"أبناء جبل موريا".. حركة يهودية متطرفة جديدة أعلنت "جماعات الهيكل" المزعوم عن تأسيسها بهدف الاحتجاج والتظاهر ضد شرطة الاحتلال الإسرائيلي لتمكين المستوطنين من أداء كامل الطقوس في المسجد الأقصى المبارك بحرية.
وقررت الحركة المتطرفة انطلاقها رسميًا بتنظيم تظاهرة مساء يوم الخميس، أمام منزل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في مستوطنة "كريات أربع" شرقي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، لمطالبته بالسماح للمقتحمين بأداء كامل الطقوس العلنية في المسجد الأقصى.
وقالت: إن "إجراءات شرطة الاحتلال مع المقتحمين تشكل معاداة للسامية، وتمييزًا ضد اليهود في أقدس مقدساتهم، وأنه قد حان الوقت لإنهاء 2000 عام من التمييز". حسب تعبيرها
ومع انطلاقة هذه الحركة، يرفع عدد المؤسسات والحركات المتطرفة التي تعمل من أجل تهويد المسجد الأقصى، وإزالته بكامل مساحته من الوجود، تمهيدًا لتأسيس "الهيكل" المزعوم مكانه، إلى 47 مؤسسة تنضوي تحت مظلة ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، بعدما كان عددها يبلغ عام 2013، (24) مؤسسة فقط.
ومع تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، اتسعت دائرة نفوذها وعددها داخلها، ليصل إلى 16 وزيرًا متطرفًا من أصل 31، يتبنون أجندتها ومشاريعها ويعملون على تحقيقها بهدف تغيير الوضع القائم في الأقصى، وإقامة "الهيكل".
فرض الطقوس
الكاتب المحلل السياسي راسم عبيدات يقول: إن "الحركة الجديدة التي أعلن عنها نشطاء جماعات الهيكل، تأتي ضمن 47 حركة ومؤسسة متطرفة هدفها المركزي تهويد المسجد الأقصى، ونزع قدسيته الإسلامية وتحويلها إلى قدسية مشتركة".
ويوضح عبيدات، في حديثه لوكالة "صفا"، أن المنظمات المتطرفة تسعى جميعها إلى تحويل الأقصى لمكان عبادة لليهود، لأجل فرض كامل طقوسهم التوراتية داخله كأمر اعتيادي، لذلك جرى تأسيس حركة "أبناء جبل موريا"، بالتزامن مع حلول عيد "الغفران".
ويضيف "ندرك أن هذه المنظمة خرجت من عراب تهويد الأقصى الفاشي بن غفير، حتى يسمح للجماعات اليهودية باقتحام المسجد المبارك من أكثر من باب، والقيام بطقوس وصلوات خاصة، ومحاولة نفخ البوق داخل المسجد، ووضع الدجاج فوق رؤوسهم كشكل من أشكال التطهر".
ومن وجهة نظر عبيدات، فإن "قضية النفخ بالبوق في رأس السنة العبرية تأتي في إطار الاستعدادات لتحويل المسجد الأقصى إلى مقدس يهودي".
ويخشى الكاتب المقدسي من "إدخال القرابين إلى ساحات الأقصى وذبحها خلال الأعياد اليهودية المقبلة، بغية شرعنة كل الطقوس التلمودية والتوراتية فيه، لتحقيق أهداف جماعات الهيكل، تمهيدًا لذبح البقرات الخمس على جبل الطور ونثر ردماها على أكبر عدد من المتطرفين، حتى يُصبح لهم مكانًا داخل المسجد".
حضور قوي
ووفقًا لعبيدات، فإن "منظمات الهيكل أصبحت اليوم في قلب المشروع الصهيوني، تتحكم في تحديد سياسات الحكومة اليمينية، واتخاذ القرار السياسي الإسرائيلي، لذلك يعيش نتنياهو تحت مظلة تلك الجماعات الفاشية التي تستطيع أن تُسقط الحكومة".
ويتابع أن "هذه المنظمات تتمتع بحضور قوي في القرار السياسي لدى عديد المؤسسات الاحتلالية سواء في الأمن أو القضاء أو التعليم".
ومن أبرز الجماعات اليمينية المتطرفة، "جماعة أمناء الهيكل"، التي تأسست إثر حرب حزيران/يونيو عام 1967م على يد "جرشون سولومون"، الذي توفي في 23 نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2022، وتؤمن أن "على اليهود إعادة بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى؛ للتحضير لمجيء المسيح".
وحاولت هذه الحركة التي تتخذ من مدينة القدس المحتلة مقرًا رئيسيًا لها، أكثر من مرّة إرساء حجر الأساس "للهيكل" المزعوم بعد أن تم تجهيزه وفق مواصفات توراتية، لكن محاولاتها فشلت.
وتعتبر جماعة "إحياء الهيكل" من أبرز الجماعات الدينية التي تتربص بالأقصى، وهي الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وهي تمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه "جبل الهيكل"، ويتزعمها الحاخام "هليل وايز".
وهناك جماعات متطرفة أخرى تحمل تحقيق ذات الهدف، وهي "حراس الهيكل، بناء الهيكل، إسرائيل الفتاة، كاخ، حركة نساء من أجل الهيكل، التاج الكهنوتي، إلى البدء، إعادة التاج، جماعة الاستيلاء على الأقصى، وحركة عائدون إلى الجبل، منظمة طلاب لأجل المعبد، والمبادرة من أجل الحرية اليهودية في جبل الهيكل(هليبا)".