنه ما زال يحتفظ بها، ويعمل على على عرضها عبر منتديات ومواقع خاصة لطلبة الفنون وصفحته عبر "فيس بوك" لتعم الفائدة، والاستفادة من خبراته.
ويتابع أبو حرب "هذه اللوحات بالنسبة لي وطن وحياة وماض وحاضر ومستقبل، كل لوحة تنبض بمعاني كثيرة، خاصة تلك التي تجسد الوطن وقبة الصخرة، والحياة الفلسطينية قديمًا، وشخصيات وطنية كالرمز أبو عمار (الرئيس الراحل ياسر عرفات)".
ويعتني أبو حرب يوميًا بتلك اللوحات، ما بين تنظيف وأخرى تفقد الألوان حتى لا تفقد بريقها وشكلها وقيمتها مع مرور الأيام؛ وما تزال ريشته تخفي في ثنايها الكثير من الإبداع، تتكشف مع كل لوحة ينتهي من رسمها.