web site counter

15 شهرًا لم تكسر إرادتهم

بعد وقف إطلاق النار.. أهالي غزة بين مأساة الواقع والتطلع لغدٍ أفضل

بعد وقف إطلاق النار.. أهالي غزة بين مأساة الواقع والتطلع لغدٍ أفضل
غزة - خاص صفا

تركت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة خلفها قصصًا مأساوية لا تقتصر على فقد الأرواح، بل تعدّت إلى تدمير مقومات الحياة كافة، لكن بعد 15 شهرًا من القتل والتدمير لا يبدو أن الاحتلال نجح في كسر إرادة الفلسطينيين.

وحوّلت آلة التدمير الإسرائيلية الكثير من الأحياء السكنية إلى أنقاض، وباتت عشرات آلاف العائلات بلا منازل تؤويهم، وسط ظروف البرد والشتاء القاسية.

مأساة فقدان المأوى لا تتوقف عند اللحظة التي يُهدم فيها، بل تترك بصماتها طوال الوقت على الكبار والصغار، كما أن الوجع الأكبر في فقد الأرواح سيلازم أحباءهم لفترة ليست قصيرة.

"وجع مستمر"

"الحرب انتهت لكن لم تنتهِ آثارها ومآسيها كما لم ينتهِ شعورنا بالمعاناة"، بهذه الكلمات عبرت هديل رضوان عن وجعها بفقدان منزلها وذكرياتها وضياع كل ملامح الحياة والاستقرار.

وتضيف هديل،صاحبة الـ32 عامًا، لوكالة "صفا"، "الحرب سرقت بيتي أنا وزوجي وذكرياتنا وذكريات أطفالنا، أشعر بحرقة في قلبي وروحي منذ أن علمت أن شقاء عمرنا وأحلى أيامنا أصبح ركامًا".

وترى الشابة أن فقد المأوى ليس مجرد خسارة مادية فقط؛ لأن المنزل لم يكن مكانًا للسكن، بل منبعًا للأمان والذكريات.

لم يقتصر وجع هديل على بيتها فقط، بل تعدى ذلك إلى حزنها على استشهاد "أخ زوجها" الذي لم تمر 10 أيام على زفافه قبل الحرب الإسرائيلية، التي سرقته من طفله الرضيع".

وتنتظر هديل وعشرات آلاف المواطنين العودة من جنوبي القطاع إلى شماله بدءًا من مساء غدٍ السبت وفق اتفاق وقف إطلاق النار.

وتتابع "ننتظر عودتنا إلى الشمال بفارغ الصبر رغم علمنا بتدمير بيتنا، وأننا سنواجه تحديات كبيرة في إيجاد مأوى نتيجة الحرب التي سرقت منا كل شيء".

وتُبدي هديل الكثير من التصميم على "التعايش مع الواقع، وجعل المستحيل ممكنًا"، معربة عن أملها أن تتعمر غزة وتعود أفضل مما كانت عليه سابقًا، وأن توفر الجهات المختصة أبسط مقومات الحياة بأسرع وقت ممكن لتمكين المواطنين من بدء التعافي.

"الصدمة الكبرى"

أما زياد ديب (43 عامًا) فيرى، في حديثه لوكالة "صفا"، أن "أكبر صدمة في الحياة هي حين ترى شقاء عمرك وبيتك وحتى مكان رزقك أصبح ركامًا، وشبابنا وأحبابنا الذين فقدناهم بهذه الحرب الطاحنة لم يعودوا موجودين معنا، وما بقى فقط الذكريات".

ويقول ديب: "لم نتخيل حجم الدمار في شمال غزة؛ فالركام والجثث والهياكل العظمية تملأ الشوارع. تعرفنا على جثة ابن أخي من ملابسه لأن جثمانه كان متحللًا".

"إصرار على الحياة"

ورغم ذلك، يحمد ديب الله على انتهاء الحرب وتوقف شلال الدماء، "رغم علمنا أن الأيام المقبلة صعبة جدًا خاصة مع عودة النازحين إلى الشمال".

وفي رسالة تحدٍّ للواقع، يضيف ديب "لا يوجد كلام يعبر عن شعورنا أو يصف حجم معاناتنا، لكننا مصرّون على نصب خيامنا فوق بيوتنا المدمرة واستكمال حياتنا. سنصبر حتى نعمّر غزة من جديد وتعود كما عهدناها جميلة مبهجة".

أما "أم يوسف" التي فقدت منزلها وعددًا من أبنائها خلال الحرب، فتقول لوكالة "صفا" بصوت يملؤه الحزن: "لن أنسى تلك اللحظات التي رأيت فيها منزلي يتحطم أمامي، ولكن الحمد لله على انتهاء الحرب".

وتضيف "صحيح أننا فقدنا الكثير، لكننا نؤمن أن الحياة لا تتوقف، والله معنا في كل خطوة".

وكما سابقته يقول أحمد أبو نحل، لوكالة "صفا، إن: "الحرب كانت قاسية جدًا، لكننا نعلم أن المستقبل سيكون أفضل إذا تمكنا من الوقوف معًا، وستكون فرصتنا أكبر لإعادة بناء حياتنا".

ومع استمرار الألم والمعاناة، ما يزال الأمل ينبض في قلوب أهالي قطاع غزة، بعد أن تحقق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، ويتمنون أن يكون ذلك نافذة جديدة لأفق أكثر أمانًا واستقرارًا.

أ ع

/ تعليق عبر الفيس بوك