تصاعدت وتيرة المشاريع والمخططات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع انتخابات بلدية الاحتلال، للترويج واستقطاب أكبر عدد ممكن من أصوات المستوطنين، وانشغال أنظار العالم صوب حرب قطاع غزة.
وشرعت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء بالاعلان عبر موقعها الرسمي عن موافقتها على عدة مشاريع ومخططات في مدينة القدس المحتلة، رغم الاعتراضات التي تقدمت ضدها من قبل آلاف المقدسيين.
ويتهدد مدينة القدس وخاصة حي وادي الجوز وسكانه في الأيام المقبلة مشروع "مركز مدينة القدس الشرقية" ومشروع "وادي السيليكون"، بعد أن أعلنت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء قبل نحو أسبوع على موافقتها على تنفيذه قريبًا.
180 منشأة صناعية وتجارية مهددة بالهدم في حي واد الجوز لصالح مشروع "وادي السيليكون"، علمًا أنّ المنطقة الصناعية في وادي الجوز هي الوحيدة في مدينة القدس المقامة على مساحات كبيرة قبل الاحتلال وبلديته.
وعن مشروع "وادي السيليكون"، يقول الناشط المقدسي راسم عبيدات في لقاء خاص " لوكالة صفا" إنّ رئيس بلدية الاحتلال موشي ليون أعلن المصادقة على مخططين في إطار عملية التهويد في مدينة القدس، واحد يتعلق في منطقة باب العمود، والثاني الأخطر وهو مشروع استيطاني استراتيجي في منطقة وادي الجوز والمعروف بوادي "السيليكون".
ويوضح أن حسب المعطيات والمعلومات بأنّ هذا المشروع لم يجري المصادقة عليه من ناحية قانونية، لأن هناك إعتراضًا مقدمًا من محامي أهالي وادي الجوز وأصحاب المحلات التجارية والورش الصناعية مهند جبارة، وسيتم البت في هذا المشروع في الرابع من شهر نيسان المقبل.
ويلفت عبيدات إلى أنّ رئيس بلدية الاحتلال أعلن عن هذين المشروعين في إطار السعي لكسب الأصوات الانتخابية لمن يرغبون في تهويد مدينة القدس، بالإضافة إلى المستوطنين".
وأكدّ عبيدات أنّ هذا المشروع ليس له علاقة، لا بتوفير فرص عمل للمقدسيين ولا في جسر الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين شرقي المدينة وغربها، بل هو "مشروع تهويدي بامتياز".
خطورة المشروع
وعن خطورة هذا المشروع، يقول عبيدات "هذا المشروع سيصادر 2000 دونم من أراضي منطقة وادي الجوز، بالإضافة إلى أنه سيعرض نحو مائتي ورشة تجارية وصناعية في تلك المنطقة لخطر الهدم والتجريف".
ويضيف " هذا المشروع يهدف إلى إقامة ما يسمى بحديقة " الهايتيك" التي ستقام على مساحة 250,000 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 100,000 متر مربع التي ستخصص للأعمال التجارية والفندقية".
تداعيات المشروع
ويبين عبيدات أنّ هذا المشروع سيحرم أصحاب الورش التجارية والصناعية من مصدر رزقهم، بالإضافة إلى أنّه سيشكل خطرًا على طبيعة المنطقة والمباني التاريخية فيها، من خلال إستبدالها بمشاريع بنايات ضخمة ومشاريع استيطانية في تلك المنطقة.
وبحسب عبيدات فإنّ هذا المشروع سيشكل إمتدادًا استيطانيًا للمشاريع المقامة في منطقة الشيخ جراح، والتواصل مع البناية التي يوجد فيها وزارة الداخلية الإسرائيلية، وبالتالي هذا مشروع يهدف إلى عزل قرى شمال مدينة القدس عن قلب المدينة، ويعزل منطقة العيسوية وشعفاط والشيخ جراح عن المدينة.
أهداف المشروع
وبالنسبة إلى أهداف المشروع، يقول عبيدات " في حال تنفيذ هذا المشروع سيكون بديلا للفنادق المقدسية في شرق المدينة، لأنّ الحركة الفندقية إذا ما أقيمت فنادق، فبالتالي هو سيؤثر بشكل كبير على الحركة السياحية في مدينة القدس".
ويضيف "بالإضافة إلى أنّه سيؤثر على الحركة التجارية والاقتصادية من خلال إقامة المكاتب التجارية في تلك المنطقة بتفريق البلدة القديمة، وخاصة أنّ البلدة القديمة تعتمد على حركة السكان والوصول إلى تلك البلدة بالإضافة إلى الحركة السياحية".
وينوّه إلى أنّ هذا المشروع من جانب آخر يدمر البلدة القديمة في إطار السياحة والأعمال التجارية والاقتصادية، وخاصة أن مدينة القدس مشلولة بحكم الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التي تمارس بحق سكانها.
ويقول "من هذا المنطلق هو يعزز الاستيطان في تلك المدينة، ويفرغ تلك المنطقة من سكانها العرب الفلسطينيين، لكي يكون هناك حزامًا استيطانيًا يمتد من منطقة الثلث الجبلية الغربية للشيخ جراح وصولًا إلى كرم المفتي وبيت المفتي، ومن ثم إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، ويلتف باتجاه رأس العمود ومستوطنة "بيت أوروت" المقامة في منطقة الصوانة، وصولًا إلى منطقة رأس العمود ومستوطنة "معاليه زيتيم"، والمستوطنات المقامة في منطقة وادي حلوة، بالتالي هذا حزام استيطاني يطوق البلدة القديمة بما يسمى بالحوض المقدس".
2 مليار شيكل
يشار إلى أنّ مشروع وادي "السيليكون" هو جزء من مبادرة حكومية مدتها خمس سنوات بقيمة 2,1 مليار شيكل، أعلنت بلدية الاحتلال عنها في شهر حزيران 2020، لإقامة مخطط بناء حديقة تكنولوجية مستوحاة من وادي "السيليكون" في الولايات المتحدة.
وكانت بلدية الاحتلال وزعت خلال شهر واحد عشرات الاخطارات بالهدم والإزالة لمنشآت صناعية يعيش منها مئات المقدسيين، ويقع المخطط غربي طريق وادي الجوز، وشرق وجنوب شارع ذو النورين، وشمال شارع عثمان بن عفان.
وتدّعي حكومة الاحتلال أنّ مشروع وادي " الهايتك" ذو التقنية العالية هو الأضخم في القدس، يهدف لتقليل الفجوات وتحسين الوضع الاقتصادي للمقدسيين، لكنه بالمقابل "هو وجه مظلم يهدد بهدم عشرات المحلات الصناعية والتجاريّة التاريخيّة في المكان".