web site counter

"هزيمة تاريخية سترافقنا لأجيال"

معاريف: هكذا خدعتنا حماس ودمرت نظرية الأمن

القدس المحتلة - ترجمة صفا

أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي نفذته كتائب القسام على فرقة غزة بجيش الاحتلال ومستوطنات الغلاف، هزيمة تاريخية سيمتد صداها لأجيال قادمة.

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية، وفق ترجمة وكالة "صفا "، قولها في أعقاب نشر أجزاء من تحقيقات الجيش في هزيمة السابع من أكتوبر، إن: "الهزيمة كانت  بمستويات تاريخية وسيصل صداها للأجيال القادمة".

وذكرت الصحيفة أن الجيش فشل فشلاً تاريخياً وغير مسبوق في صد الهجوم الذي نفذه الآلاف من مقاتلي حركة حماس، لافتة إلى أن التحقيقات تظهر صورة قاتمة وأليمة حول مدى الخداع الذي مارسته حماس على المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية برمتها وعلى مدار سنوات طويلة.

فيما نقل عن مسؤول كبير في الجيش قوله إن التحقيقات على أهميتها لم تحمل تفسيرات منطقية لما جرى.

وأوضحت الصحيفة أن الهجوم تسبب بمقتل 1320 إسرائيليًا منهم 475 من الجيش والأجهزة الأمنية، بينما تم أسر 251 وإصابة الآلاف.

وقال إن نحو  5500 مسلّح عبروا الحدود على ثلاث موجات واخترقوا الجدار الفاصل من خلال 114 نقطة وتحركوا من خلال 59 خط هجومي في طريقهم إلى الغلاف ومناطق الوسط.

كما حاول 50 مسلّحًا اختراق الحدود البحرية عبر 7 زوارق وكانوا في طريقهم لمواقع استراتيجية في الوسط، فيما شهد ذلك اليوم هجوماً جوياً عبر 63 وسيلة طيران منها 6 طائرات شراعية و57 طائرة ومسيرة وحوّامة، وفق الصحيفة.

ووصفت "معاريف" ما جرى قائلة: "للمرة الأولى منذ حرب يوم الغفران في العام 1973 وجد الجيش نفسه وهو يدير حرب الأقلية ضد الأغلبية، فقد كان هنالك 767 جنديا موزعين على طول الحدود في الغلاف من زيكيم شمالاً وحتى كيرم شالوم جنوباً، وهو نصف عدد القوات المفترض في اليوم الاعتيادي، ففي السابع من أكتوبر تموضعت 7 دبابات فقط على طول الحدود، وكان هناك 3 طائرات مسّيرة فقط في الأجواء".

وتابعت الصحيفة "نجحت حماس في استهداف منظومة القيادة والسيطرة في الجيش خلال الدقائق الأولى من الهجوم، فقد قتل أو أصيب غالبية قادة السرايا والفصائل والكتائب في الساعات الأولى، بالإضافة لمقتل ثلاثة قادة ألوية في بداية المعارك، وخلال الـ3 ساعات الأولى قتل 157 جنديا في المعارك على السياج وداخل البلدات المحاذية للحدود".

وأشارت الصحيفة إلى أن "تحقيقات الجيش دلّلت على انعدام الجهوزية القتالية لدى جميع تشكيلاته، فقد انهار كل شيئ بما فيهم المنظومة الاستخباراتية التابعة لشعبة الاستخبارات والشاباك".

حسم فرقة غزة خلال ساعات

فيما تطرقت الصحيفة إلى تعمّد مقاتلي حماس الهجوم على مقر فرقة غزة في تجمع "أشكول" قائلة: "لقد تم حسم فرقة غزة خلال ساعتين منذ بدء الهجوم، وبدأ الجيش في صد الهجوم حول الساعة الثانية عشرة بعد 6 ساعات من بدء الهجوم، كما مر يوم كامل حتى أعلنت قيادة المنطقة الجنوبية عن نجاحها في استعادة السيطرة على مناطق الغلاف".

بينما أجرى الجيش 77 تحقيقاً في هجوم السابع من أكتوبر، وقسّم التحقيقات إلى عدة أجزاء، منها التحقيقات العامة، والخداع الذي مارسته حماس، وأساليب عمل الجيش في ذلك اليوم، بالإضافة للتحقيق في المعارك، وفق الصحيفة.

وقالت إن المسألة الأهم التي ركّزت عليها التحقيقات كانت حول السؤال المركزي "كيف وصلت إسرائيل إلى وضع هوجمت فيه دون أن يكون لأي من تشكيلاتها الاستخباراتية أدنى معلومة أو إنذار مسبق حول الهجوم؟".

فشل استخباري 10 سنوات وخطة الخداع الحمساوية

وتحدّثت الصحيفة عن الفشل الكبير في رصد نيات حماس على مدار أكثر من 10 سنوات، حيث بيّنت التحقيقات أن قائد حماس الشهيد يحيى السنوار بدأ التخطيط للهجوم بعد حرب عام 2014.

وقالت الصحيفة: "خططت حماس للهجوم منذ أكثر من عقد من الزمان وكانت الحرب في أيار من العام 2021 نقطة تحوّل من وجهة نظر حماس بشأن إمكانية هزيمة إسرائيل من الداخل، وبدأت منذ ذلك الحين بالعمل على إخضاع إسرائيل".

وركّزت تحقيقات الجيش على خطة الخداع الذكي الذي مارسته حماس على مدار سنوات طويلة، حيث وصفت محافل عسكرية هذه الخطة بواحدة من خطط الخداع الأكبر في التاريخ العسكري المعاصر، مدّعية أن "حماس خططت للبدء بالهجوم مرتين قبل السابع من أكتوبر وقامت بتأجيلها، ومنها في أكتوبر من العام 2022 وبعدها في أبريل من العام 2023 خلال عيد الفصح اليهودي".

وقالت الصحيفة: "لقد فشلت دوائر الاستخبارات فشلاً ذريعاً في رصد أي معلومة حول نيات حماس الهجوم في الحالتين كما فشلت في تنبؤ هجوم السابع من أكتوبر".

وأضافت الصحيفة "اعتقدت إسرائيل والمستوى العسكري والسياسي وعلى مدار عقد من الزمان أن حماس مرتدعة وأنها تميل للتسوية منها إلى الحرب، ولكن حماس فعلياً وبقيادة السنوار كانت تعكف على إعداد خطط الهجوم. لقد تعامل الكل في إسرائيل كالعميان، حيث غرتهم الثقة الزائدة بالمنظومة الاستخباراتية وكانوا على ثقة أن أحدا لن يتمكن من خداعها".

واختتمت الصحيفة بالقول: "إن المستوى القيادي في الجيش مقر بالفشل وعظم المأساة ولكن ومع ذلك فهو مصرّ على الحاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات المستوى السياسي أيضاً".

ع ص

/ تعليق عبر الفيس بوك