كشف جهاز الدفاع المدني في غزة، يوم الأربعاء، عن حجم الأضرار التي لحقت به بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.
وأوضح المتحدث باسم الجهاز في غزة الرائد محمود بصل، لوكالة "صفا"، أنّ "الدفاع المدني خسر ما بين 70-80% من مقدراته بفعل الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة".
وبيّن بصل أن قوات الاحتلال دمّرت نحو 90% من مراكز الجهاز في محافظتي غزة والشمال، في وقت دمّرت 80% من مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف.
وأشار إلى أنّ الضرر في محافظات جنوبي القطاع أقل بقليل، مستدركًا "لكن لا يوجد أي مركز في القطاع إلا وتعرض لأضرار، سواء على مستوى المبنى أو المعدات".
وأكد أنّ قوات الاحتلال قتلت 65 من عناصر الدفاع المدني بالقطاع منذ بداية العدوان.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر 70% من مقرات الجهاز الموجودة في مختلف محافظات القطاع.
وشدد بصل على أن طواقم الدفاع المدني يواجهون مخاطر متعددة خلال العدوان، أبرزها: الاستهداف المباشر من قوات الاحتلال وعدم وجود حصانة، إضافة إلى عدم توفر الإمكانيات اللازمة خلال عمليات الإنقاذ؛ وانعدام معدات السلامة التي تحول دون إصابتهم بالأمراض خلال نقل الجثث المتحللة، أو خلال تعاملهم مع المواد السامة الناجمة عن الصواريخ.
ومن المخاطر التي تواجه الطواقم العاملة في الميدان، التهديد المباشر الذي يتعرض له الطاقم خلال عمليات القصف، إضافة إلى استهداف قوات الاحتلال الأماكن مرة أخرى خاصة بعد تواجد الطواقم في المكان، وفق بصل.
وأضاف أنّ من بين المخاطر، عدم القدرة على الوصول إلى بعض المناطق المستهدفة كونها "خطيرة وحمراء"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يتعارض مع القانون والنظام الدولي، الذي يكفل للدفاع المدني العمل بحُرية وقت الحروب والأزمات والكوارث.
وطالب بصل بضرورة أن يتم تزويد جهاز الدفاع المدني بالمعدات اللازمة الخاصة بالإنقاذ والحفارات التي تساعد في انتشال الجثث من تحت الأنقاض في كل محافظة، إلى جانب أجهزة وكمامات التنفس وبُدل رجال الإنقاذ وأجهزة كشف الأحياء تحت الأنقاض وأجهزة الأكسجين.
وجدد مطالبته بضرورة أن يتم توفير سيارات دفاع مدني مجهزة بشكل كامل بالمعدات كافة، يرافقها صهاريج مياه لتزويد سيارات الإطفاء أثناء عملها، مشيراً إلى أن كل سيارات الجهاز لا تصلح للعمل وأغلبها تم استهدافه وإتلافه.
وأشار بصل إلى أن طواقم الدفاع المدني ستواجه صعوبة كبيرة في عمليات التعامل مع الأحداث القادمة بعد توقف الحرب، لعدم توفر الإمكانيات اللازمة، لافتًا إلى أن الجهاز يتعامل حاليًا مع الأحداث وفق الإمكانيات المتاحة.