استشهد، صباح اليوم السبت، قيادي في كتيبة جنين برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية بالتزامن مع اعلانها عن حملة على مخيم جنين.
وأكدت مصادر محلية استشهاد المطارد للاحتلال وأحد قادة كتيبة جنين يزيد جعايصة برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية خلال اقتحامها شارع مهيوب بمخيم جنين، كما أصيب في الاقتحام طفلين أحدهما وصفت جراحه بالخطيرة.
وارتقى جعايصة بعدَ مسيرة جهاد طويلة من المقاومة ومقارعة الاحتلال، الذي حاول مرارًا اغتياله.
والشهيد يزيد جعايصة، مطارد للاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد عن أربع سنوات على خلفية عمله المقاوم.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في المخيم، بعد أن حاصرته قوة كبيرة من أجهزة أمن السلطة التي استدعت تعزيزات من مناطق أخرى ونشرت قناصة في بعض المباني.
وأطلقت أجهزة السلطة الرصاص الحي بشكل عشوائي على منازل المواطنين في مخيم جنين ما أدى لإصابة عدد منهم وصفت جراح بعضهم بالخطرة.
كما أصيبت سيارة إسعاف، ومحولات للكهرباء في المخيم بالرصاص ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المواطنين فيه.
تزامن ذلك مع حصار فرضته أجهزة السلطة على المستشفيات في جنين، لاعتقال المصابين من المخيم.
وباستشهاد المقاوم يزيد جعايصة يرتفع عدد الشهداء برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية الى اثنين، بعد قتلها بدم بارد للشهيد ربحي الشلبي (19 عاماً) يوم الاثنين الماضي خلال عمله على دراجته للتوصيل السريع (ديلفيري).
وقد أعلنت أجهزة أمن السلطة عن حملة لملاحقة الخارجين عن القانون، فقد قال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب في بيان صحفي، إن الأجهزة الأمنية بدأت فجر اليوم السبت الموافق 14 كانون أول/ ديسمبر- 2024، الساعة الخامسة فجراً، في تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية "حماية وطن".
وأضاف رجب: إن الأجهزة الامنية إذ تؤكد أن هدف هذه العملية هو استعادة مخيم جنين، مخيم العزة والبطولة والفداء، من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقى الخدمات العامة بحرية وأمان".
وأكد الناطق باسم الأجهزة الأمنية العميد أنور رجب: "في الوقت نفسه أنها اتخذت كافة التدابير والإجراءات التي تجنب المواطن أي تداعيات من شأنها أن تمس بحياته أو تؤثر على سير الحياة الطبيعة في مدينة جنين ومخيمها".
فيما أكدت فصائل المقاومة في عدة بيانات سابقة إن هدف عملية السلطة على مخيم جنين هو نزع سلاح المقاومة وليس محاربة الخارجين عن القانون:
فقد قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ببيان صادر عنها: "إن ما تقوم به أجهزة أمن سلطة رام الله، هو تجاوز للمحرمات، الدينية والوطنية والعائلية، في إصرار مريب على جر الضفة المحتلة الى الفتنة والاحتراب الداخلي والاقتتال الذي يصب في مصلحة العدو المتغول على شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، مصادرا البيوت ويدمر الممتلكات العامة والخاصة، أمام أنظار كل العالم".
وكانت كتيبة جنين قد توجّهت برسالة إلى أهالي جنين، أكدت فيها أننا خرجنا ونهضنا من تحت أنقاض ما دمّره الاحتلال، ومن بين دماء وتضحيات إخواننا الشهداء، ولأجل ذلك نناشدكم من باب حرصنا على أمنكم وسلامتكم، ونخاطب وعيكم وخوفكم ألا نقع وإياكم في شباك المحظور الذي يرسمه لنا القريب والبعيد، محذّرة من وجود مخطط يحاك ضدها على أيدي بعض قادة الأجهزة.
كما استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وحالة الاستهداف المستمرة لهم في كافة محافظات الضفة الغربية وخاصة في جنين.
وقالت في بين لها: إن استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويشعل فتيل الخلافات الداخلية، التي نحن في أمسّ الحاجة لتجنبها في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ شعبنا وقضيتنا.
ودعت الحركة: كافة فصائلنا وقوانا الوطنية وكل مكونات شعبنا ومؤسساته السياسية والقانونية والحقوقية لموقف حاسم أمام ما تقوم به أجهزة السلطة وخاصة في جنين من ملاحقة واعتداءات على أبناء شعبنا ومقاومينا، والعمل لوضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة التي تمس بنسيجنا الوطني والمجتمعي.
كما دعت حركة حماس: قيادة السلطة للوقف الفوري والتام لهذه الممارسات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضبط سلوك أجهزتها، وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجونها، وتصحيح البوصلة نحو خيار الوحدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته الخبيثة.