تُعرف مقاومة الأنسولين كحالة مرضية تؤدي لزيادة مستوى السكر في الدم نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدام هرمون الأنسولين بشكل سليم، وضعف تحمل الجلوكوز لعدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين وهو ما يزيد من ارتفاع مستوى كل من الجلوكوز والأنسولين في الدم مع عدم قدرة الخلايا على إدخال الجلوكوز للحرق وإنتاج الطاقة؛ فيحصل اضطرابات في معدل الحرق مع الشعور الدائم بالجوع.
ويمكن تعريف مقاومة الأنسولين أيضًا، بأنها حالة يؤدي فيها تركيز معين من مادة الأنسولين إلى استجابة بيولوجية أقل من الحد الطبيعي.
ولمعرفة المقصود بمقاومة الأنسولين، التي يُشار إليها غالبًا باسم مقدمات مرض السكري، وعلاقة هذا المرض بالنظام الغذائي الذي يتبعه الشخص، تحدثت استشارية التغذية روز القيشاوي لـ"صفا" في البداية، عن وظائف هرمون الأنسولين في جسم الإنسان.
وتوضح الاستشارية القيشاوي، أنه "عندما نتناول الطعام يحوله الجسم إلى سكر غذائي، والأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويخبر خلايا الجسم باستقبال هذا السكر وتحويله إلى طاقة".
وتبين أننه في حال الإصابة بمقاومة الأنسولين، لا تتفاعل الخلايا ولا تستقبل السكر، ما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم، ومع مرور الوقت، يواصل البنكرياس محاولة تنظيم نسبة السكر في الدم وإنتاج المزيد من الأنسولين حتى يتلف البنكرياس، ولا يعد بإمكانه إنتاج كميات كبيرة من الأنسولين بعد ذلك.
وتضيف "ونتيجة لهذا، ترتفع مستويات السكر في الدم إلى درجة قد تصل إلى نطاق مرحلة الإصابة بداء السكري".
من المُعرَّض للإصابة به؟
ووفق حديث استشارية التغذية، يمكن أن يتعرض أي شخص للإصابة بمقاومة الأنسولين، ولكن المصابين بزيادة في الوزن معرضون لخطر أكبر على وجه الخصوص مقارنة بعامة السكان.
وتلفت إلى أن خطر الإصابة مرشح أكثر لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لداء السكري من النوع الثاني، والأفراد الذين تزيد أعمارهم على 45 عامًا، والمدخنين، والذين يتناولون بعض الأدوية مثل الستيرويدات ومضادات الذهان وأدوية فيروس نقص المناعة البشري.
كما توجد حالات طبية أخرى مرتبطة بمقاومة الأنسولين، مثل انقطاع النفس (الانسداد النومي) ومرض الكبد الدهني ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات ومتلازمة "كوشينغ" ومتلازمات "الحثل الشحمي" وهي حالات تؤدي إلى فقدان الدهون بشكل غير طبيعي.
وتتابع "لذا فإن احتواء الجسم على أنسجة دهنية مفرطة أو عدم كفايتها في الجسم يمكن أن يرتبط بمقاومة الأنسولين".
الأسباب
وتبين الاستشارية القيشاوي أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تحدث نتيجة أسباب جينية أو بسبب زيادة الوزن خاصة دهون الجسم أو سوء النظام الغذائي أو الخمول البدني.
وتشير إلى أنه وفي حالة إهمال العلاج تزيد فرصة إصابة الشخص بمرض السكر وأمراض أخرى مثل السمنة والضغط وتكيس المبايض والكبد الدهني.
أعراض مقاومة الأنسولين
ولا تظهر أي أعراض لدى الكثير من المصابين بمقاومة الأنسولين، وعادة ما يكتشفها الطبيب أثناء الفحص الصحي السنوي أو اختبارات الدم الروتينية، إذ توجد بعض مؤشرات مقاومة الأنسولين التي يبحث عنها الطبيب.
وتشمل هذه المؤشرات زيادة محيط الخصر عن 40 بوصة (101.6 سم) عند الرجال و35 بوصة (88.9 سم) عند النساء، ووجود زوائد جلدية أو بقع جلدية داكنة ناعمة الملمس تسمى الشواك الأسود، وقراءة ضغط الدم من 130 على 80 أو أكثر، وبلوغ مستوى الغلوكوز أثناء الصيام 100 ميليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر، أو بلوغ مستوى السكر في الدم 140 ميليغرامًا لكل ديسيلتر أو أكثر بعد ساعتين من اختبار حِمل الغلوكوز.
ومن المؤشرات أيضًا أن يتراوح مستوى الهيموغلوبين السكري بين 5.7% و6.3%، وزيادة مستوى الدهون الثلاثية أثناء الصيام عن 150 ميليغرامًا لكل ديسيلتر، وانخفاض مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة عن 40 ميليغرامًا لكل ديسيلتر عند الرجال و50 ميليغرامًا لكل ديسيلتر عند النساء
وتذكر القيشاوي أن مقاومة الأنسولين تحدث أحيانا بدون أعراض كالمذكورة سابقًا، ويمكن أن نلاحظها في زيادة الشعور بالعطش والجوع، وزيادة الرغبة في تناول الحلويات والأطعمة السكرية، وزيادة عدد مرات التبول، وزيادة الوزن خاصة منطقة البطن، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وظهور بقع جلدية داكنة سميكة وخطوط داكنة خاصة في منطقة الرقبة، وزوائد جلدية في منطقة الرقبة والإبط، وضربات القلب السريعة.
مقاومته وعلاقته بالنظام الغذائي
وتنوه استشارية التغذية إلى أنه من المهم منع حدوث مقاومة الأنسولين وعلاجه عن طريق تغييرات بسيطة في النظام الغذائي لمنع ارتفاع الأنسولين الذي يعمل على تخزين الدهون بالجسم.
ومن طرق الوقاية والعلاج، وتقليل السكر والنشويات في الغذاء، والتركيز على الخضروات كمصدر للغذاء، وشرب شاي القرفة، وزيادة النشاط البدني خاصة المشي، والنوم لساعات كافية ليلًا.
كما يمكن استخدام أدوية توصف بواسطة الطبيب بعد إجراء التحاليل مثل تحليل HOMA_IR، وكذلك مخزون السكر.