web site counter

عام على "مجزرة المعمداني".. ومشافي غزة تئن تحت وطأة الإبادة والحصار

غزة - خاص صفا

في مثل هذا اليوم من عام 2023، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر مجزرة في قطاع غزة، بعدما حوّل مستشفى المعمداني من مكان للطبيب واستقبال النازحين إلى ساحة مليئة بالدماء والأشلاء المتناثرة في كل مكان، بفعل القصف الإسرائيلي. 

مع بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع، لجأ مئات المواطنين إلى المستشفى علها تكون ملاذًا آمنًا لهم من القصف الإسرائيلي الذي طال كل "البشر والشجر والحجر" في القطاع، دون مراعاة لكل القوانين الدولية.

لم يكن يعلم النازحون بأن هذا المكان الآمن سيكون هدفًا للاحتلال الذي أغارت طائراته بصواريخها على ساحته المكتظة بهؤلاء المواطنين في مساء يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 500 مواطن، وإصابة العشرات بجروح مختلفة. 

خلال لحظات معدودة، بدا المشهد مرعبًا ومأساويًا لا يمكن وصفه من شدة بشاعته التي فاقت كل التصورات، بعدما تحولت ساحة المستشفى إلى بركة من الدماء، وتسبَّبَت المجزرةُ الإسرائيلية بكارثةً حقيقية.

تلك الصواريخ الغادرة مزّقت أجسادَ معظم الشهداء وحولتها إلى أشلاء متقطعة ومحترقة، غابت ملامحهم، لدرجة لم يتمكن أهلها من التعرف عليها. 

مشاهد مروعة

وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي بثتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حينها، مشاهد مروعة في ساحة المستشفى للشهداء والمصابين، في صدمة أصابت الجميع بالذهول من هول بشاعتها. 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة حينها، عن ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة مستشفى المعمداني في غزة إلى 500 شهيد، معظمهم من النساء والأطفال.

ومستشفى المعمداني يعد أقدم مشفى في قطاع غزة، بني قبل نكبة فلسطين عام 1948 بأكثر من نصف قرن وسط مدينة غزة في أحد المربعات السكنية المكتظة في حي الزيتون. 

ورغم دفن جثامين الشهداء، إلا أن آثار القصف والدمار ما تزال عالقة في أرجاء المستشفى، كما في ذاكرة كل فلسطيني.

وروى أحد الناجين لوكالة "صفا"، تفاصيل تلك المجزرة البشعة قائلًا: إن "الاحتلال تعمد استهدافنا بشكل مباشر، في مجزرة وحشية فاقت كل التصورات والمجازر". 

وأضاف "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، حتى المستشفيات تم استهدافها بالصواريخ، مما أدى لاحتراق جثامين وتحويلها إلى أشلاء متقطعة". 

وأثارت مجزرة المعمداني غضبًا وتنديدًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا واسعًا، واصفين إياها بـ" المحرقة الحقيقة"، وبأنها جريمة حرب. 

جرائم لا تتوقف 

ومنذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تتوقف قوات الاحتلال عن ارتكاب المجازر في قطاع غزة، ولا يكاد يمر يوم دون أي مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين، كما حدث يوم الخميس، جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى لاستشهاد 28 مواطنًا وإصابة 160 آخرين، معظهم من الأطفال والنساء. 

هذه المذبحة، كما يوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 192 مركزًا تضم مئات آلاف النازحين المشردين، بفعل حرب الإبادة الجماعية.

وأوضح أن جيش الاحتلال ارتكب أبشع المجازر في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية.

والثلاثاء، نشر المكتب الإعلامي أبشع المجازر الفظيعة والمذابح الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال في القطاع، أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني.
والمجازر هي:

* مجزرة مجمع الشفاء الطبي (400 شهيد)، الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مجزرة مجمع ناصر الطبي (392 شهيدًا)، الخميس 15 شباط/ فبراير 2024.

* مجزرة معسكر جباليا (408 شهداء)، الثلاثاء 31 أكتوبر 2023.

" مجزرة دوار الكويت بغزة (مجزرة الطحين) (112 شهيدًا)، الجمعة 15 آذار/ مارس 2024.

 * مجزرة دوار النابلسي بغزة (119 شهيدًا)، الخميس 29 فبراير 2024.

* مجزرة سوق النصيرات (278 شهيدًا)، السبت 8 يونيو/حزيران 2024.

* مجزرة البريج قرب مسجد الفرقان (102 شهيدًا)، الثلاثاء 17 أكتوبر 2023.

* مجزرة مواصي خان يونس (90 شهيدًا)، السبت 13 تموز/ يوليو 2024.

* مجزرة برج المهندسين بالنصيرات (350 شهيدًا)، الثلاثاء 31 أكتوبر 2023.

* مجزرة التاج بمدينة غزة (400 شهيد)، الأربعاء 25 أكتوبر 2023.

* مجزرة حي اجديدة بالشجاعية (400 شهيد)، السبت 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023.

* مجزرة مدرسة التابعين (100 شهيد)، السبت 10 آب/أغسطس 2024.

* مجزرة خيام النازحين في رفح (50 شهيدًا)، الأحد 26 أيار/ مايو 2024.

وعلى مدار عام كامل، وجيش الاحتلال يواصل استهدافه للمستشفيات والمنظومة الصحية في القطاع، عبر الاقتحام والتدمير والحصار، وحرق أقسامها ومعداتها الطبية، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إليها، وإخراجها عن الخدمة.

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام