web site counter

في ظل استمرار الإبادة

"جشع التجار".. حرب أخرى تستنزف جيوب الغزيين

غزة- مدلين خلة - صفا
بموازاة حرب الإبادة والتجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 15 شهرًا، ثمة حرب أخرى تُثقل كاهل الغزيين وتستنزف جيوبهم.
غلاء فاحش في أسعار السلع والمواد الغذائية تشهده الأسواق المحلية، في استغلال صريح لمعاناة وآلام المواطنين والنازحين وحاجتهم لشراء السلع المتوفرة، والتي لم يستطيعوا حملها معهم في رحلة نزوحهم، تحت نيران القصف الإسرائيلي.
فوضى وعدم انتظام بالأسعار يخلقها التجار من أجل تكدس الأموال وملئ جيوبهم بها، غير آبهين في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تُثقل كاهل المواطنين، جراء الارتفاع الجنوني بأسعار السلع الشبه معدومة في السوق.
وتأتي هذه الحرب، في ظل دخول عدد قليل من الخضار والفواكه وبعض المواد الغذائية، التي فُقدت في السوق، خلال الفترة الماضية، بعد منع الاحتلال دخولها إلى القطاع، ولا سيما شماله. 
غلاء فاحش
تجوب النازحة شيماء الناطور (35 عامًا) السوق الذي يعج بالبضاعة التي اشتهتها وأشقائها على مدار أشهر حرب الإبادة، لكنها لا تستطيع شراء شيئًا منها، بسبب ارتفاع ثمنها وعدم امتلاكها المال الكافي لشراء بعضها.
وتقول الناطور في حديث لوكالة "صفا": إن "الأسعار بالسوق مرتفعة جدًا، ولا نستطيع شرائها لعدم توافر المال عقب فقداني للعمل الذي كنت أساعد فيه عائلتي".
وتضيف "نحن لا نواجه حرب وحدة، بل أيضًا حرب التجار ورفع الأسعار، وهي أصعب علينا من الحرب التي يمارسها جيش الاحتلال، لأن هؤلاء أعداء مش من أبناء جلدتنا".
وتتابع "جشع التجار ورغبتهم في تكديس أموال طائلة على حساب أبناءنا الذين ينظرون إلى الخضار والفواكه بالسوق ولا نستطيع توفيرها لهم".
كل ما يحدث ظلم، ولا حدا سائل فينا، احنا المواطنين، من وين ولا وين رح نتلاقها اليهود ولا التجار ولا سارقي المساعدات، الكل همه يعبي جيبته بغض النظر على روح مين دهس". تقول الناطور
وتضيف "وقت تقرر تشتري شغلة ترد فيها روح الصغار، لازم تأخذ بالحسبان انك رح تقعد أسابيع دون وجود مال في جيبك، أو أنك ستضطر للاستدانة من أحدهم، وهذا ما لا يمكن حدوثه، لأن الوضع الحالي لا يسمح الشراء بالدين".
ويعاني أهالي قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ظروفًا معيشية قاسية، جراء شح مستلزمات الحياة الأساسية والملابس، وغلاء أسعار السلع والخضار والفواكه.
وضع كارثي
وأما المواطنة ميسون الدبس فتقول: إن "الوضع في الأسواق كارثي، الأسعار نار والسلع الموجودة يحتاجها كل بيت بعد فترة الانقطاع الطويل، ومع ذلك لا نستطيع شراء أي منها".
وتضيف الدبس في حديثها لوكالة "صفا"، "خلال الحرب أصبح الجميع يستغلون المواطن، فالتجار هي التي تتحكم بثمن الأسعار، في ظل غياب دور وزارة الاقتصاد، عقب استهداف الاحتلال لهم".
وتتابع أن "المواطنين باتوا لعبة بين التاجر ومنسق البضائع والأسعار بتمشي حسب مزاجهم، دون الأخذ بعين الاعتبار حالة العرض والطلب".
وتشير إلى أن ما يحدث يجب عدم السكوت عنه من جهات الاختصاص، لأن السلع تتوفر بيد فئة محددة من المواطنين، ويُحرم منها العدد الأكبر منهم.
وتتساءل الدبس "شو راح أعمل بهيك ظروف وأوضاع مع طلبات الأولاد التي لا تعرف أن الأموال لا تتوفر بكل وقت لتلبية طلباتهم وتوفيرها لهم؟".
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم في ظل عدم التدخل الفوري لإنقاذ الغزيين من نقصٍ حاد في الغذاء.
ومؤخرًا، قالت الأمم المتحدة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الحد من وصول المساعدات الحيوية إلى محافظة شمالي غزة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن سلطات الاحتلال لم تسمح سوى بمرور 10 من أصل 21 حركة إنسانية مخططة من الأمم المتحدة، فيما تم رفض سبع منها بشكل قاطع، وإعاقة ثلاث منها، وإلغاء واحدة.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك