جددت الجزائر دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتساءلت مستنكرة إن كان دوره يتوقف على إحصاء عدد الضحايا الفلسطينيين.
هذا الموقف عبَّر عنه مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، مساء الثلاثاء، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في غزة دعت إليها بلاده، في ظل الحرب المستمرة على القطاع للشهر الحادي عشر.
وقال بن جامع: "استيقظ العالم السبت الماضي على إراقة الدماء بشكل مروع، بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد مدرسة تأوي النازحين في حي الدرج بغزة".
وفجر السبت، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "التابعين"؛ ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وأضاف بن جامع أن "المذبحة المروعة في حي الدرج والمذابح الأخرى لم تكن لتُرتكب دون المساعدة المالية والعسكرية السخية المقدمة للمعتدي الإسرائيلي".
وتابع بن جامع: "تم استهداف أبرياء، من بينهم نساء وأطفال، يُضافون إلى 42 ألف شهيد سقطوا في غزة.. أليس هؤلاء الشهداء بشر لهم أحلام وآمال مثل الجميع؟!".
ومستنكرا، تساءل بن جامع: "هل يتوقف دور المجلس على إحصاء الضحايا"، وجدد دعوته إلى ضرورة تحمل المجلس لمسؤولياته.
وشدد بن جامع على أنه "من صميم مسؤولية هذا الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة (مجلس الأمن)، معالجة الأسباب العميقة للقضية الفلسطينية على غرار إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية".
وانتقد "تحدي الاحتلال الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا فيه إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل فوري".
وأعرب بن جامع عن دعم بلاده لجهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأكد ضرورة "تنفيذ وقف عاجل لإطلاق النار وعدم عرقلة المفاوضات بإضافة مطالب أو شروط جديدة".
وأسفرت الحرب على غزة، المندلعة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، عن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.