بعد عام مليء بالصعوبات والتحديات، قطفت الطالبة ميرا الشيب من نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة ثمرة تعبها وحصلت على معدل 98.5 في الثانوية العامة لتحتل المرتبة الأولى بفرع الاقتصاد المنزلي تخصص تصميم ملابس وأزياء.
ففي صالة منزلها وقفت ميرا مع والديها يستقبلون المهنئين بابتسامة عريضة عبروا من خلالها عن فرحة كبيرة بهذه النتيجة غير المتوقعة.
وقالت لوكالة "صفا": "كنت أتابع المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم، فسمعت اسمي ضمن الأوائل، فطرت من الفرحة ولم انتبه لمعدلي الذي علمت به من صديقاتي لاحقا".
كانت ميرا تتوقع التفوق لكنها لم تكن تحلم بهذا المعدل، وقالت: "فرحت كثيرا بمعدلي الذي أنساني تعب عام كامل".
وعانت ميرا خلال العام الدراسي الأخير كثيرا جراء إصابتها وهي كل شعبتها الصفية بفيروس كورونا.
فقد تعطلت الشعبة عن التعليم الوجاهي لمدة 14 يوما، وبقيت الطالبات في الحجر الصحي، وفي الوقت نفسه كنّ يتابعن دراستهن عبر التعليم الالكتروني.
وقالت: "كانت الدراسة صعبة جدًا من خلال تطبيق "تيمز" فالتعليم الإلكتروني أصعب من الوجاهي، خاصة بالمواد العلمية كالرياضيات".
وأكدت على أهمية المذاكرة اليومية والتي ساعدتها كثيرا في الاستعداد للامتحانات الوزارية.
وترغب ميرا في الالتحاق بجامعة النجاح لدراسة الديكور أو التصميم الجرافيك، فهذه التخصصات قريبة من تخصصها بالثانوية، وهي تهوى هذا التخصص.
وأهدت نجاحها لوالديها وعائلتها وجميع معلماتها، واعتبرت أن تفوقها يحمل رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق التفوق والنجاح رغم الصعوبات التي يفرضها الاحتلال وفيروس كورونا.
من ناحيته، قال والدها زياد الشيب لوكالة "صفا" أن شعوره بالفرح لا يمكن أن يوصف، مضيفا: "هذه المرة الثالثة التي نعيش فيها أجواء النجاح بالتوجيهي بعائلتنا، وهذه كانت أكبر فرحة".
وقال إن كل العائلة تعاونت بتوفير الجو المناسب لميرا للدراسة، وساهموا برفع معنوياتها وتوفير كل ما يساعدها في دراستها.
أما والدتها، فأبدت سعادتها الكبيرة، وقالت لوكالة "صفا": "الحمد لله الذي لم يضيع لابنتي أي تعب".
وبينت أن كل الأهل والأقارب كانوا ينتظرون هذا اليوم، وهي لم تخيب أملهم بل نجحت وتفوقت وحصلت على معدل يرفع الرأس.
وأضافت: "مرت ميرا بظروف صعبة خاصة في فترة مرضها، لكن معلماتها تواصلن معها وساعدنها كثيرا".
ولفتت إلى أنها كانت تجد صعوبة في التركيز وهي تتابع مشاهد الشهداء والقصف خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وشددت على أهمية دور الأهل بتوفير الجو المناسب، وترك الحرية للأبناء باختيار التخصص الذي يرغبون فيه، من أجل تحقيق أفضل النتائج.