web site counter

"ناجي البابا".. حلمُه بأن يُصبح مثل "رونالدو" مزقته 4 رصاصات إسرائيلية

الخليل - مدلين خلة - صفا
"سمعت ضابطًا يطلب من الجنود الوقوف على جانبين لحمل الجثة، حينها بدأت بالصراخ، كيف تقتل طفلًا يبلغ من العمر 14 عامًا، ماذا فعل بك؟".. بكلمات ممزوجة بالدموع والألم تلقى الوالد نضال البابا خبر استشهاد ابنه ناجي. 
40 دقيقة مرت كأنها عمر كامل، مُنع منها الأب من رؤية ابنه المدرج بدمائه، بعدما أطلق جنود الاحتلال النار عليه فسقط شهيدًا، حاملًا حلمه بأن يصبح عالميًا، لكنه رحل دون أن يُكمل طريقه في تحقيقه.
قتل الطفولة
أربع رصاصات اخترقت جسد الطفل ناجي البابا، الذي كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه في منطقة حرجية قريبة من منزل العائلة في بلدة حلحول شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
بحسرة وألم، يقوله والد الشهيد ناجي في حديث لوكالة "صفا" : "عندما تركنا شعرتُ أنني فقدت جزءًا من روحي لن أستطيع استعادته أبدًا".
شهر مضى على إعدام جيش الاحتلال لبراءة الطفولة بعيني ناجي، ذلك الطفل الذي عكّف على تحقيق حلمه بأن يُصبح مثل "رونالدو"، فالتحق بنادي حلحول الرياضي وفاق قرنائه فكان "ذو القدم اليمنى القوية".
ويضيف والده "للحظة فكرت ربما أنه ليس ابني، رأيته محمولًا على أكتاف جنود الاحتلال، لكن كيف لي أن أُخطأ وهذا حذاؤه الرياضي الأسود الذي كان يرتديه قبل أن يُغادرنا ويذهب للعب كرة القدم مع أصدقائه".
ويتابع "حين رأيت طفلًا مضرجًا بدمائه على الأرض أخذت أطالب الجنود برؤيته، إلا أنهم رفضوا وأخذوا يضربونني وشقيقي، ما أدى إلى كسر في يدي، ثم قاموا بتكبيلنا بالأصفاد لمدة 40 دقيقة".
ويكمل حديثه "كانت هذه الـ40 دقيقة الأصعب في حياتي، مرت وكأنها عمر بحاله، لم يكن بيني وبين طفلي سوى بضعة أمتار، لكني لم أتمكن من رؤيته تعرفت عليه من حذائه".
إعدام متعمد
وعن سبب إعدام جيش الاحتلال للطفل ناجي، يقول الوالد المكلوم: "عندما سألت الجنود عن السبب وراء قتل صغيري أجاب أحدهم، بأن ناجي كان في منطقة يُحظر على الفلسطينيين دخولها".
شرود اعتلى عقل الوالد "كيف له أن يُخبر العائلة بأن طفلهم المدلل ذهب إلى غير رجعة".
ويضيف "ضحكة العائلة رحلت ولن تعود، كل الألوان أصبحت باهتة، والسبب أنه مارس هوايته المفضلة على أرضه كما يُحب دائمًا".
"أخذ الجنود جثة ناجي وأمروني وشقيقي سمير بالمغادرة فورًا، وإلا سيتم قتلنا كما فُعل بناجي".
وفي اليوم التالي تم إبلاغنا بوجود جثمان ناجي في مستشفى أبو مازن في حلحول. يوضح والده
وأظهر تقرير الطب الشرعي أن الشهيد الطفل لاعب كرة القدم الماهر ناجي البابا أصيب بأربع رصاصات، واحدة بالحوض والثانية بالقدم والثالثة بالقلب والرابعة بالكتف.
وأشار إلى أنه وبعد إطلاق النار على البابا تُرك 30 دقيقة ينزف دون تقديم الرعاية الطبية له، مما يعني تعمد جنود الاحتلال إعدامه ميدانيًا.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك