حولها الاحتلال لثكنة عسكرية

مع بدء عيد الفصح اليهودي.. إجراءات مشدّدة وتنكيل غير مسبوق بالقدس

القدس المحتلة - خـاص صفا

أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع الطرق والممرات المؤدية للبلدة القديمة في مدينة القدس، وأبواب المسجد الأقصى المبارك، في ظل انتشار مكثف لجنود الاحتلال في أرجاء البلدة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية مغلقة، بحسب شخصيات مقدسية.

وبدأ ما يسمى "عيد الفصح اليهودي" ليلة الأحد، ويستمر لأسبوع كامل، إذ ينتهي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

تشديد غير مسبوق

المرابطة نفيسة خويص، وصفت الأوضاع بأنها "غاية في السوء والصعوبة"، فهناك منع لكل كبيرٍ وصغير من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.

وأكدت خويص "أنّ هناك تشديد على البلدة القديمة من أول باب العامود لآخر الشارع، يتخلله تفتيش ومنع وإبعاد واعتقالات وتنكيل وضرب". واصفةً الإجراءات بـ"التشديد غير المسبوق".

وذكرت أنّ الاحتلال حولّ القدس لثكنة عسكرية، ويقيم فيها عشرات الحواجز في البلدة القديمة والأقصى، في ظل انتشار كبير للقوات الخاصة الإسرائيلية والشرطة.

ولفتت خويص إلى أنّ الشاب الذي يخرج من بيته يتم ضربه بشكل مبرح وتعذيبه واعتقاله"، مضيفةً "الخارج من بيته مفقود".

وذكرت أن أبواب البلدة القديمة العامود والساهرة والأسباط، يمنع الاحتلال دخول أي شخص عبرها، موضحة أن دخول البلدة مقتصر فقط على من يسكن فيها، إذ يمنع دخول أي شخص آخر من خارج البلدة.

ووصفت خويص أجواء "عيد الفصح" بأنها "الأصعب على سكان المدينة، فالأقصى حزين والبلدة القديمة حزينة".

ثكنة عسكرية

من جهته، قال إسماعيل مسلماني المختص بشؤون القدس، إنّ الاحتلال حوّل القدس لثكنة عسكرية مغلقة، في ظل الإجراءات الأمنية المشددة، التي شملت إغلاق كافة الحواجز المؤدية للقدس، كحاجزي شعفاط وقلنديا.

وأشار مسلماني إلى أنّ المستوطنين بدؤوا منذ صباح اليوم بالتوجه إلى منصات لحمل القرابين.

وأضاف "جميع الأنظار الآن تتجه صوب ذبح القرابين، خاصة مع إعلان الجماعات المتطرفة عن مكافآت تصل لـ50 ألف شيقل؛ لمن ينجح في ذبح القربان داخل باحات الأقصى".

ووصف مسلماني أوضاع المدينة المقدسة بأنها غاية في القسوة، حيث "هناك اعتقالات وتفتيشات ، ومنع أي شخص من خارج سكان البلدة القديمة دخولها".

ولفت إلى أنّ الاحتلال ضيّق على أصحاب المحلات التجارية، وأغلق عددًا كبيرًا منها، كما دفع بتعزيزات أمنية غير مسبوقة في شوارع البلدة وأزقتها، وأغلق الأبواب المؤدية للمسجد الأقصى مع منع دخول المصلين لها.

وحذّر من أنّ هذه الأحداث ستقود إلى تصعيد الموقف، مشيرًا إلى العملية التي نفذت صباح اليوم على أراضي بلدة ديرياسين، في حدث وصف بأنه "الاختراق الأخطر"، بعد معرفة أن منفذي العملية هم من مدينة الخليل، ونجحوا في العبور للقدس رغم كل هذه الإجراءات المشددة.

 عسكرة البلدة القديمة

وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إنّ الاحتلال بدأ بعسكرة البلدة القديمة بشكلٍ كامل، وحولّها لثكنة عسكرية عبر جلب قوات أمنية كبيرة؛ تمهيدا لتأمين المستوطنين المتطرفين، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال وضع بوابات متعددة قريبة من الحي الإسلامي الملتصق بالمسجد الأقصى.

وأوضح أبو دياب أنّ هذه الإجراءات ترافقت مع إغلاق كل الطرق المؤدية للبلدة القديمة وللمسجد الأقصى المبارك، واصفًا أوضاع المدينة بـ"المأساوية والأكثر فظاعة".

واعتبر أبو دياب بأن "عيد الفصح اليهودي" هو "اليوم الأسود على واقع الأقصى".

وأكدّ أنّ هذه الإجراءات تهدف لاستعراض سيادة الاحتلال الوهمية على القدس، ومحاولة صناعة صورة نصر وهمية على حساب المسجد الأقصى المبارك.

وذكر أنّ الخطر الأكبر يتمثل في العمل على ذبح القرابين في باحات الأقصى.

وأضاف "الاحتلال يريد تهيئة كل الظروف التي تدعم توجهات هذه العصابات"؛ محذرًا من أنّ تحقيق ذلك يعني إشعال المزيد من النيران والحرائق في المدينة.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة