web site counter

حماس: المقاومة بخير وثلاثي الحرب لم يحقق أيّاً من أهدافه

بيروت - صفا

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنّ ثلاثي الحرب من قادة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو وغانتس وغالانت لم يحققوا أيّاً من أهدافهم العدوانية بعد مرور أكثر من سبعين يوماً من عدوانهم المجرم ضد قطاع غزة، وبعد ارتقاء أكثر من 19 ألف شهيد في غزة و289 شهيداً في الضفة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي عقدته الحركة في بيروت السبت: "هذه الحكومة الفاشية وعلى رأسها هتلر العصر نتنياهو لا تأبه لحياة جنودها وضباطها، وهي تزجّ بهم في أتون هذه المعركة، وهي تعلم أنَّهم دخلوا غزَّة أحياء، ولن يخرجوا منها إلاّ أشلاء".

وأوضح حمدان أن جيش الاحتلال أعلن الحرب بغية تحرير أسراه وعندما خرج إليه ثلاثة أسرى يطلبون النجدة أعدمهم، مشيراً إلى أن الرواية التي يتناقلها إعلام الاحتلال تدلل على أنَّ جيشهم ينتقل في غزَّة من فشل إلى فشل، استراتيجياً وتكتيكياً، وعقيدتهم القتالية تغرقهم في مستنقعات الفشل أكثر فأكثر.

وأكدّ حمدان أن "الحل الوحيد الذي يمكن العدو من استعادة جنوده الأسرى هو بوقف كامل للعدوان وعقد صفقة تفاوض وفق شروط المقاومة".

وأشار إلى الصمود الأسطوري لدى شعبنا والمقاومة والتي أجبرت العديد من دول العالم على تغيير مواقفها، ودفعت السياسيين إلى الابتعاد عن تبني الرواية الإسرائيلية الملطخة بالمجازر ودماء الأطفال والنساء، ليحققوا النجاة لأنفسهم ولأحزابهم ومستقبلها السياسي.

وأضاف "وما البيان الكندي الأسترالي النيوزيلندي الداعم لوقف الحرب، ومِنْ قبله تصويت 153 دولة في الأمم المتحدة إلاّ مثالٌ على انكشاف عزلة هذا الكيان الغاصب".

وأوضح حمدان أنّ الرئيس بايدن والإدارة الامريكية ما زالوا شركاء مع الاحتلال في مجازر التطهير العرقي وقتل النساء والأطفال، لافتاً إلى أن التغيير في الموقف الأمريكي لفظياً نابع من أزمة انتخابية عاصفة يمرّ بها بايدن.

وتابع "لو أرادوا وقف الحرب لأوقفوا إمداد الكيان بالسلاح وكسروا يد مندوبهم في مجلس الأمن، كيلا ترتفع بالفيتو عند التصويت على وقف الحرب".

وجدّد دعوته للدول الأوروبية الرّافضة للعدوان على الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقفه، أن تصعّد من مواقفها باتجاه الضغط على الإدارة الأمريكية للتوقّف عن منحها الضوء الأخضر لهذا الاحتلال في الاستمرار بحربه الهمجية ضد شعبنا.

وتحدّث حمدان عن الأوضاع الانسانية الصعبة في قطاع غزة وذكّر العالم بها، من واستمرار حرب الاحتلال في التجويع والتعطيش ومنع وصول الغذاء والدواء والوقود والغاز، ومواصلة حصاره وقصفه للمستشفيات إلى نسبة الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف الاسرائيلي الهمجي والتي بلغت نسبة الشهداء الذين ارتقوا في الجنوب –أي في المناطق التي ادعى الاحتلال كذباً أنها مناطق آمنة- 45%.

وأشار إلى النازحين والذين يمثلون 85% من عدد سكان قطاع غزة البالغ 2.3 مليون فلسطيني، وينحدر أكثر من 70% منهم من عائلات لاجئة في أكبر عملية تهجير قسري منذ 1948م، وتفتقر حياتهم لأبسط مقوّمات الحياة الإنسانية.

وأكدّ حمدان أنّ "ما ارتكبه جيش الاحتلال النازي في مستشفى كمال عدوان، ضد عشرات النازحين والمرضى والجرحى يمثل مجزرة نازية جديدة ضد المدنيين، ويكشف مدى ساديته ووحشيته التي فاقت جرائم النازية بمراحل، حيث قامت جرّافات الاحتلال بدفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى بشكل همجي وهم أحياء، في مشهد لا يمكن أن يحدث في هذا العصر إلاّ على أيد النازيين الجُدد والإدارة الأمريكية الداعمة لهم".

وأشار إلى أهل غزَّة الذين يتضوَّرون جوعاً وعطشاً، ويتألمون برداً، ويفتقدون لأبسط مقوّمات الحياة الإنسانية، لافتاً إلى أنه وبالرغم من حجم المجازر إلا أنهم صامدون ثابتون في أرضهم.

وأضاف "إنَّ أهلنا في قطاع غزَّة ينتظرون من أمتهم العربية والإسلامية بتحمّل مسؤولياتهم في كسر الحصار وإدخال المساعدات الإغاثية والدوائية والوقود والغاز، لكل سكّان القطاع".

وحمّل المسؤولية للمؤسسات الدولية التي تنصّلت من دورها الإنساني والإغاثي المطلوب منها ضمن القانون الدولي الإنساني، ورضخت لضغوط حكومة وجيش الاحتلال، أمام تفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكّان غزَّة.

وأوضح حمدان أنّ اقتحامات جيش الاحتلال الهمجية لمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، وارتكاب جرائم ، هو استمرار للحرب العدوانية الشاملة التي تشنّها حكومة الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزَّة والضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، فالاحتلال يريد تصفية الشعب الفلسطيني ككل وتهجيره.

وبيّن حمدان أنّ استهداف الاحتلال لأطقم العمل الصحفي التي تغطي العدون على غزة وقصفهم متعمّداً مما أدى الى ارتقاء 91 صحفياً كان آخرهم سامر أبو دقة والصحفي كمال موسى، مؤكداً أن هذه الاستهدافات المُمنهجة للصحفيين هي إرهابٌ إسرائيلي لن يفلح في حجب حقيقة إجرامه ومجازره التي يرتكبها ضد شعبنا.

وأكد أن الاحتلال يخشى الحقيقة لأنّها نقيض الكذب والتضليل الذي بنى عليه سرديته الزائفة منذ 75 عاماً حتى الآن، "لذا فهو يمعن في اغتيال أصوات الحقيقة، لأنَّه لم ينكشف ويتعرّى يوماً، كما انكشف وظهر على حقيقته منذ بدء طوفان الأقصى".

وشدّد حمدان على أنّ المقاومة بخير لا يؤلمها إلا ما يصيب المدنيين العزّل من أبناء شعبنا في بقايا البيوت والمشافي ومراكز الإيواء، لافتاً إلى أنها تقود المعركة وتوزع جنود الاحتلال بين المقابر ومراكز الإعاقة والمصحات النفسية.

وتابع "انكشفت هشاشة الكيان بكل مكوناته، وانكشف الجيش الذي يقهر وينهار، وانكشفت أخلاق دولة الاحتلال بسياسييها وجنودها ومرتزقتها وهم يصبّون الحمم الأمريكية على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء".

/ تعليق عبر الفيس بوك