غزة -مدلين خلة - صفا
عجلةٌ توقف دورانها منذ عامٍ وثلاثة أشهر، بسبب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، دُمرت فيها عديد المدارس التي أصبحت مأوى للنازحين، بعدما قصف جيش الاحتلال منازلهم وسُويت بالأرض.
وجعٌ وحسرة على عامين دراسيين ضاعت أيامها بين رحى حربٍ مسعورة مزقت أجراس مدارس ضمت بين أروقتها ضحكات طلبة عكفوا على تحصيل درجات عليا للرقي بذاتهم وتحقيق أحلامٍ طالما تغنو بها"
أعباء كبيرة تلك التي ترمى على كاهل طلبة كان جل همهم الانتهاء من الواجب المدرسي للذهاب واللعب مع أصدقائهم، لم يكن هؤلاء الصغار يتخيلون يومًا أن تكون أمنيتهم "العودة لمقاعد الدراسة كما أطفال العالم".
"صار لنا سنتين بدون دراسة، كل العالم أولادها ذهبوا إلى المدارس إلا غزة أولادها ذهبوا إلى الجنة".
شوق وحسرة
يقول محمد عسلية، الطالب في مدرسة النقب بجباليا: "نفسنا نسمع جرس المدرسة وصوت الأستاذ ينادي نوقف كويس بالطابور ونأدي النشيد الوطني وبعد هيك كي نتسابق مين يوصل الصف أول".
ويضيف في حديث لوكالة "صفا"، "هذه السنة الثانية بدون مدارس، ضاع عليا صف سادس وسابع، كتير مشتاق أسمع أمي وهي بتنادي يلا يا محمد اصحى ما ضايل وقت وبيرن جرس المدرسة".
ويتابع "عمري ما كنت متخيل أعيش هذه الأيام وتصبح العودة للمدرسة حلم صعب يتحقق في ظل الوضع الحالي".
ويكمل "الحرب سرقت منا أجمل أيام حياتنا، سرقت منا أصحابنا الذين تركونا وذهبوا إلى الجنة، بفكر لو رجعت الدراسة مين حيرجع الذين كانوا معنا على نفس المقعد".
ويتساءل الطالب الذي حُرم من أبسط حقوقه بالتعليم في بيئة آمنة، "ليش احنا يصير فينا هيك دون العالم كله، شو عملنا حتى نُحرم من التعليم مدة سنتين، ونُحرم أهلنا، وبيوتنا، وأصحابنا".
صمود وتحدي
"وقت بمر على باب مدرستي وبشاهد الدمار فيها بتدمع عيوني وبتذكر الأيام الحلوة التي قضيتها وأنا بركض وبلعب وطلاب صفي، بتذكر أستاذ العربي والرياضيات والعلوم، بتذكر كيف كانت حياتنا، وكيف صارت بغمضة عين".
ويضيف "الحرب سوف تنتهي، ونرجع ندرس ونعمر صفوفنا التي هدمها جيش الاحتلال، وحنكون الجيل الذي تعلم وعرف قيمة العلم بعد تعب وقهر الحرب".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حرم جيش الاحتلال 788 ألف طالب في قطاع غزة من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان.
وحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في القطاع منذ بداية العدوان، وصل إلى أكثر من 12.681، وإصابة 20.311 آخرين.
ولفتت إلى أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها، و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تعرضت للقصف والتخريب في القطاع، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير الكامل.
ر ش
