جمّعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسماء مستوطناتها التي حاولت تدشينها على أشرس قرى فلسطين، التي استعصت عليها، في مستوطنة واحدة أقامتها بعد أعوام من النكبة، على أرض "خربة طلحة"، فكان "تل حاي" غطاءً للهزائم التي تُخفيها هذه المستوطنة.
وتقع خربة "طلحة" في منطقة الجليل بأراضي عام 48 المحتلة، وبالرغم من انعكاس البساطة، الذي يوحي بها اسمها، إلا أنها كانت عصية على العصابات الصهيونية، ومن قبلها الانتداب الفرنسي.
وتضع سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم لافتة "تل حاي" على مدخل خربة "طلحة"، ضمن خطواتها لطمس وتحريف أسماء وتاريخ القرى والمدن الفلسطينية المهجرة منذ عام النكبة 1948.
وانبرى نشطاء ومحامون من أراضي 48 المحتلة، مؤخرًا، للكشف عن ملفات ومجازر مخفية، تعود لعام النكبة وما قبله، تخفيها "إسرائيل" في أرشيفها، وذلك ضمن خطوات لإدانة الاحتلال فيها بمؤسسات ومنصات دولية.
بأس أهلها
ويقول المختص بالكشف عن هذه الملفات المحامي جهاد أبو ريا: "إن خربة طلحة، التي ترعرع الجيل الفلسطيني الحالي، وهو يرى اسمها تل حاي العبري لها، لها تاريخ نضالي شديد على الاحتلال".
ويكمل "الخربة شهدت معركة في الأول من مارس عام 1920، خاضها الفلسطينيون ضد العصابات الصهيونية، وقد اتسم أهلها بالشجاعة والعند المفرط، وكانوا معروفين بأنهم أولي بأس شديد".
ولهذه الصفات، باءت محاولات العصابات الصهيونية للسيطرة عليها، وتهجير سكانها مرارًا بالفشل، حتى أن إحدى المستوطنات التي أقيمت هناك بداية المعارك، أزيلت تحت وطأة القتال، حسب أبو ريا.
ويصف الخربة بأنها كانت "حامية منطقة شمال فلسطين، لما أبلاه سكانها من معارك انتصروا فيها، وكانت منقطعة النظير".
حماية المنطقة
وقبل قدوم العصابات الصهيونية، كانت الخربة وما حولها من مناطق، تقع تحت سيطرة الانتداب الفرنسي، وكان شيخها يقود المعارك ضده في القرية.
وحسب أبو ريا، فإن الشيخ "كامل حسين اليوسف"، بالإضافة إلى أنها كانت درعًا لمنطقة الحولة.
ويذكر أن العصابات الصهيونية عملت في هذه المنطقة على سلب ونهب أراضي الفلاحين الفلسطينيين، وحاولت طردهم من أراضيهم وتهجيرهم منها، إلا أنها لاقت مقاومة شديدة من سكان المنطقة قادها اليوسف، وكان من أشهرها معركة "خربة طلحة".
وحسب الوثائق "فإنه في المعركة التي حاولت العصابات الصهيونية السيطرة على القرية، قُتل ستة من عناصر العصابات الصهيونية وعرف منهم "يوسف طرومبلدور".
وفي بداية القرن العشرين أقامت عليها العصابات الصهيونية مستوطنة اسمها "عبرنت"، ثم بعد ذلك اسمها من "طلحة" ثم تم تحويلها لمستوطنة "تل حاي", بالإضافة الى إقامة مستوطنات "كفار جلعادي ومطولة وحمارى".
ويكمل أبو ريا "ولكن بعد سنوات من إزالة هذه المستوطنات، أعادت سلطات الاحتلال بناء مستوطنتي تل حاي وكفار جلعادي، ثم تم توحيدهما بمستوطنة "تل حاي".
أما مستوطنة "حماري" التي هجرتها العصابات الصهيونية، فلم تعيد سلطات الاحتلال إقامتها إلى اليوم، أما القرية اليوم ففيها نصب تذكاري باسم "تل حاي" المحرف.