web site counter

"أحمد قرقز".. طفل أثقلت الحرب كاهل جسده

غزة- مدلين خلة - صفا
عبر طريق فرعي يربط مدينة غزة بمنطقة جباليا التي تُحاصرها طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيّرة، يجر الفتى أحمد قرقز عربته التي ملأ "جالوناتها السمراء" بالمياه الصالحة للشرب، في وسيلة لإعالة عائلته، في ظل الظروف القاسية التي تعيشها.
وفي صورة تعكس قسوة الحياة التي حطت رحالها على أكتاف صغار أجبرتهم حرب الإبادة على ترك مقاعد الدراسة، والبحث عن العمل في أزقة وشوارع القطاع التي امتلأت بالركام، يساعد أحمد (15 عامًا) والده على تعبئة الماء وجر العربة خلفه، لافراغها في "جالونات" مياه الغزيين.
معاناة يومية
معاناة يومية يخوضها أحمد، الذي لم تشتد عظامه بما يكفي لجر عربة تحمل مئات اللترات من الماء، والسير بها مسافات، بهدف توفير قوت عائلته، مع الارتفاع الباهظ في أسعار السلع الغذائية داخل السوق.
يقول قرقز: "أستيقظ قبل طلوع الصباح وأتوجه مع والدي في البرد القارس، لتعبئة برميلان سعة كل منهما تزيد عن 400 لتر، وتبدأ رحلة لا تعلن انتهائها إلا ونحن على فراش النوم ليلًا". 
ويضيف في حديثه لوكالة "صفا"، "الأمر مرهق كثيرًا، لأن رحلة عملنا تبدأ من الساعة السادسة صباحًا حتى ساعات المساء، نجوب الشوارع وننادي لبيع الماء الصالح للشرب، في ظل شحه بمناطق شمالي غزة".
ويتابع "أجر عربة الماء كي أساعد عائلتي، في ظل ندرة الماء وارتفاع أسعاره مع احتياج النازحين، والناس في المناطق المحاصرة له، وهذا يدخل ضمن الخدمة الإنسانية ومساعدة والدي".
مخاطرة كبيرة
ويتناوب أحمد ووالده على جر عربة الماء التي يُفرغونها بـ"جالونات" الناس، مع تكرار العملية عدة مرات أحيانًا خلال اليوم في مناطق مختلفة.
ويؤكد أن دخول مناطق محاصرة مثل جباليا فيه مجازفة كبيرة، مع تحليق طائرات "كواد كوبتر"، التي أصابت عربتهم ثلاث مرات قبل ذلك، أثناء تعبئة الماء للمحاصرين هناك.
ويتمنى أحمد كغيره من أطفال القطاع أن تنتهي الحرب ويعود إلى مقاعد الدراسة ويرتاح ووالده من عناء جر عربة الماء وتعريض حياتهم للخطر.
وفي وقت سابق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن الأطفال في قطاع غزة هم الفئة الأكثر تضررًا من حرب الابادة التي تشنها "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأكدت أن الوضع الحالي بالقطاع يتطلب تدخلًا عاجلًا واستجابة طارئة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدانه التعليم وتجبرهم ظروف الحرب للعمل في بيئة قاسية.
وأشارت إلى أن أكثر من 14 ألف طفلًا استشهدوا خلال الحرب وأصيب الآلاف منهم، وهم بحاجة لدعم نفسي وجسدي، فضلًا عن حالات سوء التغذية والموت بسبب البرد والتجمد.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك